قبرص التركية تنتخب "رئيساً" في ظل أزمات سياسية واقتصادية
سكان قبرص التركية يبدأون بالتصويت لانتخاب رئيس لـ"جمهوريتهم" المعلنة من جانب واحد. وذلك بعد ثلاثة أيام على إعادة فتح الجيش التركي لمدينة فاروشا التي تشكل رمزاً لتقسيم الجزيرة المتوسطية.
بدأ سكان شمال قبرص التركية، المعلنة من جانب واحد، التصويت، اليوم الأحد، لانتخاب رئيس لهم. وذلك بعد ثلاثة أيام على إعادة فتح الجيش التركي لساحل مدينة فاروشا التي تشكل رمزاً لتقسيم الجزيرة المتوسطية.
وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 738 أبوابها عند الساعة الثامنة صباحاً، على أن يستمر التصويت حتى الساعة السادسة مساءً. وذكرت وكالة "فرانس برس" أن الناخبين الذين وضعوا الكمامات ويرتدي بعضهم قفازات، بدأوا التصويت في مدرسة في شمال نيقوسيا.
وتم تسجيل نحو 198 ألفا و867 شخصاً على اللوائح الانتخابية لشمال قبرص التركية.
وتجري هذه الانتخابات في وقت يشهد شرق البحر المتوسط توتراً حاداً حول حقوق النفط والغاز فيه بين اليونان وتركيا. يشار إلى أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تعترف بـ"جمهورية" شمال قبرص التركية، واليونان الحليفة الرئيسية لجمهورية قبرص التي تمارس سلطاتها على ثلثي الجزيرة العضو في الاتحاد الأوروبي منذ العام 2004.
ويتنافس 11 مرشحاً بمن فيهم الرئيس المنتهية ولايته مصطفى أكينجي (72 عاماً)، المرشح الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي. وهو ديموقراطي اجتماعي، يؤيد إعادة توحيد الجزيرة وتخفيف العلاقات مع أنقرة، ما يثير استياء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وتعثرت المفاوضات من أجل إعادة توحيد الجزيرة المقسمة خلال فترة ولايته، لا سيما فيما يتعلق بمسألة انسحاب عشرات الآلاف من الجنود الأتراك الموجودين في "جمهورية" شمال قبرص التركية.
وتُظهر السلطات التركية دعمها للمرشح القومي إرسين تتار، وهو رئيس وزراء منطقة شمال قبرص، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 300 ألف نسمة. وقد أعلن الرئيس التركي الثلاثاء الماضي وإلى جانبه تتار، إعادة فتح ساحل مدينة فاروشا.
ودان أكينجي ومرشحون آخرون القرار، ورأوا فيه تدخلاً تركياً في الانتخابات. علماً أن هذه الخطوة دانتها أيضاً جمهورية قبرص والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، التي تراقب المنطقة العازلة بين شطري الجزيرة، وتطلب في أحد قراراتها نقل فاروشا إلى إدارة المنظمة الدولية.
كما تجري الانتخابات في ظل أزمة اقتصادية تضخمت بسبب وباء كوفيد-19، الذي أدى إلى إغلاق مطار إركان ونقاط العبور باتجاه جنوب الجزيرة، ما يزيد من تعقيد الاستقلال عن تركيا، التي يعتمد عليها شمال قبرص التركية اقتصادياً.