ثالث أقدم الأسرى الفلسطينيين محمد الطوس يدخل عامه الـ36 في السجن
الأسير محمد أحمد الطوس، ثالث أقدم أسير فلسطيني، أصدرت إحدى محاكم الاحتلال العسكرية بحقه حكماً بالسجن الفعلي المؤبد لعدة مرات. ويقبع اليوم في سجن ريمون.
يعتبر الأسير محمد أحمد الطوس، من مدينة الخليل، ثالث أقدم أسير فلسطيني، وأحد عمداء الأسرى القدامى المعتقلين، منذ ما قبل اتفاق أوسلو الذي فشل في إطلاق سراحهم، وهو واحد من بين 12 أسيراً مضى على اعتقالهم ما يزيد عن ثلاثين عاماً بشكل متواصل. ويقبع الأسير طوس اليوم في سجن ريمون.
قبيل اعتقاله تعرض الأسير طوس لكمين مع مجموعته (جبل الخليل)، الذين كانوا في طريقهم إلى الحدود مع الأردن للخروج من فلسطين، بعد أن طاردهم الاحتلال لفترة طويلة، حيث أطلقت الطائرات الرصاص والصواريخ على السيارة التي كان يستقلها مع أفراد مجموعته، فسقطوا جميعاً شهداء، فيما أصيب الطوس بإصابة خطرة.
وعلى الفور اعتقلته قوات الاحتلال في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1985، مصاباً بعدة رصاصات، والدم ينزف من جسده، وانهالوا عليه بالضرب المبرح دون مراعاة لوضعه الصحي وإصابته الخطيرة. ومن ثم نقلوه لزنازين التحقيق وأخضع لتعذيب قاس لأكثر من ثلاثة شهور، ووجهت له تهمة الانتماء لـ"حركة فتح" ومقاومة الاحتلال ضمن مجموعة فدائية عسكرية فاعلة ومتميزة في العمل المقاوم.
وقام الاحتلال بهدم منزله، ولم يعلم ذويه بخبر بقائه على قيد الحياة سوى بعد 6 أشهر من الحادثة.
وأصدرت إحدى محاكم الاحتلال العسكرية بحقه حكماً بالسجن الفعلي المؤبد لعدة مرات، بتهمة تنفيذه العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال وجنوده، في الوقت الذي رفض فيه الوقوف في المحكمة أو الاعتراف بها وبقانونيتها.
وكانت زوجة الأسير طوس (أم شادي) أصيبت بجلطة دماغية متأثرة لعدم شمول صفقة "شاليط" إسم زوجها، بعد أن رفضت حكومة الاحتلال الإفراج عنه ضمن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، وفقاً لما تم الاتفاق عليه، بين الجانبين الفلسطيني- الإسرائيلي برعاية أميركية، فدخلت في غيبوبة لنحو سنة ونصف، وتوفيت بعد صراع مع المرض بتاريخ 2-1-2015.
وللأسير الطوس ولدان وبنت كانوا أطفالاً عندما تم اعتقاله، فقد كان عمر ابنه الأكبر شادي 3 سنوات، وهو اليوم في الـ38، أما ابنه الثاني فكان عمره سنة ونصف، وهو اليوم في عمر الـ37 عاماً تقريباً، بينما ولدت ابنته الأخيرة وهو مطارد، فلم يرها إلا بعد أن كبرت، فيما أصبح عمرها الآن حوالى 35 عاماً. وهم اليوم تزوجوا جميعهم. وأصبح لديه منهم ثمانية أحفاد.