هذه هي المدونة التي نشرت اسم قاتِل مغنية

مدونة "تيكون عولام" تكشف قضايا لا تُنشر في وسائل الإعلام في "إسرائيل" بسبب الرقابة العسكرية أو بسبب أمر منع النشر.

  • هذه هي المدونة التي نشرت اسم من قتل مغنية
    المدونة التي تنشر قضايا لا ينشرها الإعلام الإسرائيلي نشرت اسم من قتل مغنية

أنشئ موقع "إصلاح العالم" الإسرائيلي (مدونة "تيكون عولام") في سنة 2003 من قبل ريتشارد سيلفرستاين، المقيم في سياتل في الولايات المتحدة الأميركية، وهو يُغطي الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني والإسرائيلي – العربي، اليمين المتطرف في الولايات المتحدة والاستيطان وعلاقات اليهود – المسلمين.

سيلفرستاين يسمّي نفسه "يهودياً تقدّميا" (انتقادياً) ويصف المدونة بأنها "ليبرالية يهودية تركّز على فضح تجاوزات دولة الأمن القومي الإسرائيلي".

وتكشف المدونة قضايا لا تُنشر في وسائل الإعلام في "إسرائيل" بسبب الرقابة العسكرية أو من جرّاء أمر منع النشر.

ففي سنة 2010 كانت تقارير المدونة أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت السلطات في "إسرائيل" إلى إزالة أوامر كهذه، جزء من القصص التي كشفها سيلفرستاين اقتُبست في وسائل إعلام كبرى.

وأحد مصادر سيلفرستيان كان شماي ليبوفيتس، الذي عمل في الـ FBI، وأُدين بـ 20 سنة سجن.

 سيلفرستاين زعم أن ليبوفيتس سرّب  200 صفحة وثائق بدت كنصوص تنصّت على جهات رفيعة المستوى من السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وبعد أن سمع بأن ليبوفيتس حُقق معه سنة 2009 قام بإحراق الوثائق.

كما زعم سيلفرستاين أن مصدره المركزي للأنباء من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لغاية سنة 2014 كان بنيامين "فؤاد" بن أليعيزر.

ومن المعلوم أن الموقع معروف بمنشوراته الأولية لقضايا بارزة كثيرة ترتبط بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، غالبيتها نُشرت في المدونة قبل نشرها في وسائل إعلام أخرى.

وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام في "إسرائيل" امتنعت عن نشرها بسبب أمر منع نشر أو بسبب أمر من الرقابة العسكرية، لكن بدايات التقارير ظهرت في حالات كثيرة في تقارير وسائل إعلام دولية لا تخضع لهذه القيود ونسبت الكشف إلى سيلفرستاين، كاتب المدونة.

مع هذا، سيلفرستاين تلقى انتقادات شديدة على عدم مصداقيته. صحفي هآرتس، يوسي ميلمان، زعم أن سيلفرستاين هو "سخرية في الإعلام الإسرائيلي ويتصرف بعدم مسؤولية، أسلوب عمله يذكّر بمقامر في كازينو،  في أحيانٍ متباعدة ينجح في جلب معلومة دقيقة جداً، لكن في الأغلب ينشر فبركات"، على حد تعبيره.

كما كتب أن سيلفرستاين "حوّل نفسه إلى لوح الأخبار الدولي لأخبار تمنع نشرها الرقابة والمحاكم في إسرائيل"، وأن "كراهيته الشديدة لـ "إسرائيل" تتجلى في منشوراته المعادية وكثير منها تكهنات ولا أساس لها، ما يدل على أنه معادٍ للصهيونية، وهو أمر ينفيه سيلفرستاين.

أهم ما كشفه سيلفرستاين في مدونته (وكان صحيحاً):

- نشر إسم عنات كام على أنها مصدر تسريب وثائق سرية للجيش الإسرائيلي لمراسل "هآرتس" أوري بلاو، قبل أن يُنشر في مؤسسات وسائل الإعلام، وأعرب سيلفرستاين عن دعمه لكام ووضفها "وطنية حقيقية".

- نشر لأول مرة اسم الجندي الذي ظهر في فيلم على يوتيوب وهو ينكّل بفلسطيني مقيّد ومغطى العينين.

- أول من نشر وثيقة سرية للجيش الإسرائيلي تفصّل كمية ونوع الغذاء المسموح بإدخاله إلى قطاع غزة في إطار الحصار.

الجيش الإسرائيلي رفض نشر الوثيقة بزعم الإضرار بأمن الدولة، لكنه اضطر لفعل هذا بعد طلب من جمعية "غيشاً" تبعاً لقانون حرية المعلومات.

بعدها بيومين أفادت وسائل الإعلام في "إسرائيل" عن القضية.

-نشر أيضاً أن جلسة سرية في الكنيست، بأمر من وزير الأمن إيهود باراك، لم يُدعَ إليها رئيس الأركان بيني غانتس وتناولت الخيار العسكري الإسرائيلي ضد إيران.

-ونشر اسم قائد وحدة 8200، العميد إيهود شنيورسون فيما كان يتولى المنصب وهويته كانت سرية.

-وأيضاً اسم المقدم "م" الذي منعت نشره الرقابة العسكرية في "إسرائيل".

كما كان أول من أفاد عن اعتقال الشاباك لأمير مخول وعمر سعيد بشبهة ارتكاب جرائم أمنية خطيرة بينها التجسس والاتصال بعميل أجنبي من حزب الله (ولاحقاً أُدينا وسُجنا).

كذلك، كان أول من نحدث عن ترشيح تامير باردو لرئاسة الموساد بدل مئير داغان.

وكان أول من تناول الخلاف بين رئيس الموساد ومستشارته القضائية – وأفادت عنه القناة الأولى – حول التحقيق في اغتيال مسؤول حماس محمود المبحوح.

أيضاً أفاد عن التعاون بين الموساد ومنظمة مجاهدي خلق في تصفية علماء نووي وأنشطة أخرى ضد البرنامج النووي الإيراني، والأمر أُكّد لاحقاً من قبل جهات في الإدارة الأميركية.

وتحدث عن رجل الموساد المسمّى "السجين أكس2" الذي كان مسجوناً منذ عقد بعد ان أُدين بالخيانة. ثم كتب انه تجسس لصالح إيران وأُدين بـ 14 سنة سجن.

ونشر هوية من كان يُسمّى "كابتن جورج" (المحقق مع مصطفى الديراني) وما ارتكبه بحقه.

وفي آب 2012 نشر متصفح في منتدى "جيش وأمن" في موقع "فريش" سيناريوها خيالياً عن هجوم إسرائيلي على منشآت النووي في إيران، ويستند إلى تكهنات ومصادر مفتوحة.

وفي 15 آب أغسطس نشر سيلفرستاين هذ السيناريو في مدونته، وقُدّمه على أنه معلومات سرية سُربت إليه من مصدر أمني كبير في "إسرائيل".

بعدها أفادت "معاريف" أنها معلومات مصدرها المنتدى، فيما نفى سيلفرستاين هذا وزعم أنها معلومات سُربت إليه وإلى "فريش" بالتوازي من قبل مصدر أمني.

وورد السيناريو في قناة "بي بي سي" كسبق لسيلفرستاين. القضية أثارت انتقادات لاذعة لوسائل الإعلام التي تستند على تقارير سيلفرستاين.

في تشرين أول/ أكتوبر 2013، بعد انتقادات متصفحين للمدونة، غيّر سيلفرستاين زعمه الأساس بأنه وثيقة سرية وكتب أنه لم يعد واثقاً من ذلك.


كما نشر معلومات خاطئة عن أعطال في طائرات مسيرة إسرائيلية زاعماً انها عُرضة لخطفها وسيطرة إيران أو حزب الله عليها، بعدها بأيام تبين أن سيلفرستاين تعرّض لتضليل بهدف كشف عدم مصداقيته واعترف لاحقاً بأنه تعرض لتضليل لكنه بقي متمسكاً بمزاعمه.

وفي شباط/ فبراير 2014 كشف اسمي مهربي أسلحة إسرائيليين مشبوهين بتصدير غير قانوني لأعتدة عسكرية إلى إيران عبر اليونان.

وفي آب/ أغسطس 2016 كشف معلومات عن طائرة رئيس الحكومة لم تسمح الرقابة العسكرية بنشرها.

وفي أيلول 2017 سرّب قرار العليا الممنوع من النشر في "إسرائيل"، في موضوع تصدير أسلحة إسرائيلية إلى ميانمار.

وفي السنوات 2017 – 2019 كانت هناك حالات نشر فيها المدون بوستات تضمنّت تفاصيل صدر في "إسرائيل" أمر منع نشرٍ لها، واللينكات إليها أُزيلت من نتائج البحث في غوغل، بينها تعيين قضاة مقابل رشوة.



اخترنا لك