في ظلّ تشكل "تحالف الحرب".. أي إمكانية لتشكيل تحالفات مواجهة في المنطقة؟
تستدعي "اتفاقيات التطبيع" تعديلاً في أساليب المواجهة، فما هي خيارات مواجهة "جبهة الحرب" التي أفرزتها خطوات "التطبيع" الأخيرة؟
تحولات استراتيجية تشهدها المنطقة تعاد معها صياغة التحالفات، أو تظهر اصطفافات جديدة بعد التطبيع الاماراتي البحريني مع تل أبيب.
نقطة ألا جديد على صعيد العلاقات بين الإمارات والبحرين "وإسرائيل" سوى انتقالها من السر إلى العلن، أشبعت إثباتاً وبرهاناً وتحليلاً، لكن نقاطاً أخرى تستدعي الوقوف أمامها. فما جرى يفرض مجموعة من الوقائع الجديدة على الأرض تستوجب التعامل معها فلسطينياً وإقليمياً.
محور المقاومة ثبت في إطار مواجهته معادلة القصف مقابل القصف، وهذا مهم، ولكنه غير كاف.
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، طرح للميادين عناوين تغيرات مطلوبة، كالاستفاقة من وهم المراهنة على حل سياسي وتفاوضي لاستعادة الحقوق الفلسطينية والتركيز على المقاومة الشعبية الشاملة.
أهمية هذا الطرح تأتي من أنه يتطلب تغير دور منظمة التحرير الفلسطينية وتركيبتها، إلا أن إطلاق رصاصة رحمة واحدة على "اتفاق أوسلو" ستحتاج جرأة أكبر بكثير من إطلاق مئات الصواريخ على "إسرائيل".
يتطلب هذا دفعاً ودعماً إقليميَين أيضاً. وفي نظرة إلى خريطة الجوار، نجد أن المنطقة الرمادية تتضاءل أكثر فأكثر على الوتيرة نفسها التي يتمد فيها التصحر.
غياب الألوان يزيد حدة الأبيض والأسود والانقسام العمودي لمحاور المنطقة. إقليمياً، هناك لاعبون مؤثرون في العالم الإسلامي.
إيران منخرطة بقوة في موقف واضح من القضية الفلسطينية، وتركيا الباحثة عن دور أكبر لها، تسجل كذلك مواقف رافضة للتطبيع، على الرغم من علاقاتها الدبلوماسية مع "إسرائيل".
قد تختلف الدوافع، لكن الطرق تلتقي لقيام تحالف إيراني-تركي في مواجهة تحالف الحرب الذي يتمظهر حالياً؛ تحالف قد ينجح في جذب دول كبرى أخرى كباكستان الرافضة للتطبيع أيضاً. كل شيء وارد في إطار السياسة، ولا سيما في ظل غياب أي مبادرات أخرى وبديلة.
النخالة قال إن المنطقة تمر في مرحلة اصطفاف وانحياز لـ"إسرائيل"، مشيراً إلى أن من مسؤولية الفلسطينيين الانفتاح على كل الدول والقوى المضادة لـ"إسرائيل".
وخلال مقابلة مع الميادين، لفت النخالة إلى وجوب صياغة برنامج سياسي موحد بعد فشل برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، معتبراً أنه لولا موقف السعودية، لما توجهت البحرين إلى توقيع اتفاق التطبيع، وتمنى ألا توقع السعودية أي اتفاق مماثل، مشدداً على أن لا دور لجامعة الدول العربية في الواقع.
ولفت النخالة إلى أن موقف إيران تجاه القضية الفلسطينية ثقيل ومهم جداً في مواجهة الاتفاقات مع الاحتلال، مشيراً إلى أهمية الانحياز بالموقف التركي إلى الشعب الفلسطيني.
منسق شبكة "قادرون معاً للإعلام" البديل، وليد محمد علي، يقول للميادين إن "علاقة البحرين بكيان الاحتلال لم تكن بالسر".
ويضيف: "من الوهم الاعتقاد بأن العدو يعطينا شبراً من الأرض عبر التسوية"، لافتاً إلى أن "تلاقي تركيا وإيران وباكستان يعطي دعماً للشعب الفلسطيني".
من جهته، يؤكد الكاتب الصحافي يونس عودة للميادين أنه "لو بقي سلاح الفلسطينيين، لما حصلت مجزرة صبرا وشاتيلا"، مضيفاً: "وحدها بندقية المقاومة تفرض الشروط على الاحتلال، وهي التي أوجدت التوازن والمعادلات".
الخبير العسكري، محمود العجرمي، يوضح من جهته للميادين أن "منظمة التحرير يجب أن تكون عنواناً لوحدة الشعب الفلسطيني".
ويشير إلى أن "التنسيق بين قوى المقاومة في إيران والعراق وسوريا ولبنان مع الفلسطينيين هو مصدر القوة"، مضيفاً أن "عمق المقاومة الفلسطينية في العالمين العربي والاسلامي واعد جداً".
وقال العجرمي إن "تركيا منخرطة في التحالف الفلسطيني الإيراني المقاوم، وإنها عانت من الأميركيين"، لافتاً إلى أن "المقاومة بخير، وتحالفاتها بخير، والدول التي ستنضم إليها سيكون لها أثر كبير".
وتابع: "إذا تحركت الأنظمة ضد فلسطين، فإن الشعوب تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني"، مشدداً على أن "جوهر التحالف الذي يواجه العدو صلب ومتماسك".