باكستان لن تعترف بـ"إسرائيل".. كيف يبحث المطبّعون عن ثقل إسلاميّ يُغطّي فعلتهم؟

رفضها اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدسات المسلمين، موقفها من الهند التي تخترقها "إسرائيل" في قضيّة كشمير، وإصرارها على منع حصول الاحتلال الإسرائيلي على أيّ نفوذ في جنوب شرق آسيا، كلها عوامل تدفع باكستان إلى رفض التطبيع عكس الإمارات والبحرين.

  • "باكستان لن تعترف أبداً بإسرائيل" في تظاهرة رافضة للتطبيع في إسلام أباد

أكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ألا جدوى من الاعتراف بـ"إسرائيل" أو التطبيع معها، لأن "أصحاب القضية يرفضون ذلك".

وأشار خان إلى أنّ "الفلسطينيين أصحاب قضية ظُلموا وحُرموا من حقوقهم واغتصبت أراضيهم".

وكان خان أكد وصيّة القائد محمد علي جناح، مؤسس جمهورية باكستان، التي تشددُ على أن باكستان "لن تعترف بإسرائيل حتى إعطاء الفلسطينيين حقهم بتسويةٍ عادلة"، مشدداً على أن موقف بلاده واضحٌ جداً: "ليعترف من يعترف بإسرائيل، إلا أن باكستان لا يمكنها الاعتراف بها مطلقاً".

كما يرفض الشعب الباكستاني أيضاً التطبيع مع "إسرائيل"، حيث جابت مسيرة شوارع العاصمة إسلام اباد في آب/أغسطس الماضي بعد إعلان التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي، ردّد خلاله المشاركون شعارات مناهضةً للتطبيع ولتل أبيب، وأحرقوا العلمين الإسرائيلي والأميركي، كما حملوا صور شهداء المقاومة ولافتات مؤيّدةً لفلسطين والمقاومة.

كلام خان يأتي في ظل التقارير المتلاحقة في الأسابيع الأخيرة عن أن إسلام اباد هي الدولة الإسلاميّة التي ستوقع على اتفاق التطبيع لتأمين غطاء إسلامي واسع إلى جانب السعودية، وحتى لا تترك وحدها، في ظل رفض دول إسلامية وازنة، ولا سيما أن باكستان دولة إسلاميّة نوويّة وخامس دولة في العالم من حيث السكان، بتعداد يبلغ 212 مليون نسمة.

ويطرح كلام رئيس الوزراء الباكستاني العديد من التساؤلات، فهل ينهي ذلك انضمام بلاده إلى قطار التطبيع؟ ولماذا التسويق الإعلامي الغربي والخليجي لضمّها إلى قائمة الدول المطبعة مع الاحتلال؟ وهل يحتاج التطبيع إلى غطاء إسلاميّ وازن، من يمكن أن يعوض غياب إسلام أباد؟

لماذا لم ترضح باكستان لأيّ ضغوطات للتطبيع مع "إسرائيل"؟

مع تسارع وتيرة الأحداث، تبقى باكستان مصمّمة على موقفها الرافض للتطبيع مع "إسرائيل"، كما ترى أن قضيّتي كشمير وفلسطين متشابهتان، وأنّ على المجتمع الدوليّ إيجاد حلّ عادل للقضيتين من دون التنازل عن حقوق الشعبين الفلسطينيّ والكشميري. 

كما تشدد باكستان على أنّ التطبيع والاعتراف بكيانٍ اغتصب أرض فلسطين على مستوى صانعي القرار السياسيّ، لا يمكن القبول بهما، وإن قبلت بهما دول أخرى، مع استعدادها لتحمّل تبعات هذا الموقف من ضغوط دوليّة وإقليميّة.

باكستان تواجه اليوم عداءين، عداء هنديّ وآخر إسرائيلياً. ولذلك، ترفض الاعتراف بـ"دولة إسرائيل" القائمة على اغتصاب أرض فلسطين واغتصاب المسجد الأقصى الذي له أولويّة وقداسة لدى المسلمين.

ولم ترضخ باكستان حتى الآن لأيّ ضغوطات للتطبيع، فهي تعتبر أنّه لن يُفيد الدولة المطبعة، بل سيفيد فقط "إسرائيل"، التي تسعى إلى توسيع نفوذها من خلال "السلام" مع بعض الدول العربيّة، وإسلام أباد ترفض أن تساعد الاحتلال الإسرائيلي على الحصول على أيّ نفوذ، وخصوصاً في منطقة جنوب شرق آسيا. 

كما تخترق "إسرائيل" الهند من خلال موقفها السياسي، ومن خلال تجارة الأسلحة ومناصبة العداء للقضيّة الفلسطينيّة، حتى في التصويت للأمم المتحدة، وباكستان لم ولن تقبل ذلك.

العلاقات بين باكستان وكل من الإمارات والبحرين المطبعتين مع الاحتلال قويّة، ومن الواضح أنّ الإمارات ستسعى إلى الضغط على إسلام أباد من بوابة ميناء "جوادر" الباكستاني المنافس لميناء "دبي"، للقبول بالتطبيع مع "إسرائيل"، لكن رغم ذلك ترفض باكستان ذلك بشكل قاطع، وخصوصاً في ظل الظروف الظالمة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني. 

بالطبع، لا يمكن تعويض الموقف الباكستاني من التّطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ومن القضيّة الفلسطينيّة، لأنّه موقف شعبي وحزبي ونقابي وديني، وليس فقط موقفاً سياسياً، ففلسطين قضيتهم، وللبرلمان الباكستاني موقف حازم من الموضوع، كما كان عندما طُلب من البلاد قصف اليمن ورفضت.

اخترنا لك