تفكيك "خلية إرهابية" في المغرب يلقي الضوء على المخاطر في منطقة الساحل
بعد إيقاف 5 مغاربة والعثور على معدّات متفجرة في عدّة مواقع، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب عبد الحق الخيام يقول إن الخلية التابعة لتنظيم القاعدة والتي جرى تفكيكها أخيراً، خطيرة وجاهزة للتحرك في أي وقت.
قال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب عبد الحق الخيام إنّ الخلية التابعة لتنظيم القاعدة، والتي جرى تفكيكها أخيراً، كانت تحضّر لتنفيذ اغتيالات تطال "شخصيات" و"مقار للأجهزة الأمنية" في المملكة.
وأوضح الخيام أنّها "كانت خلية خطيرة جاهزة للتحرك في أي وقت"، مبدياً قلقه إزاء نفوذ التنظيم في ظل سياق إقليمي معقّد.
كما أوقف 5 مغاربة الخميس وعثر على معدّات متفجرة في عدّة مواقع، في طنجة وأماكن مختلفة ضمن الرباط، على يد المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وأبدى عنصران "مقاومة شرسة" وأصيب شرطي إصابة بالغة.
إلى ذلك، أتاحت عمليات التفتيش في متاجر ومساكن كان يستخدمها الموقوفون العثور على أحزمة متفجرة وعدّة مكوّنات كيميائية تتيح صنع متفجرات، بينها ثلاثة كيلوغرامات من نيترات الأمونيوم، إضافة إلى معدّات الكترونية وأقنعة وأسلحة بيضاء.
وقال الخيام "نحن لم نقف على عتاد يستخدمه الإرهابيون منذ اعتداءات 2003"، الذي أسفر عن 33 قتيلاً في الدار البيضاء، ثم إثر استهداف "بقايا" الشبكة في 2007.
وعثر المحققون الخميس أيضاً على "شعار" لتنظيم القاعدة، فيما أكدت التحقيقات الأولية أنّ "عناصر الخلية كانوا يتطلعون إلى الولاء" للتنظيم.
ووفق المسؤول المغربي، لا يبدو أنّ للخلية أي اتصال مباشر بتنظيم داعش، وكانت تعدّ لاستهداف "شخصيات عامة وعسكرية، ومقار للأجهزة الأمنية"، على حد قوله.
وأردف أنّ "التحدي الماثل أمام كل أجهزة مكافحة الإرهاب في العالم هو التكنولوجيا، الإرهاب السيبراني"، موضحاً أنّ "الخطاب العنيف، الخطاب المتطرف روّج له مناصرو داعش، والآن يمكن لأي شخص للأسف الانضواء مباشرة تحت هذه الايديولوجيا من دون وجود علاقة مع المنّظرين".
وأضاف "حتى لو هزِم داعش في المشرق، في سوريا والعراق، فإنّ أيديولوجيته منتشرة ولا تحتاج إلى بلد، بمقدورها النمو حيث تجد لها مؤيدين"، ونظراً إلى ذلك فإنّ "الخلايا تتحرك في الخفاء كخلايا نائمة، وفي غالبية الحالات لا وجود لأي علاقات في ما بينها"، بحسب تعبيره.
التحدي الآخر وفق الخيام يتمثل في أنّ تنظيم داعش وبعد تراجعه في سوريا والعراق، نما في منطقة الساحل والصحراء في ظلّ النزاع في ليبيا "وفي دول على غرار مالي، لا تسيطر على أمنها".
وقال إنّ "الخلايا الإرهابية والإرهاب ينموان في المنطقة وكذلك شبكات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والأسلحة والبشر". وتابع أنّ "كل هذا ... يجعل منطقة الساحل، في رأيي، قنبلة موقوتة".