فصائل فلسطينية للميادين: التطبيع الإماراتي خطير يمهد لحروب ويفرض علينا رؤية عمل جديدة
كيف قرأت الفصائل الفلسطينية الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، والذي تبعه زيارة أول وفد إسرائيلي أميركي للإمارات بطائرة إسرائيلية عبرت الأجواء السعودية. محور المقاومة برمته معني لا بل كل العرب، هل تمّ التخلي عن القضية الفلسطينية؟
أقرنت طائرة التطبيع الإماراتي الإسرائيلي القول بالفعل، عقب وصول وفد إسرائيلي أميركي الى أبو ظبي على متن طائرة اسرائيلية تابعة لشركة "العال" الإسرائيلية اليوم الإثنين كما كان مقرراً، والتي عبرت أجواء السعودية.. رحلة تطبيع رافقها الكثير من الاستعراض السياسي والإعلامي وحتى الحربي.
إنه الاتفاق الأمني الاستخباراتي بامتياز، التطبيع المجاني الذي يفرش للعدو الورود على صفحة من تزوير التاريخ.
في المقابل، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتتياهو كان قد أكد في وقت سابق أن وفداً إماراتياً سيزور تل أبيب قريباً وسنستقبله على بساط أحمر.
"وفد إسرائيلي أميركي دشن الخيانة والغدر".. هكذا وصف الفلسطينيون الخطوة الإماراتية.. ابتسامات مقرونة بالتهويل، هي الطريقة الأميركية في قلب الحقائق والترويج للباطل.
المشهد الباطل دخل دولة الإمارات في سجن التطبيع، ليكبلها أمنياً وسياسياً وعسكرياً، وباتت كل خطواتها مرهونة بالالتزام بسقف التطبيع المنخفض، و تهدي "إسرائيل" المكاسب التي يحلو لنتنياهو تكرارها بأن الفيتو الفلسطيني على السلام بين "إسرائيل" والدول العربية انتهى.
هي ضربة أولاً للفلسطينيين طبعاً، لكن محور المقاومة برمته معني لا بل كل العرب، فهل يوافق هؤلاء على القبول بالتخلي في السر والعلن عن القضية الفلسطينية؟ ماذا عن سوريا والعراق واليمن والمقاومة في لبنان، وحلفائهم في مواجهة تطبيع بدأ خلف الأبواب المغلقة، وبات اليوم معلقاً في هلال لن يسمح له أهل القضية أن يكتمل؟ الثابت أن أهل القضية يحملون في رحلة التحرير بطاقتهم الخاصة بهم أيضاً ومكتوب عليها:"نصنع تاريخنا".
الطاهر للميادين: الرجعية العربية تآمرت على الشعب الفلسطيني منذ 48
وتعليقاً على ذلك، القيادي في الجبهة الشعبية الفلسطينية ماهر الطاهر قال في حديث للميادين، "نحن على أبواب مرحلة جديدة بالنسبة للواقع العربي". وأضاف أن معسكر العدو يتكون من الولايات المتحدة، وتل أبيب، والرجعية العربية.
واعتبر أن "الرجعة العربية كانت تتآمر على الشعب الفلسطيني منذ العام 48، لكن من تحت الطاولة".
الطاهر رأى أن "مأزق الاحتلال يكمن بتعاظم محور المقاومة، وخاصة المقاومة القوية في لبنان وغزة".
وأشار إلى أن ما يجري بين تل أبيب وأبو ظبي ليس بعيداً عن السعودية، وإنما بالتنسيق معها، لافتاً إلى أن ما يجري من تطبيع يأتي في إطار مواجهة محور المقاومة، الذي يشكل خطراً حقيقياً على "إسرائيل".
وقال الطاهر، نحن أمام تحالفات ومعادلات جديدة في المنطقة، مضيفاً أن العبارات التي رافقت الطائرة الإسرائيلية تشير إلى تحالفات جديدة في المنطقة، والإعداد لحروب. واعتبر أن التحالفات بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية "تفرض علينا رؤية عمل جديدة".
وإذا اعتبر أن خيار بناء الدولتين انتهى بشكل تام ويجب سحب الاعتراف بـ"إسرائيل"، شدد الطاهر على أن على السلطة الفلسطينية سحب الاعتراف بـ"إسرائيل" لسحب الذرائع من قبل بعض الدول الساعية إلى التطبيع معها.
وكشف الطاهر أن اجتماع الفصائل الذي كان مقرراً في بيروت يوم الخميس المقبل تمّ تأجيله لأسباب تتعلق بالسلطات اللبنانية.
الحوراني للميادين: الإدارة الأميركية تسعى لفرض "صفقة القرن" على الفلسطينيين
بدوره، رأى عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد الحوراني، في حديث للميادين، أن وصول طائرة إسرائيلية إلى أبو ظبي حدث خطير، وقفزة سياسية في مسار جديد.
وأشار الحوراني إلى أن جزء من الدول العربية ومنها الإمارات ينهار أمام الضغط الذي يفرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
واعتبر أن الخطوة السياسية التي أقدمت عليها الإمارات خطيرة.
وإذ لفت إلى أن مشكلة "إسرائيل" الحقيقية هي مع الفلسطينيين القابعين تحت الاحتلال،
كشف الحوراني "نسعى لعلاقات مع كثير من الدول العربية التي لم تأخذ موقف الإمارات كالجزائر والمغرب".
وأكد أنه "علينا استعادة وحدتنا الداخلية بالاتفاق على برنامج سياسي ونضالي".
الحوراني شدد على ضرورة "استعادة الوحدة الفلسطينية لمنع وقوع المزيد من الانهيارات في ظل الضغط الأميركي المستمر".
وأكد أن الإدارة الأميركية تسعى لفرض "صفقة القرن" على الفلسطينيين.
المصري للميادين: حكام الإمارات يحاولون تمرير "صفقة القرن" وتجميل صورة الاحتلال
من جهته، قال المتحدث باسم كتلة "حماس" البرلمانية مشير المصري للميادين، "نحن أمام يوم أسود وطعنة غادرة من قبل حكام الإمارات"، معتبراً أن ما أقدمت عليه الإمارات وحكامها خطوة مشينة.
ورأى المصري أن حكام الإمارات يحاولون تمرير "صفقة القرن" وتجميل صورة الاحتلال. وأضاف أنهم "يلبسون ثوباً صهيونياً وليس ثوباً عربياً اليوم".
وحذّر المصري الأنظمة العربية من الهرولة نحو التطبيع والسير بخيارات الإمارات. وأكد أن الفلسطينيين هم أصحاب الحق، ولم يخولوا أي طرف للحديث باسمه.
المصري أكد أن "وحدة الموقف الفلسطيني وبناء استراتيجية تحررية وطنية هما الخيار الأول الذي نتبناه".
ورأى المصري أن على السلطة الفلسطينية التحرر من "اتفاق أوسلو". واعتبر أن هناك فرق واضح بين المواقف الرسمية العربية، والمواقف الشعبية الداعمة للقضية الفلسطينية. إلا أنه في الوقت نفسه أكد المصري أن هناك اجماع فلسطيني رافض للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي.
وشدد على أنه "نحن كأولياء الدم ،نؤكد أن تراكم المقاومة هو الخيار الاستراتيجي لمواجهة انهزامية بعض الأنظمة".