في الذكرى الـ42 لتغييبه.. السيد الصدر حاضر في مقاومة "إسرائيل"

في الذكرى الـ42 لتغييب السيد موسى الصدر ورفيقيه، نسترجع أهم مواقفه في السياسة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلية وعمله على التقارب بين الطوائف والمذاهب في لبنان.

  • في الذكرى ال 42 لتغييب الإمام الصدر
    في الذكرى الـ42 لتغييب الإمام الصدر.. "مؤسس النهضة الثانية"

يصادف اليوم الإثنين الذكرى الـ42 لتغييب الإمام موسى الصدر، حيث تم اختطافه ورفيقيه في 31 اَب/ أغسطس 1978.

لمع نجم الإمام الصدر منذ بداية مشاوره العلمي في حوزة قم. وكان ألمع طالب إلى جانب الشهيد السيد الدكتور محمد بهشتي، بين أهم 12 طالباً مجتهداً. وقد شارك عام 1959 مع آخرين منهم آيات الله: بهشتي، آذري قمي، مكارم شيرازي، في تدوين مشروع إصلاح المناهج العلمية في الحوزة. 

وحتى عندما أكمل دراسته الحوزوية في النجف الأشرف كان انطباع جميع أقرانه في الحوزة أن الإمام الصدر اَت مرجعاً دينياً لا محالة.

ولهذا يروي أحد طلاب الحوزة النجفية اَنذاك أنه فور قرار الإمام الصدر المجيء إلى لبنان والاستقرار فيه، يروي قول السيد الصدر باللهجة العراقية: "ماكو مرجعية بعد لبنان"، أي لن أكون مرجعاً في المستقبل إذا أتيت لبنان.

ثمة من يعتبر الإمام الصدر هو مؤسس النهضة الثانية، كما يعتبر الشهيد الأول قبل حوالي 700 عاماً مؤسساً للنهضة الأولى في جبل عامل.

وقد اعتبر السيد محمد حسين فضل الله الإمام الصدر بأنه "مهما قيل عن الإمام الصدر فهو مفجر الحالة الشيعية في لبنان". ويؤكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن "الإمام الصدر هو المؤسس لكل ما نحن فيه".

اكتشف الإمام الصدر أن العمل على جعل "مشروع الاحتلال الإسرائيلي" عدواً، يحمي الوحدة الوطنية ويبعد الفتن بين الطوائف. لذا كان يقول: "يجب العمل لتكون إسرائيل عدواً".

اشتهر عن الإمام الصدر شخصيته الجذابة وامتلاكه لكاريزما قوية، حيث يروي نقيب الصحفيين السابق زهير عسيران أنه كان مقرراً ان تكون مدة اجتماع الصدر مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر نصف ساعة، إلا ان شخصية الإمام ولباقة حديثه اللافت جعلت الإجتماع يمتد لحوالى 4 ساعات. 

وفي هذه الفترة سرعان ما تحول الإمام الصدر بثقافته الواسعة المستنيرة إلى محط أنظار جميع اللبنانيين وإعجابهم وليس الشيعة فحسب. فضلاً عن امتلاكه المقدرة على الحوار مع جميع الاتجاهات الثقافية الاخرى.

فأول ما تعرف إليه اللبنانيون كان عن  طريق محاضرة ألقاها في "الندوة اللبنانية" في 6 نيسان/ أريل 1964 بعنوان "أضواء وتأملات". وقد كانت "الندوة اللبنانية" آنذاك المنبر الأكثر تأثيراً على ثقافة ذاك الزمن. وقد ركز الإمام في هذه المحاضرة على فكرتين رئيسيتين: الأولى تتعلق بالوحدة الإسلامية، والثانية تتعلق بالحوار الإسلامي المسيحي والاعتراف بالآخر.

ثم كانت له في العام التالي في 24 أيار/ مايو 1965 محاضرة ثانية على منبر "الندوة اللبنانية" ذاتها، مما لفت نظر الجميع وجعل من المثقفين اَنذاك يتحدثون عنه كعالم دين مسلم، يستطيع أن يحاضر في موضوع صعب هو "الإسلام وثقافة القرن العشرين".

وفي عام 1966 أطل الإمام من على منبر فكري آخر في محاضرة له في الجامعة الأميركية في بيروت، فخاض غمار الفلسفة وتحدث عن كتاب الفيلسوف الكبير هنري كوربان (تاريخ الفلسفة الإسلامية – 1966)، وأظهر أن الجهد العقلي الذي تقتضيه الفلسفة لا يتناقض مع الإيمان الديني، فالمسلم يجب ان يكون موحداً ومؤمناً ومن أهل البرهان فلا ينحّي العقل عن سدة الإيمان.

هذا وولد الإمام السيد موسى الصدر في 4 حزيران/ يونيو 1928 في مدينة قم - إيران، من عائلة من كبار العلماء العاملين التي تعود جذورها إلى السيد صالح من جبل عامل من قرية شحور العاملية في جنوب لبنان، إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم.

عام 1941 دخل الحوزة العلمية وتابع تحصيل العلوم الفقهية على كبار العلماء المدرسين وصولاً إلى درجة الإجتهاد في مدينة قم المقدسة. والتحق بجامعة طهران عام 1950، في كلية الحقوق، قسم الإقتصاد، وتخرج منها سنة 1953، وكان أول معمّم يتلقى العلوم الحديثة في الجامعة.

قدم الإمام الصدر إلى مدينة صور- لبنان في أواخر 1959 وبدأ العمل فيها كعالم دين خلفاً للإمام السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس)، بعد زيارتين سابقتين في 1955 و1957، وذلك بتشجيع ومباركة من المرجع الأكبر السيد البروجردي.

وكان الإمام قد شارك في مراسم تتويج بابا الفاتيكان البابا بولس السادس بناء على دعوة رسمية وكان رجل الدين المسلم الوحيد الذي دُعي لهذه المناسبة. 

انتخب الإمام السيد موسى الصدر رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1969. ووجه دعوة لتوحيد الشعائر الدينية بين المذاهب الإسلامية. 

اخترنا لك