الاستراتيجية الأميركية في المنطقة لحماية "إسرائيل".. لماذا ترضخ دول الخليج؟

تفوق "إسرائيل" يقتضي حصولها من الولايات المتحدة على أحدث الأسلحة والتقْنيات والمعلومات الأمنية والاستخبارية. فالإدارات المتعاقبة تعد "إسرائيل" استثناء بين حلفاء واشنطن.. أين دول الخليج من هذه المعادلة؟

  • القرار الاِستراتيجي الأميركي بالتفوّق العسكري والأمني الإسرائيلي في المنطقة لحمايتِها
    القرار الاِستراتيجي الأميركي بالتفوّق العسكري والأمني الإسرائيلي في المنطقة لحمايتِها

حرص المسؤولون الأميركيون على استمرار التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة وهو تعهدٌ التزمت به كل الإدارات وعملت على تكريسه واقعاً، من خلال قرار استراتيجي تمليه المصلحة الأميركية بحماية نفوذها في المنطقة.

تفوق "إسرائيل" يقتضي حصولها من الولايات المتحدة على أحدث الأسلحة والتقْنيات والمعلومات الأمنية والاستخبارية. فالإدارات المتعاقبة تعد "إسرائيل" استثناء بين حلفاء واشنطن في المنطقة حتى أولئك المهرولين للتطبيع.

فلماذا ترهن دول عربية قرارها السيادي لدى الأميركيين وتقبل بالتطبيع مع "إسرائيل" من دون مكتسبات أو حتى جوائز ترضية.

في الشكل والمضمون الفارق كبير بين هلال التطبيع ومحور المقاومة، فالأخير يرفض التخلي عن قراره المستقل ويرفض الرضوخ لاستراتيجية تفوق تل أبيب ويؤمن بأن السعي لامتلاك القوة واجب. فبالقوة وحدها تسترد الحقوق.

في هذا الإطار، قال محلل الشؤون السياسية والدولية في معهد "كاتو" دوغ باندو، إنّ واشنطن التزمت دائماً بالدفاع عن "إسرائيل". 

وذكر للميادين ضمن "المسائية" أنّ "الإدارة الحالية في واشنطن كما الإدارات السابقة في أي صفقة سلاح تحرص على مصلحة إسرائيل".

وأشار إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب "قد يبيع طائرات أف 35 للإمارات مع وعود  لإسرائيل بألا تشكل هذه الطائرات تفوقاً عليها".

وقال إنّ ادارة ترامب حاولت سياسة الضغوط القصوى على ايران وفنزويلا وغيرها" لكن هذه الحكومات لم ترضخ"، مؤكداً أنّ المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن "إذا نجح في الانتخابات سيتبع مساراً آخر مع الدول التي يهاجمها ترامب".
 
من جهته، رأى رئيس "المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات" اللواء محمد المصري، أنّ "ما قامت به الإمارات تعبير عن تيار موجود بين العرب".

وأكد للميادين أنّ "ما قامت به الإمارات تجاه إسرائيل خيانة وطعنة للفلسطينيين"، مشيراً إلى أنّ "السلاح الذي تشتريه بعض الدول العربية لا أعتقد أنه سيستخدم ضد إسرائيل".

وأضاف المصري أن "الاتفاقية بين الإمارات وإسرائيل ستجعل تل أبيب في نقطة متقدمة ويجعل أرض الإمارات ساحة للصراع"، منوهاً إلى أنّ الهدف الإسرائيلي هو الوجود الاستخباري وليس العسكري في الخليج.

بدوره، قال رئيس "مركز الشرق الاوسط للدراسات والعلاقات العامة" العميد هشام جابر، إنه تم اقناع الدول الخليجية "بأن عدوها هو إيران".

وأشار للميادين إلى أن "دول الخليج تحاول إرضاء أميركا قدر الإمكان لأنها تعتقد أنها تحميها".

وأشار إلى أن "إسرائيل حتما تريد الإبقاء على تفوقها العسكري خاصة في مجال سلاح الطيران"، مضيفاً "أشك أن تعطى الإمارات نفس طائرة أف 35 التي ستعطى لإسرائيل".

كما قال جابر  إنه "إذا استشعرت إيران بالخطر من وجود الإسرائيليين في الإمارات فإن لإيران أدوات للجم هذا الخطر"، لافتاً إلى أن مجرد توجيه ترامب أي ضربة لإيران فإن "كل القواعد الأميركية في الخليج ستكون تحت النيران الإيرانية".

أنظمة عربية عدة، وبعد سنوات من التطبيع السري مع الاحتلال الإسرائيلي، تسير في ركب التطبيع العلني، برعاية كاملة من الولايات المتحدة الأميركية.

اخترنا لك