ما الذي يقصده البطريرك الراعي حين يتحدث عن نزع السلاح؟

البطريرك الماروني بشارة الراعي يقول إن انفجار مرفأ بيروت في مثابة جرس إنذار، ويشير إلى أن بعض المناطق اللبنانية تحولت إلى حقول متفجرات.

  • البطريرك الراعي: متى حصل الوفاق على الولاء للبنان، يصبح القبول بالحياد أمراً بديهياً
    البطريرك الراعي: متى حصل الوفاق على الولاء للبنان، يصبح القبول بالحياد أمراً بديهياً

قال البطريرك الماروني بشارة الراعي، إن "انفجار مرفأ بيروت بمثابة جرس إنذار للمبادرة إلى دهم كل مخابئ السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنية في المدن والبلدات والقرى"، بحسب تعبيره.

وأضاف أن "بعض المناطق اللبنانية تحوّلت حقول ​متفجرات​، لا نعلم متى تنفجر ومن سيفجّرها"، معتبراً أنها "تشكل خطراً جدياً لحياه المواطنين التي هي ليست ملك أي شخص أو فئة أو حزب أو منظمة".

وشدد البطريرك الراعي على أنه "حان الوقت لسحب هذه الأسلحة والمتفجرات من الأيدي ليشعر المواطنون بأنهم بأمان في بيوتهم"، لافتاً إلى أن "الحياد لا يقبل التجزئة في مكوناته الثلاثة المتكاملة والمترابطة، وليس هو موضوع وفاق بل يستلزم أولاً وفاقاً على الولاء للبنان، قبل الوفاق على الحياد. فمتى حصل الوفاق على الولاء للبنان، يصبح القبول بالحياد أمراً بديهياً".

كلام البطريرك الراعي، فسّر على عدة صُعد، فهناك من اعتبر أنه يتوجه بكلامه لحزب الله، وهناك من قال إن الراعي يتحدث بعناوين عريضة.

يقول الكاتب السياسي جوني منيّر للميادين، إن كلام الراعي ليس هجوماً سياسياً على حزب الله مرتبطاً بالأجندة السياسية الحالية في لبنان، بل إنه مشروع مستمر لدى الراعي بدأ به منذ زمن وسيستمر ولن يتوقف".

وأوضح أن "البطريرك الآن لا يتعامل من الزاوية السياسية، هو يأخذ الموضوع من العنوان العريض"، مشيراً إلى أن البطريرك يقصد الجميع، وكل أنواع الأسلحة، لكنه ليس في صدد طرح ملفات سياسية، بل يقوم بطرح عناوين عريضة تتعلق بالهواجس المسيحية، بحسب تعبيره.

وقال منيّر "علينا أن نفهم موضوع الانفجار الذي حصل في بيروت، علينا أن نفهم العقل المسيحي، حيث هناك توارث للذاكرة المسيحية، حول الاضطهاد الذي يتعرضون له في المشرق، وانفجار مرفأ بيروت الذي تسبب في دمار منطقة رمزية لهم، أيقظ المخاوف المسيحية".

ولفت إلى أن السلطات اللبنانية أخطأت عندما لم تذهب للبطريرك للتباحث معه حول ما يطرحه بشكل دقيق، خاصة كلامه حول مشروع الحياد الذي طرحه وأخذ الكثير من الجدل الداخلي.

من جهته، الكاتب السياسي غسان جواد، وإن كان يتفق مع منيّر حول أن الانفجار أوقظ المخاوف الوجودية المسيحية، إلا أنه يعتبر أن ما يقوله البطريرك الراعي له بُعد سياسي عميق، ويتعلق باللحظة الراهنة، وشعور الموارنة عموماً، ورغبة الكنيسة المارونية بالتميز السياسي في ظل تساؤولات كبرى تطرح في الشارع المسيحي.

وأضاف جواد للميادين، أن الخطورة تكمن في أن يتحول البطريرك والكنيسة إلى منصة لفتح المجال لإضعاف المناعة الداخلية الوطنية، وذلك بإثارة ملفات أصلاً غير موجودة وغير خلافية بين اللبنانيين، وتحويلها إلى ملفات خلافية، وفتح البلد أمام مزيد من احتمالات التدخل الخارجي تحت عنوان ما طرحة البطريرك حول سلاح بين المنازل.

وأشار جواد، إلى أن هذين المستويين بالغي الخطورة؛ مستوى يقول للبنانيين أن عليكم التحرك في مواجهة الأسلحة بين منازلكم وهذا كلام قد يؤدي إلى مشاكل وفتنة، ومستوى آخر يتماهى بقصد أو من غير قصد مع مناخ دولي وإقليمي يرغب بتطويق المقاومة ومحاصرتها.

وشدد على أنه اليوم، على البطركية أن تلعب دور المطمئن ومد الجسور وليس دور "صب الزيت على النار"، وإن كان يحق للبطريرك أن يقول رأيه بوصفه مرجعية دينية.

في الساعة السادسة و 6 دقائق من عصر يوم الرابع من آب/أغسطس هز انفجار ضخم العاصمة اللبنانية ووصل صداه إلى مناطق بعيدة. شحنةٌ من نترات الأمونيوم مخزنة منذ سنوات في مرفأ بيروت انفجرت وحولت المرفأ ومحيطه إلى أثر بعد عين.

اخترنا لك