تظاهرات في العراق تنديداً بالأوضاع المعيشية والاغتيالات
تتصاعد التظاهرت في المحافظات العراقية تنديداً بالأوضاع المعيشية والاغتيالات ولاسيما في البصرة. ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يتعهد بالقصاص من قتلة الناشطين العراقيين.
أغلق متظاهرون أوتوستراد محمد قاسم في العاصمة بغداد. وأفاد مراسل الميادين بأن محتجّين اقتحموا البوابة الأولى لوزارة المالية.
وخرجوا في تظاهرة بالقرب من جسر المالية باتجاه منطقة النهضة وسط العاصمة العراقية بغداد، عند الخط السريع المعروف باسم محمد القاسم.
وأيضاً شهدت محافظات ذي قار وبابل تظاهرات. ونظمت أسر ضحايا تظاهرات ذي قار في جنوب العراق، وقفة احتجاجية للمطالبة بالقصاص من المسؤولين عن إراقة دماء أبنائهم. الوقفة الاحتجاجية كانت أمام محكمة استئناف ذي قار الاتحادية، بعد أن سلمت اللجان التحقيقية الملف إلى القضاء.
ويندّد المتظاهرون بالأوضاع المعيشية، وبحوادث الاغتيالات التي يشهدها بعض المناطق العراقية، ولا سيّما البصرة.
هذا واقتحم متظاهرون دائرة صحة بابل مطالبين بإقالة المدير العام محمد الجعيفري، والجهات المعنية في الدائرة، وذلك بسبب ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا، وسوء الإدارة والفساد الإداري، وللمطالبة بمحاسبة المقصرين ووصول تعزيزات أمنية للسيطرة على الموقف.
رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، تعهد بدوره بالقصاص من قتلة الناشطين العراقيين خلال لقاء عائلة الناشطة المدنية الطبيبة ريهام يعقوب، التي اغتيلت في محافظة البصرة.
ونقل المكتب الإعلامي لمكتب رئيس الوزراء العراقي قوله "أقسم بدم الشهيدة أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن، وإن دماء الشهيدة والشهيد هشام الهاشمي، والشهيد تحسين أسامة لن تذهب هدراً".
رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi يقول أمام عائلة الشهيدة المغدورة ريهام يعقوب في البصرة : أقسم بدم الشهيدة أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن، وإن دماء الشهيدة و الشهيد هشام الهاشمي، والشهيد تحسين أسامة لن تذهب هدراً. pic.twitter.com/2pJU8ICHEV
— المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) August 22, 2020
وأضاف الكاظمي خلال اللقاء في البصرة اليوم "إن كلمات الشهيدة ريهام قد أدخلت الرعب على قلوب المجرمين الجبانة، وإن أعمالها المجتمعية الخيرية قد أرجفتهم، وجعلتهم يركبون العار، فأي دناءة أشد من هذه البشاعة، لكن فألهم الخائب قد انقلب مندحراً، وتحولت الشهيدة الشابة في ربيع عمرها الى أيقونة للبصرة".
رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi : إن كلمات الشهيدة ريهام قد أدخلت الرعب على قلوب المجرمين الجبانة، وإن أعمالها المجتمعية الخيرية قد أرجفتهم، وجعلتهم يركبون العار، فأي دناءة أشد من هذه البشاعة، لكن فألهم الخائب قد انقلب مندحراً، وتحوّلت الشهيدة الشابة في ربيع عمرها الى أيقونة للبصرة. pic.twitter.com/WsrPZOQIEn
— المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) August 22, 2020
وغرد رئيس الوزراء العراقي عبر موقع "تويتر" عقب الاغتيال، قائلاً "أقلنا قائد شرطة البصرة وعدد من مدراء الأمن بسبب عمليات الاغتيال الأخيرة، وسنقوم بكل مايلزم لتضطلع القوى الأمنية بواجباتها".
وأقدم المتظاهرون يوم الجمعة على إضرام النيران في محيط مكتب مجلس النواب بالمحافظة قبل أن تسيطر عليه مديرية الدفاع المدني.
هذا واقتحم مئات المحتجين مكتب مجلس النواب العراقي في محافظة البصرة، جنوبي البلاد، وأضرموا النار به، رغم محاولات القوات الأمنية في تفريقهم، ما أسفر عن احتراقه بالكامل، تنديداً بعمليات الاغتيال المتفاقمة التي طالت أبرز الناشطين المشاركين في الاحتجاجات الشعبية المطالبة بفرض العمل والخدمات.
وفرقت القوات الأمنية المحتجين بقنابل الغاز المسيل للدموع، واعتقال العشرات منهم.
وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات في البصرة بعد اغتيال الطبيبة الاختصاصية بالتغذية والناشطة المدنية ريهام يعقوب، في هجوم مسلح استهدفها مع 3 نساء كن معها في سيارتها، الأربعاء الماضي.
وقبل الناشطة ريهام، اغتيل الناشط البصري البارز، تحسين الشحماني، على يد مسلحين مجهولين أطلقوا عليه 21 رصاصة، يوم الجمعة الماضي 14 أغسطس/آب الجاري.
وبعد وصله مساء أمس السبت إلى البصرة قادماً من واشنطن، قال الكاظمي إن هناك جماعات خارجة عن القانون تحاول منذ فترة ترهيب أهل البصرة.
وأضاف أن "وجودنا في البصرة لأمر استثنائي، فالبصرة مهمة لدينا ولا نقبل بالإخفاقات في حماية أمنها"، لافتاً إلى أن "جماعات خارجة عن القانون تحاول منذ فترة ترهيب أهل البصرة، وهي تشكل تهديداً لهم ولجميع العراقيين".
وأوضح الكاظمي أنه: "يجب أن تعملوا بكل الإمكانيات لتوفير الأمن لأهالي البصرة، وهناك مجرمون يرتكبون عمليات اغتيال، لكن لم نرَ عملاً يوازي خطورة هذه الجريمة"، مؤكداً أن "السلاح المنفلت والمشاكل العشائرية غير مقبولة، ويجب أن يكون هناك عمل استباقي، فالتجاوز وخرق القانون والجريمة لا يمكن أن نتعامل معها بشكل عابر".
وحول عمليات الاغتيال الأخيرة في بلاده، أوضح الكاظمي أنها "تشكل خرقاً لا نقبل التهاون إزاءه"، مؤكداً أنه "لا مكان للخائفين داخل الأجهزة الأمنية، ولا مجال للخوف لمن يعمل من أجل العراق".