الحزب الحاكم في ساحل العاج يرشّح الحسن وتارا رسمياً للانتخابات الرئاسية
رئيس ساحل العاج الذي يسعى إلى ولاية ثالثة له يتسلم من الحزب الحاكم تسميته الرسمية والمقررة في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وتشهد البلاد إثر إعلان ترشحه موجة احتجاجات وإضطرابات أدت إلى قتلى وجرى وموقوفين.
سمّى الحزب الحاكم في ساحل العاج، الرئيس الحسن وتارا رسمياً، اليوم السبت، مرشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الأول/أكتوبر، والتي يسعى عبرها للفوز في ولاية ثالثة يعتبرها خصومه غير دستورية.
وقالت هنرييت دياباتي، النائبة الأولى لرئيس الحزب الحاكم مخاطبة واتارا الذي وقف إلى جانبها خلال تجمع شارك فيها عشرات الآلاف من المؤيدين أقيم في ملعب هوفويت بوانيي "أسمّيك مرشحاً لحزب تجمع أنصار هوفويت للديموقراطية والسلام، لخوض الانتخابات الرئاسية في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2020".
وكان وتارا (78 عاماً) أعلن في كلمة بثها التلفزيون ترشحه، مشيراً إلى أن الدستور يسمح له بذلك.
وتحدث عن "وضع القوة القاهرة" بعد الوفاة المفاجئة لرئيس الوزراء أمادو غون كوليبالي، الذي كان مرشح الحزب الحاكم.
وأثار إعلان ترشيحه في 6 آب/أغسطس تظاهرات تحولت إلى أعمال عنف استمرت ثلاثة أيام وخلفت 6 قتلى ومئة جريح، وأدت إلى تشريد نحو 1500 شخص. كما تمّ توقيف 69 شخصاً وفقاً لتقرير رسمي.
ويشكل تفسير الدستور الجديد الذي أقر في 2016 موضع خلاف بين المعارضة والسلطة.
فالسلطة تؤكد أن عداد الولايات الرئاسية أعيد إلى الصفر مع تبني الدستور، في حين ترى المعارضة عكس ذلك.
وقال موريس كاكو غيكاهوي الرجل الثاني في الحزب المعارض "الحزب الديموقراطي لساحل العاج"، إنه "دستورياً لا يحق للرئيس الحسن وتارا الترشح لولاية ثالثة. ولا يمكن أن يكون مرشحاً وهو يعرف ذلك".
بدوره، أورد الخصم والمرشح الرئاسي باسكال آفي نغيسان (67 عاماً) وهو أيضاً رئيس الوزراء السابق في عهد غباغبو الذي أطيح به في العام 2011 إنه"بعد أشهر من أزمة قاتلة أعقبت الانتخابات، إنه ترشح خطير يصل في ظروف هشة".
ودعا نغيسان، رئيس فصيل للجبهة الشعبية في ساحل العاج التي أسسها غباغبو، دعا وتارا إلى "التخلي عن ترشّحه لهذه الولاية الثالثة من أجل الخروج بكرامة من الساحة السياسية"، وإلا "فقد يكون المستقبل قاتما بالنسبة إليه ولساحل العاج".
وتزداد المخاوف من العنف مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، بعد عشر سنوات من الأزمة التي أعقبت انتخابات العام 2010 والتي تسببت بمقتل ثلاثة آلاف شخص وشهدت وصول الحسن وتارا إلى السلطة.
وقد يؤدي رفض اللجنة الانتخابية في الساعات الأخيرة للطعون التي قدمها لوران غباغبو، وزعيم المتمردين السابق غيوم سورو، بعد شطبهما من القوائم الانتخابية، إلى زيادة التوترات الناتجة من الترشح الثالث لوتارا.
كما يُتّهم زعيم المتمردين السابق الذي ساهم في وصول وتارا إلى السلطة، بـ"محاولة التمرد" في إطار محاكمة ما زالت جارية في ساحل العاج.
أما لوران غباغبو، الذي برأته المحكمة الجنائية الدولية من تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فينتظر استئنافاً محتملاً في بروكسل، ويقول إنه يريد العودة إلى البلاد بدون أن يكشف مشاريعه السياسية حتى لو كان أنصاره يأملون أن يترشح للانتخابات الرئاسية.
هذا ومن المتوقع أن يكشف وتارا برنامجه الانتخابي اليوم السبت، وكذلك شعارات حملته التي ستقام في خضم وباء "كوفيد-19".