ترامب متهم بالسعي إلى تدمير خدمة البريد الأميركية لغايات انتخابية
معارضو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يتهمونه بمحاولة جعل التصويت بالمراسلة مستحيلاً، لأن التصويت بالمراسلة يمكن أن يشجع الأميركيين الأفارقة على الاقتراع، كما أن الناخبين الديموقراطيين يميلون إلى التصويت بالمراسلة أكثر من مؤيديه.
معارضو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يتهمونه بالسعي إلى تدمير خدمة البريد الأميركية العامة، ليجعل التصويت بالمراسلة مستحيلاً، إذ يخشى ترامب أن يساهم هذا التصويت بترجيح كفة خصمه الديموقراطي جو بايدن.
ويرى مراقبون أن ترامب يعارض التصويت بالمراسلة، ليعد الناس لإمكانية الاعتراض على النتائج في حال هزم في الاقتراع.
ورأى رئيس نقابة عمال البريد، مارك ديموندستين، أن ترامب "يريد على الأقل إثارة تساؤلات كافية ليفقد الناس ثقتهم".
ويدرك ترامب أيضاً أن التصويت بالمراسلة يمكن أن يشجع على الاقتراع الأميركيين الأفارقة والمتحدرين من أميركا اللاتينية الذين يبدون أكثر ميلاً إلى الامتناع عن المشاركة، بسبب أوضاعهم الهشة في معظم الأحيان.
كما أنه يدرك أن الناخبين الديموقراطيين يميلون إلى التصويت بالمراسلة أكثر من مؤيديه.
وتتركز حملة الانتخابات الرئاسية منذ أيام على "الخدمة البريدية للولايات المتحدة" والإصلاحات التي يقوم بها مدير الهيئة الجديد، المقرب من ترامب، لويس ديجوي، وسط ضجة إعلامية كبيرة.
وتواجه الإصلاحات التي بدأها لتستأنف الخدمة تحقيق أرباح، انتقادات حادة، ويشتبه بأنها تهدف في الواقع إلى منع التصويت بالمراسلة للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
وترى المعارضة في هذه الإصلاحات يد دونالد ترامب الذي يتحدث منذ أشهر عن تزوير معلن إذا استخدم التصويت بالمراسلة هذه السنة بشكل أوسع من الماضي بسبب وباء كوفيد-19.
وقالت المرشحة لمنصب نائب الرئيس مع المرشح بايدن، كامالا هاريس، "لا يمكننا أن نسمح لدونالد ترامب بتدمير خدمة البريد الأميركية".
وما أثار التساؤلات خصوصاً، هو تأخر البريد الذي يشكو منه الأميركيون.
بعد ذلك، سحبت من مراكز فرز الأصوات أجهزة اعتبرت قديمة، وشهدت بعض المدن سحب صناديق بريد في إطار إجراءات لتوفير الأموال.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن خدمة البريد أبلغت خصوصاً الولايات، بأنها لن تتمكن من أن توصل في الوقت المناسب، ملايين بطاقات الاقتراع لاحتسابها قبل 3 من تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت ناطقة باسم خدمة البريد "نحن لا نتباطأ في توزيع البريد الانتخابي ولا أي بريد آخر"، مشيرة إلى مشاكل مالية في المؤسسة.
ويريد الديموقراطيون تمويل هذه الخدمة العامة التي يبلغ عمرها 200 عام التي تجوب شاحناتها الصغيرة البيضاء والزرقاء شوارع الولايات المتحدة.
وقالت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب، نانسي بيلوسي، في رسالة إلى زملائها السبت إن الأمر يتعلق "بتمويل انتخابات سليمة وعادلة في بلدنا".
لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لترامب، فقد أوضح الخميس في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أنه لا يريد تمويل خدمة البريد "حتى لا تكون مجهزة لتصويت معمم بالمراسلة".
واعتبر بايدن أن القضية "تعكس صورة ترامب. إنه لا يريد انتخابات".
وعلق على المسألة أيضاً الرئيس السابق باراك أوباما، الذي قال "لم نر من قبل رئيساً يقول سأقوم بتركيع خدمة البريد وسأقول لماذا بوضوح".
وتعاني خدمة البريد منذ 2008 من عجز ومن صعوبات مع ازدهار الانترنت وتراجع حجم المراسلات. ويتحدث الجمهوريون منذ فترة طويلة عن خصخصتها.
وألمح ترامب الجمعة للمرة الأولى إلى أنه قد يقدم أموالاً. وقال في مؤتمر صحافي "ليس هذا ما أريده أنا بل ما يريده الشعب الأميركي".
وكان ترامب قال، إنّ "ما يحدث بشأن التصويت عبر البريد العادي في الانتخابات هو أمر مشين، وهناك ولايات وبعد 6 أسابيع لم تعلن فيها نتائج انتخابات محلية إذن هو أمر فوضوي للغاية"، معتبراً أن "إدارة البريد بالأساس كانت تدار بشكل فظيع وهي ليست مهيئة للتعامل مع أوراق الاقتراع"، كما أشار ترامب إلى أنّ إرسال أوراق الاقتراع بالملايين إلى المواطنيين سيكون "أمراً محرجاً".
وتراجع ترامب عن فكرة تأجيل الانتخابات الأميركية بعد أن كان قد اقترحها بسبب مخاطر تزوير. وذكر، عبر تويتر، أنّ "انتخابات عام 2020 إن حصلت عن بعد ستكون الأكثر تزويراً في تاريخ الولايات المتحدة".