اختتام مؤتمر "الدعم الدولي لبيروت".. وتعهدات بتقديم مساعدات بقيمة 252.7 مليون يورو
عقد مؤتمر المانحين الدوليين لإعادة إعمار ما دمر بانفجار بيروت، والاتفاق على "حشد موارد مهمة في الأيام والأسابيع المقبلة" لدعم إعادة الإعمار وتأمين الاحتياجات الأساسية.
عقد اليوم الأحد، المؤتمر الدولي للمانحين الخاص بلبنان، والذي ينظم بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبرعاية من الأمم المتحدة.
وذكر البيان الختامي لـ"مؤتمر الدعم الدولي لبيروت وللشعب اللبناني"، أن انفجار بيروت كان "بمثابة صدمة للشعب اللبناني بأسره ولأصدقائه وشركائه في الخارج. وقد وقف المشاركون في المؤتمر اليوم وقفة تضامنية مع لبنان، كما أعربوا عن تعازيهم القلبية لسكان بيروت".
وأضاف البيان: "قرر المشاركون العمل بحزم وبالتضامن لمساعدة بيروت والشعب اللبناني، على تجاوز نتائج المأساة. واتفقوا على حشد موارد مهمة في الأيام والأسابيع المقبلة، بهدف تلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب اللبناني".
وأكد المجتمعون على أن "المجتمع الدولي وأقرب أصدقاء لبنان وشركائه لن يخذلوا الشعب اللبناني".
مكتب الرئيس الفرنسي أفاد بأن باريس حصلت على تعهدات بقيمة 252.7 مليون يورو لتقديم مساعدة للبنان على المدى القريب.
وقال ماكرون في افتتاح المؤتمر، إن "دورنا أن نكون بجانب الشعب اللبناني"، مضيفاً أنه "يتعين علينا العمل سريعاً، ويجب أن تذهب المساعدات مباشرة إلى الناس على الأرض.. مستقبل لبنان على المحك".
وحثّ ماكرون السلطات اللبنانية على "التحرك لتجنيب البلاد الغرق، والاستجابة للتطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني حالياً بشكل مشروع في شوارع بيروت"، مشيراً إلبى أنه "علينا أن نفعل جميعاً ما أمكن لكي لا يهيمن العنف والفوضى" على لبنان.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن "عرض المساعدة شمل دعماً لإجراء تحقيق مستقل ذي مصداقية في انفجار مرفأ بيروت"، مضيفاً أن "الأموال التي ستجمع اليوم يجب أن تكون مجرد بداية".
L’avenir du Liban se joue maintenant.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 9, 2020
الرئيس اللبناني: سنحاسب كل من يثبت تورطه بالانفجار
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون خلال المؤتمر، أن هذه "ليست المرّة الأولى التي تدمّر فيها بيروت، ولكنها في كل مرّة تنهض من تحت أنقاضها، واليوم كلي إيمان، بأن بيروتنا، ستنهض كما كل مرّة".
وأشار عون إلى أنه "على الرغم من كل العوائق، بدأت التدابير الملموسة لمحاربة الفساد والإصلاح، وفي طليعتها التحقيق المالي الجنائي الذي لن يقتصر على مؤسّسة واحدة بل سيشمل كل المؤسّسات".
وتابع: "التزمت أمام شعبي بتحقيق العدالة، إذ وحدها العدالة، يمكن أن تقدّم بعض العزاء لأهل المفجوعين ولكل لبناني، والتزمت أيضاً بأن لا أحد فوق سقف القانون، وأن كل من يثبت التحقيق تورطه سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية".
الرئيس الأميركي: يجب معرفة من سبب الانفجار
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن بلاده "مستمرة بالعمل مع فرنسا وملتزمون بمساعدة لبنان على تخطي هذه الظروف".
وقال ترامب، عبر "الفيدو كونفرنس"، إن "المساعدات الأميركية تحركت نحو لبنان بعد حادثة المرفأ"، مشيراً إلى أنه لم "يشهد مثلها من قبل".
وأضاف الرئيس الأميركي: "من الضروري معرفة من يقف خلف الانفجار في مرفأ بيروت، والسبب، والإجابة عما إذا كان الإنفجار حادثاً أم لا".
البيت الأبيض، قال من جهته إن ترامب حثّ الحكومة اللبنانية على إجراء تحقيق كامل وشفاف في انفجار مرفأ بيروت، مضيفاً أن ترامب دعا أيضاً إلى الهدوء في لبنان، مع إقراره بـ"مشروعية الدعوة التي أطلقها المتظاهرون السلميون للشفافية".
وفي هذا السياق، قالت مساعدة الأمين العام للامم المتحدة، أنها تحمل "رسالة دعم من الأمين العام إلى لبنان وشعبه"، مشددةً على أن "العمل جارٍ من أجل وضع خطط لإعادة الاعمار وتقديم المساعدات المادية".
مساعدات عربية وأوروبية:
رئيس الوزراء الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح، أظهر استعداد بلاده لتقديم الدعم في مواجهة الكارثة، بالتزامات مسبقة للصندوق الكويتي للتنمية، تم تخصيصها لصالح لبنان بما يقارب 30 مليون دولار، سيتم التنسيق بشأنها مع السلطات اللبنانية، إضافة الى مساعدات طبية وغذائية عاجلة تصل إلى 11 مليون دولار.
وقال رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، إنه و"بعد المساعدات العاجلة التي قدمناها على صعيد الطاقة، سنواصل دعمنا لسد النواقص الفورية في مجال الحبوب".
كما وصف الملك الأردني عبد الله الثاني حجم المأساة التي شهدها لبنان بـ"الفظيعة"، معلناً عن "إرسال وزير الخارجية الأردني الأسبوع المقبل إلى بيروت لتنسيق المساعدات الأردنية إلى لبنان".
وأكدت وزيرة التنمية الكندية تقديم مبلغ 5 ملايين دولار في المساعدات الإنسانية، بينها 1,5 مليون دولار للصليب الأحمر اللبناني، وصندوق خاص للبنان تبرع الكنديون من خلاله بمبلغ مليوني دولار.
وزير خارجية الدانمارك جيبي كوفود كذلك، أعلن تقديم 24 مليون دولار، إضافة إلى مليوني دولار كان قد تم الإعلان عنها، فيما دعا المسؤولين اللبنانيين إلى اتخاذ خطوات جريئة من أجل الاصلاحات ومكافحة الفساد.
وقال رئيس الوزراء الايطالي أن حكومته أرسلت المساعدات العاجلة من بينها 8،5 طن من المواد الغذائية والطبية، وتنوي تقديم أيضاً نحو 9 ملايين يورو.
ويحتاج إعادة بناء بيروت مليارات الدولارات، فيما يتوقع اقتصاديون أن يمحو الانفجار ما يصل إلى 25% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وكانا البابا فرنسيس قد جدد الدعوة إلى مساعدة "سخية" إلى لبنان، في ختام عظة الأحد، من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
ويأتي هذا الاجتماع بعد زيارة الرئيس الفرنسي لبيروت، الخميس الماضي، وإعلانه أن بلاده بصدد ترتيب مساعدات أوروبية ودولية إلى لبنان، وذلك إثر الانفجار الضخم الذي هزّ بيروت، وفي ظل الأزمة السياسة والاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وأسفر الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، يوم الثلاثاء الماضي، عن مقتل 158 شخصاً على الأقل، وإصابة 6 آلاف بجروح، كما عن عشرات المفقودين ومئات آلاف المشردين.