الحديث عن إمكانية نشوب حرب "أهلية إسرائيلية".. أي صراع يتجذّر؟
الاعتداء على المتظاهرين دق ناقوس الخطر في "إسرائيل" واستدعى تحذيراً واضحاً من الانزلاق إلى "حرب أهلية"، فيما خصوم نتنياهو حملوه مسؤولية مباشرة عن ذلك نتيجة تحريضه المستمر ضد المتظاهرين.
على وقع فشل الحكومة الإسرائيلية في معالجة جائحة كورونا وما نتج عنها من أزمات اقتصادية واجتماعية حادة، تتواصل التظاهرات المنددة بسياسات الحكومة أمام منزل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي أمير أوحانا.
وتحولت التظاهرات إلى ساحة عنف هوجم فيها المتظاهرون بوحشية من قبل جهات يمينة متطرفة وسط ذهول من الحياد الذي اتبعته الشرطة الإسرائيلية وعدم الدفاع عنهم إلا بعد مرور ساعات من الاعتداء عليها.
وتعليقاً على ذلك، قال الكاتب والباحث الفلسطيني عبد الرحمن نصار، للميادين إنّ انفجار الوضع بوجه نتنياهو يعود إلى الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا.
وأشار إلى أنّ الشرطة الإسرائيلية لا تريد انزلاق الأمور إلى سيناريو الـ95 حين اغتيل اسحاق رابين، مشيراً إلى أنّ الشرطة الاسرائيلية وقفت على الحياد أثناء اعتداء أنصار نتنياهو على المتظاهرين.
كما سأل "لماذا تم القفز الان الى طرح امكانية الحرب الاهلية والتحذير من نشوبها؟"، ورأى أن رئيس حزب بني غانتس، "أزرق أبيض"، يحاول الابتزاز ولعب دور السمسار في "إشارته إلى الحرب الأهلية الإسرائيلية".
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة أبناء البلد أحمد خليفة للميادين إنّ "المجتمع الإسرائيلي هو استيطاني بجميع أطيافه"، مضيفاً أن "اليمين الإسرائيلي هو الأقوى على الأرض من بقية الأطراف".
وذكر أنّ "السلاح الأكبر الذي يستخدمه نتنياهو هو التحريض بما في ذلك ضد الاعلام".
المسؤول الاعلامي لـ"تيار فلسطين الحرة الديمقراطية" في الولايات المتحدة يوسف أبو دية، اعتبر أنّ "الأزمة في إسرائيل هي أزمة كيان لم يعد قادراً على حماية وجوده وشعبه".
ولفت للميادين إلى أنّ "المجتمع الصهيوني سيبدأ بالرحيل من فلسطين وأزمته اليوم هي أزمة وجود"، معتبراً أن الكيان الإسرائيلي "مأزوم ويتجه نحو الانهيار وهو في مرحلة اللاعودة".
وكانت القناة "12" الإسرائيليّة أكدت وجود توتر عالٍ قبيل المظاهرة التي يُخطط لها قرب منزل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في شارع "بلفور" في "تل أبيب".
القائم بأعمال قائد الشرطة الإسرائيلي موتي كوهين، أشار اليوم إلى أنّه "سيُسمح لكل مواطن بحق التعبير ضمن حدود القانون"، مبرزاً أنّ "غالبية المتظاهرين يحتجون وفق القانون، وكشرطة علينا ضمان صيانة هذا الحق".
في سياق متصل، اعتبر وزير الأمن الإسرائيلي السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، أنّه "يجب أن نفعل كل شيء لمنع حصول حرب أهليّة".