ما دلالات حادثة اعتراض الطائرة الإيرانية قرب التنف؟
حادثة اعتراض الطائرة الإيرانية تكتسب دلالات بارزة لجهة وقوعها قرب قاعدة التنف العسكرية، وعلى مقربة من الانتخابات الأميركية، التي قد تكون سبباً في زيادات التوترات بين واشنطن وطهران.
سواء على مستوى الزمان أو المكان، تكتسب حادثة اعتراض الطائرة الإيرانية قرب قاعدة التنف دلالات تؤهلها لأن تكون علامة في مسار العلاقات الأميركية الإيرانية المتوترة والخاضعة لتوازنات دقيقة في الفترة الأخيرة، خاصةً بعد اغتيال قائد قوة القدس السابق الفريق الشهيد قاسم سليماني.
لجهة المكان، تسعى أميركا لتثبيت سيطرتها على قاعدة التنف التي هي بمثابة نقطة ارتكاز القوات الأميركية في الأراضي السورية، والتي شكلت طوال السنوات الأخيرة مركزاً لتدريب مقاتلين سوريين معارضين هدفهم الأول والأخير استهداف الجيش السوري، ومحطةً لمراقبة الحدود العراقية السورية للحؤول دون تدشين ممر بري يصل بين إيران والعراق وسوريا.
يذكر هنا، أن القناة الإسرائيلية "كان"، كان كشفت في تشرين الأول/أكتوبر، أن "إسرائيل" طالبت الولايات المتحدة بالإبقاء على القاعدة العسكرية الأميركية في منطقة التنف، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته سحب جنود بلاده من سوريا.
إذاً، لا تقتصر الرسالة على استفزاز لإيران وحدها، فالطائرة الإيرانية كانت متوجهة إلى لبنان عبر سوريا، وبالتالي فإن الاعتراض يمكن قراءاته على أنه "رسالة استفزازية من أميركا إلى محور المقاومة" كما قال عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد محمد كناعنة للميادين.
أما لجهة الزمان، فيرى الباحث في الشؤون السياسية وسيم بزي في حديث للميادين، أن هذا الاعتراض جاء بعد فشل سياسة الضغط التي تمارسها إدارة ترامب على قوى المقاومة، وذلك بالتزامن مع فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي في الداخل واقترابهما من استحقاقات انتخابية، ولهذا فإنهما "يريدان دفع الأحداث إلى زاوية انحرافية لتغيير مجرى الاحداث"، وفق بزي.
لكن الرسالة الاستفزازية لا تحمل على الأغلب محاولة دعوة لنزال عسكري، ولا تستهدف إشعال النيران في المنطقة بعد اشتعالها عقب ضربة عين الأسد في كانون الثاني/يناير من هذا العام، وهذا ما يؤكده أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية ويليام لورانس للميادين، والذي يضيف أن "واشنطن مستمرة في سياسة الضغوط القصوى"، والتي لم تحقق نتائج إلى الآن، رغم حاجة ترامب إلى إنجازات يكسب بها أصوات الناخبين الأميركيين، ما يجعل "الخيارات مفتوحة خلال الـ100 يوم الفاصلة عن الانتخابات الأميركية"، حسب الباحث بزي.