"نيويورك تايمز": احتلال ترامب للمدن الأميركية بدأ
صحيفة "نيويورك تايمز" تقول إن استخدام عناصر هيئة الجمارك وحماية الحدود ضد المتظاهرين أمر مرعب، وهؤلاء يخضعون للسلطة الفيدرالية ومتعصبون لترامب.
وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" استخدام عناصر هيئة الجمارك وحماية الحدود (C.B.P) ضد المتظاهرين بالأمر المرعب، مشيرة إلى أن "هؤلاء يخضعون للسلطة الفيدرالية ومتعصبون لترامب ومشبعون بالسياسات اليمينية المتطرفة".
ونقلت الصحيفة عن النائب الديمقراطي من تكساس خواكين كاسترو، قوله إن "الأمر لا يشكل مفاجأة بإرسال هؤلاء إلى بورتلاند، وإن هناك إشكالية لجهة احترامهم حقوق الإنسان والقانون".
وقالت الصحيفة "صحيح أن هيئة الجمارك وحماية الحدود بالولايات المتحدة ليست ميليشيا خارج الحكومة، لكن عناصرها يعملون خارج أدوارهم الطبيعية ويتصرفون بشكل غير قانوني".
وأشار في هذا السياق أستاذ التاريخ في جامعة "ييل" تيموثي سنايدر إلى أن "تاريخ الاستبداد يقدم أمثلة عدة على استخدام عناصر حرس الحدود ضد أعداء النظام".
ووفق "نيويورك تايمز"، يخشى النائب الديمقراطي كاسترو من أن "تتنكر الجماعات اليمينية المتطرفة بزي هؤلاء لملاحقة أعدائها من اليسار، خصوصاً وأن عناصر حماية الحدود غير معروفين"، مرجحاً استخدام هذا التكتيك".
واعتبر كاسترو إرسال هؤلاء خطوة "غير دستورية وخطيرة وتنحو باتجاه الفاشية".
الصحيفة الأميركية قالت إنه "في بورتلاند، نرى كيف يبدو هذا الاحتلال، إذ ذكرت إذاعة أوريغون العامة إنه تم القبض على الشاب مارك بيتيبون البالغ من العمر 29 عاماً خلال التظاهرات، من قبل رجال مجهولين، وتم نقله إلى حافلة صغيرة لا تحمل علامات، وأخذ إلى زنزانة في المحكمة الفيدرالية. وقد أُطلق سراحه في النهاية من دون أن يعلم من اختطفه".
وأعلنت إدارة ترامب أنها تعتزم إرسال قوة مماثلة إلى مدن أخرى. وذكرت وسائل إعلام أميركية عن خطط لنشر حوالى 150 عميلاً فيدرالياً في شيكاغو.
وقال القائم بأعمال سكرتير وزارة الأمن الداخلي تشاد وولف، لشبكة "فوكس نيوز": "لست بحاجة إلى دعوات من الدولة. سنفعل ذلك سواء أعجبونا هناك أم لا".
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين بإرسال مزيد من عناصر أجهزة تطبيق القانون بلباس عسكري، إلى مدن أميركية لإخماد تظاهرات منددة بالعنصرية، في خطوة اعتبرها ضرورة أمنية فيما ربطها منتقدون بالانتخابات المرتقبة.
وبعد قيام وزارة الأمن الداخلي بنشر عشرات العناصر من شرطة الحدود وشرطة المارشال الفدرالية، العديد منهم ببزات قتالية، في بورتلاند وأوريغون الأسبوع الماضي، قال ترامب إنه سيقوم بالخطوة نفسها في مدن يديرها ديموقراطيون.
ووفق تقارير فإن وزارة الأمن الداخلي تستعد لإرسال 150 من العناصر الأمنيين إلى شيكاغو حيث وقعت صدامات بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا تحطيم تمثال لكريستوفر كولومبوس. وذكرت وسائل إعلام محلية أن 63 شخصا تعرضوا لإطلاق نار، وقتل 12 في نهاية الأسبوع الماضي في أعمال عنف مستمرة.
وقال ترامب للصحافيين "ننظر إلى شيكاغو أيضاً، وننظر إلى نيويورك".
ودان ناشطون حقوقيون ومسؤولون أميركيون بشدة توقيف متظاهرين على نحو تعسفي في مدينة بورتلاند قبل أيام، بولاية أوريغون الأميركية، واقتيادهم على يد عناصر في الشرطة الفدرالية، يتنقلون بسيارات مموهة.
وشن أفراد أجهزة إنفاذ القانون الاتحادية حملة على المحتجين في المدينة بموجب الأمر التنفيذي لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحماية النصب التذكارية الأميركية، فيما وصفته الحاكمة الديمقراطية للولاية "بمسرحية سياسية".
وعلى الرغم من اشتعال الشارع الأميركي بالتظاهرات المنددة بعنف رجال الشرطة إلا أن الأخيرين لا يزالون يستخدمون القوة المفرطة خلال حملات الاعتقال. وأظهرت لقطات صورها محتجون في نيويورك صدامات عنيفة مع الشرطة ورجال القوات المسلحة.
واندلعت احتجاجات واسعة في الولايات الأميركية، عقب مقتل رجل أميركي أفريقي على يد الشرطة الأميركية.