القاهرة تبحث اللجوء لمجلس الأمن بعد إعلان إثيوبيا بدء ملء سد النهضة
بعدما التقطت الأقمار الصناعية، صوراً جديدة لسد النهضة الإثيوبي، وزير الري والمياه والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، يعلن بدء ملء وتخزين المياه في سد النهضة الإثيوبي رسمياً.
أعلن المتحدث باسم وزارة الري والمياه المصرية محمد السباعي رداً على إعلان وزير الري الإثيوبي بدء الملء الأولي لسد النهضة، بأن الإجراء التالي من مصر سيكون سياسياً من وزارة الخارجية.
وذكر المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن مصر طلبت إيضاحاً رسمياً عاجلاً من الحكومة الإثيوبية بشأن مدى صحة هذا الأمر، مؤكداً على أن مصر تواصل متابعة تطورات ما يتم إثارته في الإعلام حول هذا الموضوع.
وسائل إعلام مصرية بدورها أكدت أن القاهرة تبحث اللجوء لمجلس الأمن بعد إعلان إثيوبيا بدء ملء سد النهضة.
فيما أكدت السودان أن مستويات المياه في النيل الأزرق تراجعت بنحو 90 مليون متر مكعب يومياً وبوابات سد النهضة أغلقت.
لكن وزير المياه الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، نفى ما نسب إليه بشأن إعلان بلاده البدء في ملء سد النهضة الإثيوبي.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية عن الوزير الإثيوبي، نفيه ما نسب إليه في وقت سابق بأن بلاده بدأت في ملء خزان سد النهضة على النيل الأزرق.
وأوضح بيكيلي بقوله "الصور عكست الأمطار الغزيرة التي كان تدفقها أكبر مما هو معتاد".
وتتناقض هذه التصريحات مع تصريحات أدلى بها الوزير الإثيوبي لهيئة الإذاعة الإثيوبية ونقلتها إذاعة فانا الإثيوبية، بأن بلاده بدأت في ملء السد.
وذلك بعد يومين من انتهاء جولة المفاوضات مع مصر والسودان دون وصول الأطراف الثلاثة إلى أي اتفاق.
كما أكد الوزير في تصريحه دقة صور ظهرت في الأيام الماضية توضح بدء عمليات تخزين المياه في بحيرة السد.
وأضاف بيكيلي أن "المفاوضات بشأن سد النهضة مستمرة ليس للجيل الحالي فقط وإنما لصالح الأجيال المقبلة"، مضيفاً أنه "تم الاتفاق على بعض النقاط خلال الاجتماع مع مصر والسودان".
يأتي ذلك بعدما التقطت الأقمار الصناعية، أمس الثلاثاء، صوراً جديدة لسد النهضة الإثيوبي، والتي أظهرت أن إثيوبيا قد بدأت بالفعل في ملء الخزان.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في خطاب أمام البرلمان الإثيوبي، الأسبوع الماضي، إنه "إذا لم تملأ إثيوبيا السد فسيعني ذلك أننا قد وافقنا على هدمه".
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، يوم الاثنين، إن الخط الأحمر بالنسبة لمصر في قضية سد النهضة هو "وقوع الضرر الجسيم، وهو شيء غير مشروع في إطار القانون الدولي، ولن تقف مصر وأجهزتها دون التعامل الحازم معه".
في غضون ذلك، أعلن الوزير بيكيلي، مساء الثلاثاء، فشل المحادثات الثلاثية التي جرت بين الأطراف الثلاثة حول سد النهضة، قائلًا: "المحادثات بين إثيوبيا ومصر والسودان خلال الأيام الـ11 الماضية، التي حضرها مختلف المراقبين والخبراء، انتهت الليلة الماضية بشكل غير حاسم. وبالرغم من إحراز تقدم، لم يتم التوصل إلى اتفاق".
من جانبه نفى محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري المصري، اليوم الأربعاء، المزاعم التي يتم ترديدها بأن مصر تأخذ حصة الأسد في مياه نهر النيل، مضيفاً: "هذا كلام خاطئ، لأننا نحصل على الحد الأدنى من مياه النيل".
وتابع أن "الثروة الحيوانية في إثيوبيا والبالغة 100 مليون رأس من الماشية تستهلك مياه أكثر من حصة مصر والسودان من مياه النيل، وأديس أبابا لديها الكثير من الموارد المائية التي تتجاوز أضعاف ما يصل مصر من مياه النيل".