دريد لحّام للميادين نت: نحتاج إلى "غوّار" في واقعنا وهذا ما أقوله لـ "القيصر" ترامب..
يسبغ الفنان السوري دريد لحّام على اللقاء مع الميادين نت سمة عربية وربما عالمية شاملة، وهي في الأعمّ الغالب ترشح بالإنسانية التي لا تحيد عن الحق قدّ أنملة...
يُعلنها الفنان السوري دريد لحّام من دون مواربة فيقول إن مواجهة قانون "قيصر" الأميركي تكون بالاعتماد أكثر على الذات، ويضيف "نحن نؤمن بإمكانياتنا، بأن لا نستورد القوّة والإيمان من الخارج، فكلما اعتمدنا على أنفسنا أكثر كلما قوينا"، ويستذكر في هذا المقام قول جبران خليل جبران "ويلٌ لأمّة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع".
يؤكد لحّام في مقابلة مع الميادين نت أن الشعب السوري "لن يموت من دون جبنة فرنسية وزبدة دانماركية، وأنا متأكد أن لدينا إنتاجاً بديلاً، يمكن أن يكون أطيب وأرخص، ومبارك أكثر".
وهو قبل كلّ شيء يذكّر أن الحصار الاقتصادي على سوريا يعود إلى سنوات طويلة، ولا يتوقف على العقوبات الأخيرة.
ترامب ينهب النفط السوري "على عينك يا تاجر"
يبح دريد لحّام في مقابلته مع الميادين نت بمكنونات كلّ مواطنٍ عربي وسوري، فيؤكد أن "طوال تاريخ أميركا لم تكن يوماً صاحبة رحمة مع شعوبها، من إبادة شعب سكان أميركا الأصليين، إلى الأخبار التي تتكرر عن مقتل أميركيين على يد رجال الشرطة، وآخرهم جورج فلويد، فإذا لم تكن السلطات الأميركية رحيمة مع أبناء بلدها، فلن تكون كذلك مع الشعوب الأخرى".
ويتابع "لهذا السبب لا نتوقع من أميركا أيّة عدالة أو رحمة في التعامل معنا، فـ (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب ينهب النفط السوري على عينك يا تاجر، والولايات المتحدة تحاول حرق المحاصيل الزراعية السورية لتجويعنا أكثر بمؤازرة عصابات تنتمي إلى تركيا وغيرها".
وعن سُبُل مواجهة ما يسميه لحام "الصلف" الأميركي في العالم، يقول إن على الدول الكبرى مثل الصين وروسيا والهند والأرجنتين وغيرها... تشكيل "لوبي" يقف في وجه هذه السياسات الأميركية الظالمة بحقّ الشعوب.
ويعطي الفنان المحبوب من المحيط إلى الخليج مثلاً على كل ذلك قول الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عن "إسرائيل" وإنها "أوهن من بيت العنكبوت"، ويعلّق "هي فعلاً كذلك، فلماذا نخاف من أميركا؟ ولماذا تشكّل بُعبُعاً لـ 86 دولة في العالم.. فأين كرامة هذه الدول والشعوب"؟
أميركا مسؤولة عن ضرب سعر الليرة في لبنان وسوريا
وإذّ يكشف لحّام للميادين نت عن معلومات تفيد بأن مسؤولاً أميركياً قال: "نحن من خفّض سعر الليرتين السورية واللبنانية"، يرى أنه "عندما تفقد الليرة في لبنان قيمتها فإن ذلك ينعكس على مثيلتها السورية، والعكس صحيح"، مؤكداً أن التصريحات الأميركية وخصوصاً هذا التصريح "غير طبيعي وغير مقبول في العلاقات بين الدول".
ويعقّب "ليس هذا فقط، تقف السفيرة الأميركية في بيروت لتقول: هذا حزب إرهابي، وهذا كذا وكذا.. كلامها هذا يشكّل تدخلاً سافراً، وأنا أقول لقد آن للدول والشعوب أن تقول لا لأميركا بشكل أو بآخر".
وبحُكم أن "نصفه الآخر لبناني" (والدته من بلدة مشغرة البقاعية اللبنانية) يُسهب بالحديث عن لبنان وسوريا فيقول: "عندما ينظر المرء إلى الخريطة بشكلٍ مُحايد، يلحظ على الفور أن حدود لبنان هي مع سوريا، وله حدود أخرى مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعندما يريد أن يمد يده "للأخوّة" ليس له سوى الشرق مع سوريا، ولا أظن أن أحداً في لبنان لديه نيّة التواصل مع "إسرائيل".
وفي وقتٍ يرى الفنان العربي الكبير ضرورة لفتح الحكومة اللبنانية قنوات تواصل مع نظيرتها السورية، يقول إننا يجب أن نكون إلى جانب بعضنا البعض أكثر فأكثر، وأن نمد أيدينا لنتعاون، وأعتقد ألاّ مشكلة بين الشعبين، المسألة هنا تترتب على اتفاق الحكومتين في جميع الملفات العالقة والهامة، وكلمّا تعاونتا أكثر أمستا قادرتين على مواجهة الوضع الاقتصادي والعقوبات الأميركية وغيرها من قيصر أو"نيرون" أو "تيمورلنك".
ليس للأميركي صديق دائم
ومع التأكيد على ضرورة إعادة إعمار سوريا رغم "قانون قيصر" يرى "أبو ثائر" أنه "ليس للأميركي عدو دائم وصديق دائم، فهي تقوم بتصنيفهم بحسب سياستها، أو وفق خضوعهم لها، بينما لسوريا الآن أصدقاء أصحاب ضمير مثل إيران، روسيا، الصين، حزب الله، وهم أصدقاء في السرّاء والضرّاء، وفي نفس الوقت فإن صداقتهم ووقوفهم إلى جانبنا ليس لهما علاقة بأية متغيرات إقليمية أو دولية".
ولترامب يقول: "نسمع الكثير عن المساعدين الذين تركوا القيصر، نتيجة سياساته الرعناء، وأتوقع أن يأتي يوم من الأيام يقول فيه ترامب لأحد كبار مساعديه: حتى أنت يا بروتوس"!
ويتابع "ترامب القيصر الجديد في القرن الـ 21، لا يعرف إذا كانت فنلندا بلداً أوروبياً!، فمعلوماته التاريخية والجغرافية والسياسية جعلت الكثير من مساعديه يتخلّون عنه، وبالأساس هو (دلّال) بيوت وعقارات.. المعروف أن هناك قوى خفية في هذا البلد تصنع الرئيس، وهو ينفّذ ما تريده، والديمقراطية الأميركية كذبة كبيرة انطلت علينا جميعاً".
غوّار لا يعتمد على أحد!
ويضحك من كل قلبه عندما نسأله؟ هل هذا الزمن بحاجة إلى "غوّار" أو"أبو الهنا"؟! (شخصيتان لعبهما الفنان دريد لحام وكانتا فارقتين في تاريخه الفني) فيعقّب "نحن بحاجة إلى غوار ومقالبه وهو الذي يأخذ حقه بيديه ويدافع عنه ولو بدمه، ولا يعتمد على أحد، بينما شخصية أبو الهنا التي لعبتها في جزء من أعمالي تجسّد المواطن الصغير الذي يحلم أحلاماً صغيرة يسرقونها منه، ويبقى سلبياً تجاه هذا الأمر".
مواجهة "صفقة القرن" والضم
دريد لحام الفنان الإنسان الذي تخلى قبل سنوات عن لقبه الأممي كسفير "للطفولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، بسبب مواقفه القومية والوطنية، بعد اعتراض الأمم المتحدة على اصطحابه عائلته وأحفاده إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية، يبقى وفياً لهذه القضية ويقول دوماً عنها: "فلسطين ما زالت في الضمير والوجدان، ويجب أن تبقى كذلك، ولن ننسى أن حجراً بيد طفل قضّ مضاجع "إسرائيل"، وكلنا يجب أن يتذكر ثورة أطفال الحجارة، فالحجر بيد المؤمن بحقه ومقاومته يمسي قنبلة".
وبتلقائية يقول إن مواجهة "صفقة القرن" وضم الضفة الغربية، "يكونا عبر الاعتماد على تكاتف الشعب الفلسطيني وفصائله، التي كنت أتمنى أن تكون في فصيل واحد، ويجب عليهم الجلوس والتفاهم للوصول إلى قرار موحّد، فجميع الشعوب العربية إلى جانبهم".