الجلاد والظالم واحد.. الفلسطينيون يريدون أن يتنفسوا أيضاً

يشبه جورج فلويد الفلسطينيين كثيراً. وما يحصل مع الفلسطينيين منذ النكبة وحتى اليوم أفظع، فممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تختلف أبداً عن ممارسات الشرطة الأميركية، بل إنها أكثر عنفاً وظلماً وعدواناً. 

  • الجلاد والظالم واحد.. الفلسطينيون يريدون أن يتنفسوا أيضاً
    جورج فلويد يشبه الكثير من الفلسطينيين

لا يسعنا عند النظر إلى صورة الشرطي الأميركي يجثو فوق عنق المواطن الأميركي الأفريقي جورج فلويد، إلا العودة في ذاكرتنا إلى مشاهد قاسية تحفل بها ذاكرتنا عن العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. 

"يشبه جورج فلويد الفلسطينيين إلى حد ما"، يقول بعض المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي. بالرغم من أن ما يحصل مع الفلسطينيين منذ الاحتلال البريطاني وبعده الإسرائيلي وحتى اليوم أفظع بمرات! فممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي تفوق ممارسات الشرطة الأميركية عنفاً وعدواناً ودموية. 

وإذا بحثنا عن أوجه شبهٍ بين الممارسات الإسرائيلية والأميركية سنجد الكثير، فالسلطة الأميركية التي تستخدم العنف وتهدد به، وخصوصاً على لسان رئيسها ترامب، لا تختلف عن سلطات الاحتلال التي تهدد الفلسطينيين يومياً وتمارس عليهم أبشع أنواع العنف والاعتقال والتعذيب، كذلك لا تبالي الشرطة بضحايا العنف من الأميركيين الأفارقة، وكذلك هي "إسرائيل"، التي لم تبالِ يوماً بأرواح الفلسطينيين، وإن كانت تستخدم وسائل أشد من الصواريخ المدمرة والطائرات الحربية المجهزة بالقنابل المدمرة، وسببت استشهاد وجرح وأسر وتشرّيد الآلاف من الفلسطينيين.

وفي خضم الاحتجاجات في أميركا، لم يتوانَ الكثيرون عن الاستغلال السيء في وجه الفلسطينيين، من خلال تحميل فلسطيني يقيم في أميركا مسؤولية ما حصل مع فلويد، إذ انتشرت أخبار في وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن الفلسطيني محمود أبو ميالة هو صاحب المتجر الذي اشتكى من استخدام رجل أسمر نقوداً مزورة، حتى تتدخلت الشرطة بعنف أدّى إلى مقتل الأخير.

لكن الفلسطينيين ردوا على طريقتهم، حيث شارك فلسطينيون لاجئون في أميركا، في الاحتجاجات التي اجتاحت الولايات المتحدة، ورفعوا شعارات تضامنية مع المحتجين، وأعلنوا رفضهم لسياسة أميركا العنصرية.

  • الجلاد والظالم واحد.. الفلسطينيون يريدون أن يتنفسوا أيضاً
    فلسطينيون يشاركون في احتجاجات أميركا

بعض الفلسطينيين عبّروا عن تضامنهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات معبّرة أو صور ورسومات، من بينهم الفنانة الفلسطينية الأصل شيرين ضرما، التي أبدت تضامنها بالفن، ورسمت صوراً تكريمية للشابين أحمد أربيري وجورج فلويد.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 

Yesterday, in yet another act of anti-black police violence causing mass outrage, George Floyd yelled “I can’t breathe” and pleaded for his life as a white Minneapolis police officer violently pinned him down with his knee on his neck. George died after. He was murdered in broad daylight. His death is reminiscent of the death of Eric Garner. Even with a crowd yelling at him to stop and while folks filmed the murder, the cop did it anyway, showing the massive injustice, zero accountability and white supremacy embedded in the “criminal justice” system. Heartbroken, angry and disgusted. This must end. Much love and solidarity to Black communities grieving another beautiful life lost. May George Floyd Rest in Power. Text ‘Floyd’ to 55156 to demand the officers be charged with murder. You can also call Mayor Jacob Frey at (612)-673-2100, DA Mike Freeman at (612)-348-5550 and demand justice. #blacklivesmatter #georgefloyd #icantbreathe #justiceforgeorgefloyd

A post shared by shirien (@shirien.creates) on

جهات داعمة للقضية الفلسطينية تؤيد الاحتجاجات في أميركا

جهات كثيرة، منها جمعيات ومنظمات حقوقية، أبدت دعمها للاحتجاجات ضد العنصرية في أميركا، منها اللجنة الوطنية الفلسطينية (BNC)، التي أكدت تضامنها الثابت مع حركات مثل Black Lives Matter في نضالها من أجل العدالة.

"BNC" هو أكبر تحالف للمجتمع المدني الفلسطيني يعمل ضمن الحملة العالمية للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) ضد "إسرائيل".

رسمت اللجنة أوجه الشبه بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، وقالت: "مثلما تعمل القوات العسكرية الإسرائيلية المحتلة على زيادة ترسيخ نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، فإن قوات الشرطة الأميركية تعمل فقط على زيادة ترسيخ نظام التفوق والامتياز الأميركي للبيض".

وفي الخط نفسه، أيّد حزب العودة، تحالف حق العودة إلى فلسطين، "حركة تحرير السمر والانتفاضة الشعبية"، التي تواجه حالياً عنف الشرطة في أميركا، فضلاً عن الاعتقالات الجماعية والقمع.

تقول الحملة الأميركية للتضامن مع الفلسطينيين إن الجيش الإسرائيلي يقوم بتدريب الشرطة الأميركية على أساليب عنصرية وقمعية تستهدف بشكل ممنهج ذوي البشرة السمراء، مشيراً إلى أن جرائم القتل الأخيرة لجورج فلويد وغيرها أمثلة على العنف العرقي المنظم.

هذه التصريحات وغيرها تدل على التضامن بين الفلسطينيين وحركات العدالة عامةً، منها حركات العدالة لذوي البشرة السمراء. وهنا نذكر أسماء قادة حقوقيين من ذوي البشرة السمراء، جاؤوا إلى فلسطين ودعموا قضيتها بوجه الاحتلال الإسرائيلي، مثل مارتن لوثر كينغ جونيور، ومالكولم إكس، ومحمد علي كلاي.

موسى: ما يحصل في أميركا يجب أن ينشر الوعي لدى شعوب العالم

يقول الناشط الفلسطيني، محمد الحاج موسى، إن ما يحصل في أميركا اليوم يؤكد مجدداً أن "إسرائيل" وأميركا وجهان لعملة واحدة، وكل طلقة أطلقتها "إسرائيل" بوجه الفلسطينيين كان عليها موافقة من أميركا التي دعمتها بالمال والسلاح والمواقف. 

هذا هو الوجه الحقيقي لترامب وأميركا، وفق موسى، وليس مستغرباً ما يحصل فيها من عنف ضد المحتجين، وما يحصل رأيناه سابقاً في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وأفغانستان والصومال، وغيرها من البلدان، إذ أبيدت شعوب بأكملها. 

ويضيف موسى: "ترامب والنظام الحالي هما الوجه الحقيقي لأميركا المستعمرة والمحتلة لأرض الشعوب الحمر. لم يكن هناك في التاريخ نظام ظالم ومستبد كالنظام الأميركي، الذي يعد سبب كل وجع وظلم، وسبب كل المآسي والحروب، وسبب وجود طبقات في العالم بين غني وفقير".

ويتابع: "أميركا هي سبب وجود محتل إسرائيلي على أرض فلسطين، والكأس الذي أذاقوه للعالم يذوقونه اليوم". 

ولفت إلى أنه دائماً ما كان ترامب وما سبقه من رؤساء أميركيين يدعون إلى ضبط النفس أثناء الاحتجاجات التي شهدتها العديد من الدول، وتساءل موسى: "اليوم أين هو ضبط النفس في السلطة الأميركية؟ أين السلمية؟ لم نرَ إلا الضرب والتكسير وإطلاق قنابل الغاز وإقفال المناطق! وهذا ما نراه يومياً في أرض فلسطين المحتلة على يد الجيش الإسرائيلي".

وأكد أنه كل يوم يوجد جورج فلويد في فلسطين، كل يوم يقتل مواطن فلسطيني من دون أي سبب، كما حصل مع الشاب إياد حلاق المصاب بالتوحد، الذي قتل بثماني طلقات إسرائيلية منذ أيام، وما يحصل في أميركا يجب أن ينشر الوعي لدى شعوب العالم، والحل واحد: أن يرفع الجميع صوتهم بوجه هذا النظام العالمي. 

هذه التظاهرات المتصاعدة التي تقابل بعنف ووحشية من الشرطة والحرس الوطني هي انتفاضة ضد نظام كامل من الاستغلال والاضطهاد العنصرييْن. وقد كان مقتل فلويد شرارة إشعالها في أميركا وخارجها.

لقد قام العالم تضامناً مع جورج فلويد، فمتى يقوم مع فلسطين، كل فلسطين، بأرضها، وشعبها، ومظلوميتها، بأسراها، وحصارها، واحتلالها؟! فالفلسطينيون لا يستطيعون التنفس أيضاً!

نطق المواطن الأميركي الأفريقي جورج فلويد وهو يُخنق من قبل شرطي أميركي: "أريد أن أتنفس"، ومات فلويد خنقاً، آلاف الأميركيين يخرجون في تظاهرات يومية ومواجهات مع الشرطة وهم يرددون عبارة "فلويد"، ومعهم يردد العالم "نريد أن نتنفس".

اخترنا لك