مسؤول عسكري إسرائيلي: ندفع اليوم ثمن الهروب من لبنان
على مقربة أيام من احتفال لبنان بالذكرى الـ20 لتحرير الجنوب من الاحتلال، المسؤول عن القوّات الإسرائيلية في جنوب لبنان حتى عام 1999، يؤكد أنّ الهروب من لبنان "كان تعثر تكتيكي وخطأ إستراتيجي ما تزال إسرائيل تعاني منه حتى اليوم".
أكد العميد في جيش الاحتياط الإسرائيلي، آفي ايتام، الذي كان سابقاً قائد فرقة الجليل والمسؤول عن القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان حتى العام 1999، أنّه عارض عملية ترك منطقة الحزام الأمني، واصفاً الهروب من لبنان عام 2000 بأنّه "كان خطأً استراتيجياً، أدى لاحقاً إلى السقوط أمام حماس في غزة والضفة".
ايتام أشار في مقابلة مع القناة السابعة الإسرائيلية، إلى أنّ الجيش الإسرائيلي قاتل حزب الله "الذي لم يكن لديه آلاف صواريخ الكاتيوشا وقدرات في مختلف المجالات، وكان منظمة تضمّ حوالي 800 مقاتل فقط"، وأضاف: "للمرة الاولى في تاريخ إسرائيل، يقوم الجيش بالهرب. إنّ من هزمه ليس فرق مدرعة وإنّما منظمة صغيرة".
وأوضح العسكري الإسرائيلي، إلى أنّ من وقفوا في وجه حزب الله خلال الحرب "تنقصهم الخبرة في مجال الصراع ضد الأفكار. عندما رأوا أمامهم منظمة مصممة إلى حد الموت من أجل أخذ أرواحهم ومع أيديلوجيا دينية، ولّد هذا زعزعة لدى القادة الكبار في الجيش ولدى القيادة المدنية".
ايتام تحدث في مقابلته عن أنّ هرب الجيش الإسرائيلي من لبنان "هو ما دفع حماس الى استنساخ هذا النموذج عن حزب الله، فبدأ ارهاب الانتحاريين في الحافلات وفي المطاعم وغيرها"، مبرزاً أنّ "إسرائيل" وصلت إلى وضع "لم تسطع فيه تقريباً أن تحمي مواطنيها، والجيش لم يتحرك".
كما تناول ايتام الهزيمة الإسرائيلية خلال حرب لبنان 2006، معتبراً أنّه "في حرب لبنان الثانية، اكتشفنا أن حزب الله ليس نفس حزب الله الذي عرفناه، وإنّما هو جيش مصمم ويقاتل ويهدد كل أراضي إسرائيل".
وقال المسؤول السابق عن القوّات الإسرائيلية في جنوب لبنان: "رعب المستنقع اللبناني دخل الوعي وشلّ الجيش الإسرائيلي"، مبرزاً أنّ الهروب من لبنان "كان تعثر تكتيكي وخطأ استراتيجي ما تزال إسرائيل تعاني منه حتى يومنا هذا".
يذكر أنّ لبنان يحتفل يوم 25 أيار/مايو الجاري، بالذكرى الـ20 لتحرير جنوب البلاد من الاحتلال الإسرائيلي.