الجيش التركي يفتح الجبهات لـ"الفصائل القاعدية" ضد الجيش السوري؟
بالرغم من الاتفاق الموقع بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان في الخامس من آذار/مارس الماضي، والقاضي بوقف المعارك في الشمال السوري، مجموعات مسلحة تشن هجوماً عنيفا على قوات الجيش السوري المتمركزة في سهل الغاب شمال غرب مدينة حماة.
نفذت "الفصائل القاعدية" الرافضة للاتفاق الروسي التركي هجوماً واسعاً ضد مواقع الجيش السوري على محور بلدة الطنجرة في سهل الغاب شمال غرب حماة فجر أمس الأحد، وذلك باستخدام خطوط إمداد يشرف عليها الجيش التركي بشكل كامل ومنها الأوتستراد الدولي حلب اللاذقية قادمة من ريف جسر الشغور غرب إدلب.
وشارك في الهجوم كل من "حراس الدين وأنصار التوحيد والحزب الإسلامي التركستاني" والتي من المفترض وفق الاتفاق الروسي التركي أن تقوم أنقرة بإبعادهم من مناطق خفض التصعيد ولاسيما الأوتستراد الدولي M4 (حلب اللاذقية).
وفي السياق، أفادت مصادر الميادين نت أن أرتال الفصائل القاعدية استخدمت الطرق الرئيسية التي يشرف عليها الجيش التركي مستخدمين الأوتستراد الدولي لاختصار الطريق ومنها نحو سهل الغاب لتنفيذ الهجوم ضد مواقع الجيش السوري.
واستخدمت الفصائل في هجماتها ضد الجيش السوري مختلف صنوف الأسلحة ومنها الآليات الثقيلة والراجمات في التمهيد لمجموعات المشاة، التي استخدمت عدد من الانتحاريين لفتح ثغرات والتقدم نحو مواقع الجيش السوري، الذي تراجع على محور قرية الطنجرة نحو خطوط خلفية بسبب كثافة القصف وارتقاء عدد من الشهداء والجرحى.
كما، استوعب الجيش السوري هجوم الفصائل التي حاولت التمدد نحو مواقع جديدة ،حيث نفذ سلاح الصواريخ والمدفعية ضربات مكثفة نحو نقاط انتشار المسلحين على محاور القتال ما أدى إلى تراجع حدة الاشتباكات ومنع المسلحين من التمركز في النقاط الجديدة التي تقدموا اليها على محور الطنجرة.
وجاء هجوم تلك الفصائل بعد أسابيع من إعلان وقف لإطلاق النار والذي التزم فيه الجيش السوري بشكل كامل، بالتزامن مع المحاولات المتكررة لتسيير دوريات روسية تركية مشتركة على أوتستراد الـ M4، والتي لم تنجح حتى الآن بسبب العراقيل التي فرضتها هيئة تحرير الشام وألصقتها بالفصائل القاعدية في محاولة منها لدفع تركيا للتخلص منهم والانفراد بالنفوذ بالمنطقة وتنصيب نفسها طرف مفاوض وحيد.
في غضون ذلك، أعلنت هذه الفصائل في وقت سابق رفضها للاتفاق الروسي التركي لإعادة فتح الأتستراد الدولي حلب اللاذقية باعتبار أن معظم المناطق المجاورة للأتستراد تقع ضمن نطاق سيطرتها، وخاصة سهل الغاب وريف إدلب الغربي الذي يتواجد فيها أنصار التوحيد والتركستان مع عائلاتهم.
ولم تنجح تركيا حتى اليوم من ضبط الفصائل التي تدعمها، والذي أدى ذلك إلى عدم التزامها بالاتفاق مع روسيا بتطبيق بنود اتفاق سوتشي واعادة فتح الاتستراد الدولي حلب اللاذقية،حيث فشلت محاولات تسيير دوريات مشتركة بشكل مستمر وآمن للمرة الثامنة.
وتتحمل أنقرة بحسب مصادر ميدانية مسؤولية الهجوم الذي شنته الفصائل القاعدية نحو مواقع الجيش السوري باعتبارها طرف ضامن لتطبيق قرار وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه بالاتفاق مع موسكو،وخاصةً أن الهجوم تم على مرآى من نقاط الجيش التركي المنتشرة على الأتستراد الدولي بريف ادلب الغربي والقرى المحيطة به.