"الصحة العالمية" للميادين نت: دمشق تبذل أقصى طاقتها لمواجهة فيروس كورونا

ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا، يؤكد أن الحكومة السورية استخدمت أقصى طاقتها لمواجهة فيروس كورونا، ويوضح أن المنظمة ساعدت الدولة على تأمين بعض حاجاتها الصحية من الخارج.

  • "الصحة العالمية" للميادين نت: دمشق تبذل أقصى طاقتها لمواجهة فيروس كورونا
    "الصحة العالمية": سوريا تعيش ظروفاً إنسانية استثنائية والحكومة استخدمت أقصى طاقتها

أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا بالإنابة الدكتور نعمة سعيد عبد، دعم القطاع الصحي السوري في مواجهة وباء كورونا، عبر تقديم معدات الفحص المخبري وأجهزة الوقاية للفرق الطبية.

وأشار ممثل منظمة الصحة في حوار مع " الميادين نت" إلى أن عدد الإصابات القليل في سوريا لا يعني شيئاً، لأن المهم هو تحليل ما خلف الرقم وتوزع الحالات، ومدى انتشارها، ومخالطتها للآخرين. وفي ما يلي نص الحوار :

ما دور منظمة الصحة العالمية في مؤازرة الحكومة السورية على مواجهة وباء كورونا، خصوصاً في ظل العقوبات الغربية على دمشق وآثار تسع سنوات من الحرب؟

فعلاً سوريا تعيش ظروفاً إنسانية استثنائية، والحكومة السورية استخدمت أقصى طاقتها وكل ما لديها من إمكانات لمواجهة الوباء، لكن هذا لا يكفي لمواجهة الفيروس بالتأكيد.

تحتاج سوريا إلى جهود وإمكانات أكبر بكثير. منظمة الصحة العالمية أكدت منذ البداية أن الأهمية القصوى هي للاكتشاف المبكر والترصد الوبائي للحالات، لذلك ساعدت وزارة الصحة في تحسين وتوسيع التشخيص المخبري للحالات.

بدأنا بجلب المعدات اللازمة للمختبرات والفحص، وكنا من أول الدول في الإقليم التي زارتها مسؤولة المختبرات في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، حيث أقامت ورشة عمل مع 10 مختصين، في مختبر الصحة العامة المركزي التابع لوزارة الصحة، وأكدت قابلية المختبر على تشخيص وكشف فيروس كورونا.

كذلك أمّنا تجهيزات لـ5 أجهزة فحص "بي سي آر"، لتوسيع قدرة المختبرات على الفحص، فيما قررت الوزارة توسعة الفحص في 5 مناطق أخرى، وأحضرنا معدات في ظروف استثنائية من الأردن، لأن الأردن كان في حالة منع تجوال، وتدخلنا على أعلى مستوى عبر الممثل المقيم، ووزارتي الصحة والداخلية والحكومتين، حتى استطعنا جلب هذه المعدات في ظروف استثنائية.

الأمر طبعاً لا يتعلق بالقيمة المادية وهي ليست كبيرة، لكن للقيمة المعنوية وأهميتها في التصدي للوباء. لذلك، أقول إن التعاون بين منظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الحكومية، مهم جداً لتذليل العقبات وتقديم الخدمة للمواطن السوري. 

هل هذه المعدات وأجهزة الفحص كافية، وماذا عن توفير أجهزة التنفس الاصطناعي؟

الآن وصلنا في مجموع "الكتات"، إلى ما يمكّننا من إجراء 5900 فحص، ومستمرون بجلب ما نقدر عليه.

هناك مسألة أخرى مهمة، وهي حماية العاملين في قطاع الصحة، وتوفير الملابس والأدوات الواقية لحمايتهم من الإصابة بالمرض. كنا يوم أمس في زيارة لمختبر وزارة الصحة؛ حقيقةً هؤلاء الأطباء والفنيون أبطال مجهولون، يتعاملون مع المرضى المحتملين القادمين من كل أنحاء سوريا، وهم عرضة للإصابة، فهم الذين يستقبلون الحالات في المستشفيات والمراكز الصحية.

وفّرنا ما استطعنا من السوق المحلية من عُدد الحماية الشخصية، ونحن أيضاً بصدد استيراد كميات أخرى، لكن المشكلة التي تواجهنا هي حالة الشحّ من السوق العالمية وإغلاق الحدود، وكل ذلك هو عائق كبير لنا، إلا أن الأهم هو أننا وفّرنا الأشياء الضرورية.

أما في ما يتعلق بأجهزة التنفس، فهناك شح كبير، وهذا يعتمد على عدد الإصابات التي قد تصل إلى المشافي.

كذلك زوّدنا الوزارة بـ17 جهاز تنفس خلال الأزمة، تضاف إلى أعداد أخرى من قبل، وما هو موجود لدى وزارة الصحة السورية. وبالتأكيد الدخول الآن للمشافي مخصص فقط للحالات التي تحتاج رعاية إضافية، لكن العدد الحالي لا يكفي، ونعمل بجد مع المنظمات الأخرى لتأمين ما يمكن تأمينه من هذه الأجهزة.

الوزارة تحدثت عن 19 حالة مسجلة، توفي شخصان وتم علاج شخصين. هل هذا العدد مطمئن مقارنة بالدول المجاورة التي سجلت أعداداً أكبر بكثير؟

منظمة الصحة العالمية لا تنظر إلى الرقم المسجل فقط كرقم مجرد، بل تنظر إلى ما وراء هذا الرقم. نبحث عن التوزع الجغرافي: هل هي من الخارج جميعاً؟ أم هي على تماس مع حالات مؤكدة؟ عندما تكون بعض الحالات ليست على تماس وليست من الخارج، فهذا يعني أن الفيروس موجود في بعض التجمعات.

لذلك فإن منظمة الصحة العالمية، حتى قبل الإعلان عن أول حالة في سوريا، قالت إن سوريا من البلدان عالية الخطورة وذات الأولوية عند المنظمة لعدة أسباب: الأخوة السوريون القادمون من الخارج، وموضوع السياحة الدينية، ووجود مخيمات اللاجئين وهذا عامل خطير، لأن من يعيش ضمن المخيمات ليس كمن يعيش في بيته مع عائلته.

عندما يصل الوباء إلى تلك المناطق، ستكون أعداد الإصابات أكثر من الأعداد في الظروف العادية، لذلك الرقم المجرد لا يعني الكثير بل تحليل الرقم هو الأهم. 

هل عملكم يشمل كامل الجغرافيا السورية أم المناطق الواقعة تحت سيطرة الدولة فقط؟

عملنا يشمل كل الأراضي السورية وخصوصاً شمال شرق البلاد، ولدينا تعاون مع وزارة الصحة السورية والجهات الأخرى والصحة العالمية. وبالتأكيد، فإن وزارة الصحة السورية تقدم خدمات لكل السوريين، ولمست ذلك في شمال شرق سوريا، وخصوصاً في مجال الصحة العمومية كبرنامج التطعيمات واللاشمانيا والتدرن، وحتى في مخيم الهول، تقدم كوادر الصحة السورية خدماتها، ونتمنى الاستمرار بالنهج نفسه خلال مواجهة كورونا.

ما هي نصيحتكم للسوريين في مواجهة الوباء؟ 

الالتزام بالإجراءات الوقائية البسيطة وهي: التباعد البدني، والحرص خلال العطاس على استخدام المناديل، والغسيل المستمر للأيادي بالماء والصابون أو بمحلول الكحول، والانتباه إلى أن الفيروس يعيش بين ساعتين وعدة أيام على الأسطح، ما يجعل غسل اليدين مهماً جداً بعد ملامسة الأسطح ومقابض الأبواب والزجاج والحديد.

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.