وزير الصحة اللبناني للميادين: هذه الفترة دقيقة ويجب التعاطي بمسؤولية مع حالة الطوارئ الصحيّة
وزير الصحة اللبناني حمد حسن يؤكد للميادين أن لبنان يتجه إلى وباء، وأعداد الإصابات ستزداد، ويشدد على أن أهم عامل للوقاية ومنع تفشي الفيروس هو بقاء الناس في بيوتهم، ويشير إلى أنّه تمّ تجهيز طلبات شراء مستلزمات طبية تكفي لمدة 6 أشهر لمواجهة الأزمة، ويتمّ العمل على تجهيز 8 مستشفيات في 8 محافظات لاستقبال الحالات.
قال وزير الصحة اللبناني حمد حسن للميادين إن "وباء كورونا العالمي يشكّل تحدياً للبنان، وخصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي المأزوم"، مشيراً إلى أن "لبنان خرج من مرحلة الاحتواء، ولكنه لم يصل بعد إلى مرحلة الانتشار العام، ولكننا متّجهون إلى وباء، وأعداد الإصابات ستزداد".
وأوضح حمد خلال مقابلة معه في برنامج المشهدية أن "الانتشار يحصل عندما يفوق عدد الحالات المُشخَّصة والمجهولة المصدر الحالات المحددة المصدر".
ولفت إلى أن "كل المرجعيات الصحيّة العالميّة تقول إنّ الإجراءات التي قام به لبنان كانت حكيمة، وتوقيتها مناسب".
حسن أكد أنّه "لا يمكن تفادي الوباء، لكن تمديد هذه الفترة مهم جداً، حتى نكون منسجمين مع قدراتنا وتجهيزاتنا الطبية، وأهم عامل هو أن يبقى الناس في بيوتهم، لأن ذلك يؤخر المراحل الآتية حكماً ويجزئها"، لافتاً إلى أن ثمة "التزاماً من قبل اللبنانيين بنسبة 90%".
وتابع: "يجب أن يعرف الجميع أن هذه الفترة دقيقة، ويجب التعاطي بمسؤولية في ما يخص التعبئة العامة والطوارئ الصحية، كي لا يحدث ما نراه في دول العالم في لبنان"، مشيراً إلى أن المعدل العالمي لنسبة الوفيات يبلغ 2.5%، ويسجّل عند المتقدمين في العمر، وقال: "التزموا المنازل وحافظوا على كباركم".
وأوضح حسن خلال حديثه ضمن برنامج "المشهدية"، اليوم، أن "هناك فئة من الأشخاص تبيّن أنهم مصابون، ولديهم أعراض بسيطة، لكنهم يتفلّتون، ما يعتبر تسرّباً من القطاع العام"، واعتبر أن "كل فرد تترتب عليه مسؤولية أخلاقية ومجتمعية، وعليه أن يتعاطى من هذا المنطلق مع الناس، حتى لا يكون السبب في تفشي الوباء، وأن هذه المرحلة تحتاج إلى مواكبة أمنية، ويجب وضع ضوابط لتخفيف حركة كل من تمّ وضعهم تحت الحجر".
وأشار وزير الصحة اللبنانيّ إلى أن "هناك معلومات متضاربة حول فيروس كورونا، ولا نستطيع التأكيد أن الشخص المصاب به سيكوّن مناعة ضده".
حسن للميادين: انتقال فيروس كورونا إلى لبنان من خلال الطائرة الإيرانية خدعة كبيرة
وبخصوص ما أشيع حول انتقال فيروس كورونا إلى لبنان من خلال الطائرة الإيرانية، اعتبر حسن أنّ هذا الأمر "خدعة كبيرة وموضوع جدل في غير محلّه وزمانه"، لافتاً إلى أن "وصول الطائرة من إيران تزامن مع طائرة من إيطاليا وأخرى من مصر. إيران كانت على لائحة منظمة الصحة العالمية. أمّا البلدان الأخرى، فلم تكن مدرجة فيها. لذلك، لم نتابع حالة ركابهما".
وأضاف حسن: "الفيروس انتشر أيضاً في مناطق صُنّفَت موبوءة، وهناك مناطق أخرى لم تعلن أنّ لديها إصابات، وبالتالي لم تصنّف، وكانت مصدر العدوى".
وقال وزير الصحة: "لا يوجد قصد بإخفاء الحالات، ولكن لم يعلن عن الحالات لعدم العلم بأنها مصابة بكورونا، على أساس أنه موسم زكام والتهابات رئويّة حادة"، مشدداً على أنه "ليس من مصلحة وزير الصحة في أيّ دولة أن يتستر على حالات قد تسبب كارثة صحيّة، ولا توجد إصابات في صفوف حزب الله".
وشدّد على أنّه "تمّ ضبط العدوى في المجتمع الذي يُقيم فيه مسافرون وافدون من إيران. ومن بين الرعايا الإيرانيين ثمة مريض تماثل للشفاء رغم تقدمه في العمر وحالته الدقيقة"، مضيفاً: "ليس هناك إيرانيون أو أشخاص من جنسيات مختلفة يُعالَجون في مستشفيات لبنان. المرضى لبنانيون 100%. يتماثل 80% إلى 90% من المصابين للشفاء من دون علاج، ولدينا بين 150 و200 حالة نجري لها فحوصات يومياً".
وحول قرار إنهاء العام الدراسي في لبنان، أشار وزير الصحة اللبناني إلى أنه "مُنوط بالمعطيات، وتسجيل الحالات، وانخفاض حدة الوباء وانتشاره في المرحلة المقبلة".
وأكد أنّ مسؤولية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين "هي مسؤولية مشتركة بين لبنان ومنظّمات الأمم المتّحدة والمنظمات الدولية".
حسن: نسير بخطة تجهيز 8 مستشفيات خلال أسبوعين
وقال حسن للميادين: "تمّ تجهيز طلبات شراء مستلزمات طبية تكفي لمدة 6 أشهر لمواجهة الأزمة، ونحن نسير بخطة تجهيز 8 مستشفيات في 8 محافظات لاستقبال الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس، وستكون جاهزة خلال أسبوعين"، مؤكداً أن "تعاطي رئيس الحكومة اللبنانية مع وزير المالية وحاكم مصرف لبنان بالنسبة إلى القضايا الصحيّة والطبيّة خط أحمر".
وأضاف: "البنك الدولي يتعاطى بإيجابية مع وزارة الصحة العامة، بغض النظر عن محاولة بعض اللبنانيين افتعال بعض الزكزكات السياسية.. لقد تبيّن أن لدى لبنان قرضاً غير مسيّل، وأمواله موجودة في البنك الدولي. وقد تحرر منه 3 مليون دولار الآن للأزمة، والبنك الدولي كان قد طلب رقابة على صرف الأموال، ولكن الفريق الذي تابع هذا القرض خلال حقبات سابقة رفض ذلك".
وتابع وزير الصحة: "من خلال التعاطي الإيجابي مع البنك الدولي، حررنا هذا القرض من القيود، وألغينا كل الشروط التي كانت مفروضة على وزارة الصحة، والذي يريد توجيه السهام يجب أن يكون مطّلعاً أكثر على هذا الملف وإدارته وتحقيقه. لو أنّ هذا الملفّ نُفّذ منذ سنتين، لكانت المستشفيات الحكومية الآن على درجة عالية من الاستعداد لمواجهة كورونا وغيره".
حسن: يجب ألّا تكون هناك قيود على التعاون الإيجابي مع السفارات لمقاومة كورونا
وفي سياق متصل، تحدث حسن عن أنّ "السفارة الصينية تتعاطى معنا بمسؤولية من منطلق دبلوماسي وإنساني، وقدمت للبنان تبرعات لمواجهة كورونا، وفرنسا قدّمت هبة للبنان لمواجهة كورونا، كما أن قطر تحضر مساعدة لإرسالها إلينا"، معتبراً أنه "يجب ألّا تكون هناك قيود على التعاون الإيجابي مع السفارات والدول العربية والصديقة لمقاومة هذا الوباء العالمي".
وأضاف: "إذا تبيّن أن هذا الفيروس موسمي، فسينخفض انتشاره في منتصف نيسان/أبريل المقبل... على الرغم من كل الظروف، إنّ الشعب اللبناني تعايش مع الكثير من التحديات الأمنية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية، وهو الآن يواجه التحدي الصحي".