لقاحات ومضادات للكورونا... فهل تبقى بمنأى عن احتكار الدول الكبرى؟
في ظل الانتشار السريع لفيروس كورونا، تتسابق العديد من دول العالم لإيجاد علاج له، فأين أصبحت هذه الأبحاث؟ وهل تسعى دول لتجييرها مالياً واقتصادياً على حساب النواحي الإنسانية والطبية؟
في ظل انتشاره بشكل سريع، وصفت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا بأنه أسوأ تحدٍ يواجه العالم، ودعت جميع الدول إلى عزل المصابين به، لوقف انتشاره، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم.
وأشارت المنظمة إلى عدم وجود دليل على فعالية أي دواء معين لمواجهة وباء "كوفيد 19" حتى الآن. وبالتزامن مع تأكيد المنظمة أن العلاجات الوحيدة المتوفرة حتى الآن تستند فقط إلى العرض السريري للحالات الخفيفة، تتسابق العديد من الدول لإيجاد علاج أو لقاح للفيروس.
لقاح تجريبي لكورونا في الصين
وأكدت منظمة الصحة للميادين أن الصين هي الأقرب إلى إنتاج لقاح مضاد للفيروس في الوقت الحالي.
وفي هذا الإطار، أعلنت بكين استخدام أول لقاح، وهو بمثابة مضاد لفيروس كورونا في تجارب سريرية، "وتمّت التوصية به لفرق العلاج الطبي لإدراجه في خطة التشخيص والعلاج.
إلى ذلك، وافقت إدارة المنتجات الطبية الصينية على بدء شركة أدوية صينية بإنتاج الدواء بكميات كبيرة وضمان استقرار العرض.
وبمناسبة دخوله مرحلة التجارب السريرية، احتفى السفير الصيني لدى الرياض، تشن وي تشينغ، باللقاح الذي طوره فريق بقيادة الأكاديمية المتخصصة في الأوبئة "تشن وي"، وغرّد مبشّراً بأن اللقاح المضاد لفيروس "كوفيد - 19" الذي طوّرته بلاده اجتاز مرحلة الأبحاث السريرية، وتمّت الموافقة على تجربته على البشر.
بالأمس، اجتاز #اللقاح المؤتلف لـ #كوفيد19 الذي طوره فريق الأكاديمية تشن وي، مراجعة الأبحاث السريرية وتمت الموافقة عليه للتجارب السريرية.
— Chen Weiqing (@AmbChenWeiQing) March 17, 2020
وقالت تشين وي: وفقًا للمعايير الدولية واللوائح المحلية، تم التحضير لتحقيق الجودة الآمنة والفعالة للقاح ويمكن السيطرة عليه وإنتاجه على نطاق واسع pic.twitter.com/6nb2w6LQhE
شركة فرنسية مستعدة لتقديم 300 ألف علاج
بالتوازي، أعلنت شركة فرنسية لصناعة الأدوية عن استعدادها لتقديم نحو 300 ألف جرعة لعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد النتائج الإيجابية والمبشّرة خلال التجربة العلاجية.
وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن شركة الأدوية اتخذت القرار بتقديم العلاج للمرضى، بعد أن أثبت جدواه خلال التجارب الأخيرة.
🔴 FLASH - Sanofi offre de l'anti-paludique Plaquenil pour traiter 300.000 malades.#coronavirus
— Le Figaro (@Le_Figaro) March 17, 2020
➡ https://t.co/9A8MiwmWV7 pic.twitter.com/G4NZBzfPDK
إيران تدخل على خط علاج المصابين
من جهته، تحدث رئيس اللجنة العلمية لمقر مكافحة فيروس كورونا في إيران عن "تركيب دواء في إيران من العقاقير الطبية المتوفرة في البلاد، وهو يساعد في معالجة الأضرار الرئوية التي يسببها فيروس كورونا".
وهذا الدواء لا يتعارض مع طريقة علاج المرضى المتبعة من قبل وزارة الصحة. وتم اختبار هذا المركب الدوائي على مجموعتين، وسيتم عرض نتائجه للباحثين في الدول الأخرى.
روسيا تستخدم "فسيفساء التبغ"!
وفي هذا السياق، كشفت رئيسة قسم علم الفيروسات في كلية البيولوجيا في جامعة موسكو عن تطوير العلماء الروس مستحضراً من فسيفساء التبغ لمكافحة فيروس كورونا المستجد COVID-19.
وأوضحت أولغا كاربوفا أن العلماء ابتكروا تكنولوجيا لإنتاج جزيئات كروية تعتمد على فيروس فسيفساء التبغ غير الضار للإنسان. علاوةً على ذلك، فإن سطح هذا الجسيم يمكن أن "يلتصق" بأي بروتين، بما في ذلك بروتين فيروس سارس COV-2، الذي تسبب في وباء COVID-19.
محاولة أميركية لجذب علماء ألمان!
وكان لافتاً تلقي عدد من المتطوعين في الولايات المتحدة جرعات من اللقاح التجريبي لعلاج كورونا داخل مركز أبحاث في سياتل في ولاية واشنطن.
From AP Morning Wire:
— The Associated Press (@AP) March 17, 2020
US orders historic restrictions, global borders slam shut, world isolates to slow virus.
AP was there as researchers began testing an experimental vaccine.
Distilleries using high-proof alcohol to make hand sanitizer.
SUBSCRIBE: https://t.co/fvB0Iy1FG8 pic.twitter.com/pLaORp1DQZ
وفي الوقت نفسه، استطاعت شركة ألمانية للأدوية البيولوجية أن تعمل على لقاح لكورونا. وقد عمدت إلى إقالة رئيسها التنفيذي من منصبه بعدما التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد معلومات تفيد بأن إدارة الأخير عرضت على الشركة مبالغ كبيرة للحصول الحصري على عملها في إنتاج لقاح لفيروس كورونا.
وفيما يجتاح هذا الوباء العالم، ويعمل الباحثون على إنتاج علاج له، تحاول واشنطن السيطرة عليه، وخصوصاً بعد محاولة ترامب جذب علماء ألمان إلى بلاده بهبات مالية كبيرة لضمان اللقاح حصرياً لبلاده.
وتعرّض العالم سابقاً للعديد من الأمراض المزمنة، وقد استغرق تطوير لقاحات لحماية الناس سنوات. وفي هذه العجالة، استنفرت الطاقات الطبية للبحث عن لقاح للمساعدة في وقف تفشي فيروس كورونا، وذلك في غضون ساعات من تحديد طبيعة الفيروس.
وفي الوقت الذي لا توجد ضمانات بأن أيّاً من التصميمات الطبية الحالية ستكون آمنة وفعالة بدرجة كافية لاستخدامها على المصابين، يلجأ بعض الدول إلى الاستفادة اقتصادياً من تطوير اللقاحات، وهي قد تصبّ في مضمار الجشع والاحتكار الذي تمارسه كبرى الدول.
وتبقى المهمة الأولى والأخيرة هي التأكد من أن الأمراض المتفشية لم تعد تشكّل تهديداً للبشرية، في ظل التطور والعولمة التي شهدها هذا العالم .
إذاً، فليبقَ الأمل في إيجاد اللقاح المناسب من قبل دولة لا تسعى إلى استغلال البشرية!