نسور لاصطياد المسيّرات!.. هكذا يُمكن إسقاط "الدرونز"
يختلف أسلوب إبطال فعاليّة "الدرونز" وفق الخيارات المُتوافِرة من التشويش الالكتروني إلى الاستهداف المباشر بالنيران أو عبر أساليب أكثر ابتكاراً كتدريب النسور على اصطيادها.
انتشرت "الدرونز" بسرعةٍ في السنوات الأخيرة، حتى باتت عنصر تهديد دائم بالنسبة إلى الجيوش الكلاسيكية، مع سهولة الحصول عليها وانخفاض سعرها نسبياً.
هذا الواقع دفع وزارة الدفاع الأميركية إلى تخصيص ميزانية قَدْرها 373 مليون دولار في العام الحالي للأبحاث الخاصة بمُكافحة "الدرونز"، فضلاً عن 200 مليون دولار لإجراء اختبارات.
في العادة هناك ثلاثة أساليب لرَصْدِ الطائرات من دون طيَّار:
-أولاً، استخدام أجهزة استشعار كهروبصرية، أو بالأشعة ما تحت الحمراء أو بواسطة مجسَّاتٍ صوتيةٍ للكشف عن هذا النوع من الطائرات من خلال رَصْدِ شكلها أو حرارتها أو صوتها.
-ثانياً، استخدام أنظمة الرادار، لكن هذه الطريقة تواجُه مُعضلة صِغَر حجم الكثير من "الدرونز"، ما يجعل من بصمتها أمراً صعب التتبّع.
-ثالثاً، تحديد الإشارات اللاسلكية التي تتحكَّم بالطائرة، والتي غالباً ما تتمّ عبر أجهزة استشعار تردّد الموجات الراديوية.
ونظراً إلى تنوّع الطائرات من دون طيَّار واختلاف أحجامها واستخداماتها وسُرعتها، عادة ما تلجأ الجهات المُحترِفة إلى استخدام الطُرُق الثلاث أعلاه في الوقت نفسه، بهدف تأمين قَدْرٍ أكبرٍ من الحماية.
ويختلف أسلوب إبطال فعاليّة "الدرونز" وفق الخيارات المُتوافِرة من التشويش الالكتروني إلى الاستهداف المباشر بالنيران أو عبر أساليب أكثر ابتكاراً كتدريب النسور على اصطيادها. لكن خيار التشويش يُعتَبر الأكثر أهميّة خاصة وأن هذه التقنية باتت مُتوافِرة بشكلٍ محمولٍ عبر أجهزةٍ صغيرةٍ، كما تتواجد منها منصَّات ضخمة يتمّ تركيبها على مَتْنِ العربات أو في أماكن ثابِتة.
ويعكف الجيش الأميركي في الآونة الأخيرة على تطوير أنظمة ليزر يُمكن تحميلها على مَتْنِ المروحيات بهدف إسقاط الطائرات من دون طيَّار، في حين تطوِّر البحرية الأميركية نظام ليزر خاص بها بالإضافة إلى جهاز تشويشٍ يستهدف مجسَّات "الدرونز".
هذه الأنظمة تمّ اختبارها على مَتْنِ قِطَع بحرية أميركية، ومن المُقرَّر البدء باستخدامها بشكلٍ رسمي في العام 2021، مع تصاعُد التهديدات والمخاوِف من تعرّضِ سفنٍ أميركيةٍ لهجماتٍ بطائراتٍ من دون طيَّار.
وفي حين يُفضِّل جنود مُشاة البحرية (المارينز) استخدام أجهزة التشويش الالكترونية، فإن القوات البرية في الجيش الأميركي بصَدَد تطوير ستة أنظمة دفاع جوي مُخصَّصة لمُواجهة الطائرات من دون طيَّار.
لكن كل هذه الجهود تصطدم في حال الدول والجيوش الكلاسيكية بالقوانين والإجراءات الواجِب مُراعاتها بالتنسيق مع إدارة وهيئات أمنية وقضائية لضمان استخدام أية تقنيات جديدة، كما أنّ من شأن تشريع العمل بتقنياتٍ حديثةٍ طرح العديد من الأسئلة حول هوامِش الاستخدام في الأجواء المفتوحة حتى لا تقع حوادث جانبية.