الأسرى الفلسطينيون يتحدون الاحتلال عبر "نُطف" الحرية
قرر الأسرى الفلسطينيون عام 2012 خوض المغامرة والإنجاب عبر النطف المهرّبة، والحالة الأولى بدأت مع الأسير عمار الزبن من نابلس، الذي نجح بتهريب "نطفة" إلى خارج السجن.
اعتبر رئيس هيئة الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر ولادة "ميلاد" إبنة الأسير وليد الدقة انتصاراً على السجّان رغم الاحتلال.
وأوضح أبو بكر في اتصال خاص مع الميادين نت أن هناك 88 طفلاً ولدوا من خلال النطف المهرّبة، وأضاف "هناك عشرات الأسرى المحررين قاموا بعمليات تلقيح بعد خروجهم من المعتقل".
مدير مركز أسرى فلسطين للدراسات رياض الأشقر أكد للميادين نت أنه بولادة "ميلاد وليد الدقة" يكون عدد الأسرى الذين أنجبوا أطفالاً عن طريق النطف المهرّبة هو 61 أسيراً، وقد أنجبوا 88 طفلاً بينهم 17 حالة أنجبوا توأم، وحالتين أنجبوا 3 توائم وهم الأسير "إياد مهلوس" من القدس والأسير" رأفت القروي" من نابلس، بينما أنجب 6 أسرى مرة ثانية بعد نجاح تجربتهم الأولى.
وقال الأشقر "الأسرى قرروا عام 2012 خوض المغامرة والإنجاب عبر النطف المهرّبة، والحالة الأولى بدأت مع الأسير عمار الزبن من نابلس، الذي قرر خوض المغامرة، حين نجح بتهريب "نطفة" إلى خارج السجن، وانتهت بالنجاح في آب/ أغسطس 2012، حين أنجبت زوجته طفلها "مهند" ، ثم توالت المحاولات حتى صار عدد "سفراء الحرية" اليوم 88 طفلًا".
ويضيف "تجربة عمار فتحت الباب أمام محاولات كثيرة لعشرات الأسرى، إلى أن وصل العام 2015، حيث بلغ عدد الأطفال الذين جرى إنجابهم بعد تهريب نطف ذويهم من داخل السجون 30 طفلًا من 23 نطفة مهرّبة".
ويستأنف الأشقر قوله "في العام التالي خاض 28 أسيراً تجربة تهريب النطف، ونجحوا بإنجاب 38 طفلًا. وتوالت المحاولات المستميتة عام 2017، حيث أنجب 44 أسيرًا 56 طفلًا، وارتفع العدد إلى 67 طفلاً مع انتهاء عام 2018، وارتفع العدد إلى أكثر من 80 طفلاً في العام الماضي، كان آخرهم الطفلتان التوأم (مسك وماسة)، ابنتا الأسير عكرمة راتب زيدان من قرية قبيا غرب رام الله، نجل الأسير المحرر والمبعد إلى غزة راتب زيدان.
وإذّ يؤكد الأشقر بأن الاحتلال حاول مراراً أن يكتشف طرق تهريب تلك النطف لكنه فشل، رغم الإجراءات والعقوبات ضد الأسرى للحيلولة من تمكينهم من الأمر، يشدد على أن ذلك يعكس انتصاراً معنوياً للأسرى وإرادة فولاذية يتمتعون بها وأملاً في الحياة لا ينقطع أو يخبو، وتجاوزاً لكل القضبان والحدود رغم قسوة السجان وظروفه القهرية والسنوات الطويلة التي مضت من أعمارهم محرومين من حريتهم.