أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال والعالم يدخل عامه الـ 38
كان يفترض أن يتم الإفراج عن الأسير كريم يونس خلال الدفعة الرابعة وفق التفاهمات التي أبرمها الرئيس الفلسطيني مع "إسرائيل"، والتي تقضي بالإفراج عن كافة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو، ولكن حكومة الاحتلال تنصلّت من ذلك.
يدخل عميد الأسرى الفلسطينيين، كريم يونس، اليوم الأثنين، عامه الـ38 في السجون الإسرائيلية، وهو أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال وفي العالم.
ولد الأسير كريم يونس في تاريخ 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1958م، في بلدته عارة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، وهو الابن الأكبر لعائلته، وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلته في السادس من كانون الثاني/ يناير عام 1983م، وحُكم عليه بالسّجن المؤبد وجرى تحديد المؤبد له لاحقاً لمدة (40) عاماً.
كان يفترض أن يتم الإفراج عنه خلال الدفعة الرابعة وفق التفاهمات التي أبرمها الرئيس الفلسطيني مع الاحتلال والتي تقضي بالإفراج عن كافة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو، ولكن سلطات الاحتلال تنصلّت من الإفراج عن الدفعة الرابعة والتي كانت تتضمن 30 أسيراً منهم 14 أسيراً من الداخل الفلسطيني وهم الأقدم في السجون.
عام 2013 علم كريم يونس بخبر وفاة والده يوم 6 كانون الثاني/ يناير، والذي صادف ذكرى اعتقاله ودخوله العام 31 خلف قضبان السجون الإسرائيلية، فطلبت العائلة أن يسمح له بقضاء واجب العزاء أو يشارك فى التأبين، لكن لم يسمح له.
وقد نعى والده يومذاك بقصيدة كتبها من داخل محبسه، منها: "سامحني يا أبتِ وقد خارت قواك وما كنت قربك سامحني لأنى وعدتك – لأني خذلتك ولأني أنا من كسرت ظهرك سامحني لأنى جعلت من رحلتي دهرا – حتى رحلت سامحني لأنى عشت استنشق غبار الأمل وما بكيت".
ووفق تقرير نادي الأسير، "درس كريم يونس المرحلة الابتدائية والإعدادية ثم انتقل للناصرة ليحقق النجاح في الثانوية العامة، وخلال دراسته في جامعة 'بن غوريون' تم اعتقاله عام 1983.
تقول أم كريم يونس،حسب ما جاء في تقرير نادي الأسير: "مرحلة الاعتقال الأولى، عانينا كثيرا ًونحن نبحث عن مصيره وهم يحتجزونه مع رفاقه رهن التحقيق، وكانت الصدمة عندما بدأت جلسات المحاكم المريرة، وبعد 27 جلسة محكمة على مدار سنة كاملة، أصدرت المحكمة قراراً بإعدام كريم وماهر شنقاً بالحبل. كانت صدمتنا كبيرة.
وتضيف أم كريم: القرار كان سياسياً ومبرمجاً ويستهدف تدمير معنوياتنا والتضييق علينا خاصة أنه لدى صدوره كنا نعرف جيداً أنه لا يوجد في القانون الإسرائيلي إعدام، لكن الاحتلال أراد أن يستغل القضية لفرض حالة من الرعب والخوف والحرب النفسية لأننا نعيش في الداخل، ونقل رسالة لكل فلسطينيي الداخل الذين يفكرون بانتهاج المقاومة ضد الاحتلال".
وتستأنف والدة كريم قولها: رفضنا أن نسلّم بقرار المحكمة وبدأنا السعي لإفشال وإلغاء القرار وبعد متابعة وجهد كبير، استأنفنا الحكم وقررت المحكمة إصدار حكم بالسجن المؤبد المفتوح، لحظتها ورغم قساوة الحكم حمدنا الله كثيراً، فالسجن أهون من القبر والإعدام، ولم نتوقف عن الدعاء لحريته ونهاية هذا العذاب المستمر حتى اليوم".
وبقيت والدته تنتظم في زيارته في معتقل "هداريم"، وقبل نحو عامين نُقل إلى معتقل "النقب الصحراوي"، وهو يقبع اليوم في معتقل "ريمون"، وهو أحد أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح.
وكان الأسير يونس أصدر من داخل معتقل نفحة، كتابه الأول بعنوان "الواقع السياسى فى إسرائيل" – عام 1990 ، وتحدث فيه عن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية، أما الكتاب الثاني فكان بعنوان "الصراع الأيديولوجي والتسوية" عام 1993 بمشاركة الأسير عادل عيسى.
وفي هذا السياق قال "نادي الأسير الفلسطيني" إن خمسة أسرى من القدامى – أي ممن اعتقلهم الاحتلال قبل توقيع اتفاقية أوسلو، قد دخلوا أعواماً جديدة في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، خلال شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، أقدمهم الأسير كريم يونس المعتقل، ويليه الأسرى: ماهر يونس المعتقل منذ (38) عامًا ويقبع اليوم في معتقل "النقب الصحراوي"، والأسير بشير الخطيب المعتقل منذ (33) عامًا، ويقبع اليوم في معتقل "جلبوع"، علمًا أنه يعاني من مشاكل صحيّة في المعدة، بعد أن فقدَ أسنانه ويعتمد على نوع معين من الطعام، وناصر سرور ومحمود سرور المعتقلين منذ (28) عاماً ويقبعان اليوم في معتقل "هداريم.