في وجه العقوبات والحصار و"قيصر".. مبادرات اجتماعية لتخفيف الأسعار في الحسكة
تظهر هذه المبادرة حجم الوعي الشعبي للسكان في تلك المناطق، لمخططات الضغط الاقتصادي على بلادهم، بعد أن فشلت محاولات الضغط العسكري، باستعادة الجيش السوري مساحات واسعة من جغرافية البلاد.
تضغط العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب وواشنطن على الشعب السوري، على المعيشية اليومية للناس هناك، مع انخفاض واسع لقيمة الليرة السورية أمام الدولار، ما ضاعف من معاناة السكان، وأدى لارتفاع كبير في الأسعار.
وجاء توقيع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قانون "قيصر"، لتشديد العقوبات على سوريا، والدول والأشخاص الذين يسعون لكسر الحصار عنها، ليضيق الخناق أكثر على الاقتصاد السوري، ويؤثر بشكل أكبر على حياة المواطنين في الداخل السوري، لتجويعهم ومحاولة تأليبهم على حكومتهم.
وأمام موجة الغلاء الكبيرة التي تعيشها الأسواق في سوريا، تبرز مبادرة وزارة الأوقاف، والتي أطلقتها الوزارة بعنوان " زكاتك خفض أسعارك"، للتخفيف من آثار الحصار المفروض على البلاد، والحد من غلاء الأسعار الكبير في الأسواق.
وأظهر تفاعل عدد كبير من التجار والأطباء والصيادلة وأصحاب المحلات التجارية المتعددة، في مدينة الحسكة، شمال شرق البلاد، حجم التضامن الذي يسعى السوريين لتكريسه في وجه هذه العقبات، واتخاذ إجراءات شعبية للتصدي للعقوبات، وتخفيف ما أمكن من المعاناة مع الأسعار وارتفاعها الجنوبي مؤخراً.
كما تظهر هذه المبادرة حجم الوعي الشعبي للسكان في تلك المناطق، لمخططات الضغط الاقتصادي على بلادهم، بعد أن فشلت محاولات الضغط العسكري، باستعادة الجيش السوري مساحات واسعة من جغرافية البلاد.
فعلى واجهة محل ألبسة في شارع فلسطين، وسط مدينة الحسكة، يضع عيسى، صاحب المحل، ورقة صغيرة يعلن فيها عن تخفيضات في الأسعار، استجابة لمبادرة وزارة الأوقاف، وللإسهام بتخفيف آثار ارتفاع الأسعار عن أهالي المدينة.
يقول عيسى، لـ"الميادين نت"، أنه يشارك في هذه المبادرة لأجل " الإسهام في التخفيف من الضغوط الاقتصادية على البلاد، وانعكاسها على الناس"، مؤكداً أنه يهدف " للتخفيف من آثار الضغوط المعيشية على الناس، في ظل الارتفاع الكبير للأسعار".
كما حدّد أحد أطباء العينية في المدينة، ومثله أطباء آخرين، يوم في الأسبوع، لمعاينة المرضى مجاناً، دون الحصول على أي بدل مادي مقابل الخدمات الطبية التي يقدمها.
فيما يبيع عدد من الصيادلة في مدينة الحسكة الأدوية بسعر الجملة، وذلك في غطار مشاركتهم في الحملة ذاتها، وهو ما يظهره صيدلي في شارع الجامع الكبير في مدينة الحسكة، من خلال بيعه الدواء بشكل مباشر، وبسعر التكلفة فقط.
ويرى د. نمر المشهور، أحد الصيادلة المشاركين في الحملة، في حديث لـ"الميادين نت"، أن " الصيادلة يشاركون في هذه الحملة، لأنها تخفف معاناة الناس مع ارتفاع الأسعار"، ويلفت إلى أن " السوريون الذين صمدوا في وجه الحرب الإرهاب طيلة السنوات الماضية، يعانون اليوم من حرب اقتصادية واضحة، تستهدف المواطن في قوته اليومي، وتهدف لإفقاد ثقة الناس بدولتهم"، معتبراً أن " هذه المخططات مكشوفة للشعب السوري، ولن تمر عليهم".
إلى ذلك يتمنى أيهم، صاحب محل لبيع مستلزمات الكهرباء أن " تستمر هذه المبادرات، لأنها تعبر عن تضامن شعبي مهم، في وجه الضغوط الاقتصادية على البلاد"، مؤكداً أنهم " يعملون على تخفيف ما أمكن من الأسعار، لتخفيف آثار الحصار والضغوط على الناس".