اللجنة القضائية ترد على ترامب
البيت الأبيض يعلن في رسالة للكونغرس عدم حضور ممثل عن الرئيس الأميركي خلال جلسات الاستماع حول إجراءات عزل الرئيس، ومستشار ترامب يقول إن الأخير سيرد بشكل منفصل على الجلسة بحلول الموعد النهائي يوم الجمعة المقبل.
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب لن يرسل ممثلاً عنه إلى جلسة الاستماع في الكونغرس حول إجراءات عزل الرئيس.
وفي رسالة إلى رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب، أكّد مستشار ترامب، بات سيبولون، أنه لا يمكن توقّع مشاركة الرئيس في جلسة في الوقت الذي لم يتم فيه بعد إعلان أسماء الشهود، وأضاف سيبولون أن البيت الأبيض سيرد بشكل منفصل على الجلسة بحلول الموعد النهائي يوم الجمعة المقبل.
من جانبه، وصف رئيس اللجنة القضائية جيري نادلر قرار ترامب بأنه "مؤسف"، حيث أن "السماح للرئيس بالمشاركة كان أولوية بالنسبة لمجلس النواب منذ البداية".
نادلر قال في بيان إنه "إذا كان الرئيس (ترامب) يعتقد أن دعوتنا "مثالية" وليس هناك ما يخفيه، فسيقوم بتسليم آلاف الوثائق التي طلبها الكونغرس، والسماح للشهود بالإدلاء بشهاداتهم بدلاً من حجبها، وتقديم أي معلومات تدحض الدليل الدامغ بإساءة استخدام السلطة
وقال مراسل الميادين إن اللجنة القضائية أعلنت مثول أربعة من خبراء القانون (جميعهم اساتذة قانون في الجامعات الاميركية) كشهود في أول جلسة استماع متعلقة بعزل ترامب يوم الأربعاء المقبل.
وتركز الجلسة على القواعد الدستورية للعزل وستبحث ما إذا كانت تصرفات ترامب تجاه أوكرانيا ترقى إلى جريمة تستوجب العزل.
رسالة البيت الأبيض جاءت بعدما شدد نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن على أن الرئيس الأميركي الحالي يعمل من أجل أولويات إدارته التي تخدم الأثرياء، مؤكّداً أن جلسات الاستماع الخاصة بعزل ترامب ستنتهي إلى أنه يمثل تهديداً للأمن القومي الأميركي.
مجلس النواب الأميركي توعّد في أكثر من مرة بالاستمرار في إجراءات عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأكّد رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي ادم شيف أن لا شيء أكثر خطورة من رئيس يعتقد أنه فوق القانون.
ويقيم البيت الأبيض جلسات مجلس النواب العلنية حول ما بات يعرف بقضية "أوكرانيا غيت"، ويوجّه الديمقراطيون فيها اتهامات للرئيس الأميركي تربط بين تقديم واشنطن مساعدات عسكرية أميركية لأوكرانيا، وفتحها تحقيقاً حول شبهة فساد تتعلق بهانتر ووالده جو بايدن.
وإذا ما ثبتت على الرئيس "جرائم ومخالفات قصوى" هناك إمكانية أن يعزل الرئيس. مسار العزل يبدأ أولاً من مجلس النواب حيث يجب توفير غالبية بسيطة للنجاح في التصويت للعزل أي 218 صوتاً، والديمقراطيون اليوم يشغلون 233 مقعداً من 435 مقعداً وعليه فإن الفوز هنا سهل، لكنّ المرحلة الثانية أي المحاكمة في مجلس الشيوخ تستلزم تصويت غالبية الثلثين في مجلس الشيوخ، وللديمقراطيين هنا المستمرين في دعم ترامب 47 مقعداً من أصل 100.
وفي مفارقات التاريخ الأميركي أن تجربتين مشابهتين وصلتا إلى باب مجلس الشيوخ وحصدتا الفشل. أندرو جونسون عام 1868، وبيل كلنتون عام 1998، أما ريتشارد نيكسون فاستقال عام 1974 بسبب فضيحة ووترغيت قبل عزله، ولا مؤشرات أن الرئيس الأميركي الحالي قد يقدّم استقالته، لا سيما أنه يسخر على طريقته من جلسات مجلس النواب العلنية، ويكرر دائماً إنه لم "يرتكب أيّ مخالفة".