أبو دياك.. الشهيد الذي حرمه الإحتلال من آخر أُمنية
الأسير سامي أبو الدياك، شهيداً في معتقل الاحتلال الإسرائيلي. 17 عاماً من الأسر والمرض والمقاومة، ليستشهد، اليوم، بعيداً عن حضن والدته كما تمنى.
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الثلاثاء، استشهاد الأسير سامي أبو دياك، بعد معاناة من المرض، وحصار من قبل الإحتلال امتد لأكثر من 17 عاماً.
وأشار مكتب إعلام الأسرى، إلى أنّ حالةً من التوتر الشديد تسود كافة السجون بعد استشهاد، الأسير أبو دياك، حيث أغلقت إدارة السجون كافة أقسام الأسرى.
وعانى الأسير الشهيد، أبو دياك (37 عاماً)، من نقصان حاد بالوزن حيث وصل وزنه إلى قرابة 40 كيلوغراماً، ونسبة الدم إلى 4، ومنسوب السكر إلى 20، وكانت هيئة شؤون الأسرى حذرّت قبل أيام من استشهاده في أيّة لحظة.
وكان الإحتلال الإسرائيلي اعتقل أبو دياك، في 17 تموز/يوليو 2002، بعد محاولةٍ أولى فاشلة تمكن فيها من الهرب. وبعد اعتقاله خضع أبو دياك للتحقيق المكثّف لمدة 75 يوماً في مركز تحقيق الجلمة، تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، حيث نُقل أثناء فترة التحقيق للمشفى 3 مرات، نتيجة التعذيب الذي تعرض له، وكانت قوات الإحتلال تعيده من المشفى إلى غرف التحقيق مباشرة.
وكانت محكمة الاحتلال العسكرية حكمت على الأسير، أبو دياك، بالسجن 3 مؤبدات و 30 عاماً، تعرضّ خلالها لقمع الوحدات الخاصة، وللعزل الإنفرادي لأشهر عديدة. في بداية فترة اعتقاله منع والديه وأخويه من زيارته. أما أخوه سامر، فقد اعتقلته قوات الاحتلال بعد 3 سنوات من اعتقال سامي، وحكم عليه بالمؤبد و25 سنة، لتبدأ معاناة الأخوين مع الأسر والإهمال الطبي.
تعرض أبو دياك عام 2015، لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، حيث تم استئصال جزء من أمعائه، ثم أُصيب بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي. وخضع، عقب ذلك، لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبت لاحقاً إصابته بالسرطان.
وفي اتصال سابق للميادين نت بمحامية مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، ابتسام عناتي، أوضحت أنها زات الأسير سامي أبو دياك في سجنه يوم 5 تشرين الثاني/نوفمبر من الشهر الجاري. ونقلت عنه أنه يعيش أيامه الأخيرة إثر تدهور وضعه الصحي، ويتمنى الموت في أحضان والدته.
وأكد نادي الأسير أنه وفي كل المحاولات التي جرت للإفراج عنه، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت ذلك، رغم تيقنها من أنه وصل إلى المرحلة الأخيرة من المرض، وأبقت على احتجازه في معتقل "عيادة الرملة" التي يطلق عليها الأسرى بالمسلخ.
وكانت آخر رسائل، الشهيد سامي، من المعتقل: "إلى كل صاحب ضمير حي، أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة، أريد أن أكون في أيامي وساعاتي الأخيرة إلى جانب والدتي وبجانب أحبائي من أهلي. وأريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانها، ولا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى، ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا".