كيف تقرأ "إسرائيل" الاحتجاجات في لبنان؟
لا تعليق رسمي في "إسرائيل" على ما يجري في لبنان، إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية سارعت لتقدير الوضع والتنبؤ بالمكاسب والمخاطر المترتبة. ماذا عن حزب الله؟ وكيف يمكن أن تكون هذه الاضطرابات مدخلاً لتفاوض الحكومة اللبنانية مع "إسرائيل"؟
أثارت الأزمة الراهنة في لبنان العديد من التساؤلات والمخاوف في الإعلام الإسرائيلي حول آثارها وتداعيتها على حزب الله وما وصفته بـ "العلاقات اللبنانية - الإسرائيلية".
ففيما اعتبر الكاتب في موقع "جيروزاليم بوست"، هيرب كاينون، أن الفوضى في لبنان حتى الآن "تخدم إيران"، من غير أن يكون لها حتى الآن -أي بعد استقالة الحريري- أي أثر مباشر على "إسرائيل"، أكدّت القناة 12 الإسرائيلية على ضرورة الحذر من حزب الله الذي "قد يستفيد من الفوضى لتعزيز موقعه"، خاصة أنه "القوة الأهم في لبنان".
وأشار معلق الشؤون العسكرية في القناة، روني دانيئيل، إلى أن حزب الله هو "من سيملي الاجراءات وسيحدد صورة الواقع في الأيام المقبلة"، وإن كان ذلك لا يعني بنظره أن أمام "إسرائيل" ما تفعله للتأثير على مجرى الأحداث في لبنان.
من جهة أخرى، اعتبر عدد من الخبراء والمحللين الإسرائيليين أن الاحتجاجات الشعبية في لبنان فرصة مناسبة لاستهداف حزب الله وتقويضه.
فالمصلحة الإسرائيلية، بحسب الخبير في الشؤون العربية، يوني بن مناحيم، تتمثل في استمرار التظاهرات "وزيادة الضغط الداخلي على تنظيم حزب الله وحلفائه"، وذلك برأيه كمقدمة لـ "تنفيذ عمليات تصفية متقنة لكوادر الحزب لا تقود إلى ردود فعل".
في حين، رأى السفير الإسرائيلي السابق في مصر إسحاق ليفانون أن الأزمة في لبنان قد تكون مدخلاً مناسباً لتطبيع العلاقات مع الحكومة اللبنانية، على حد وصفه، عبر بدء البلدين بالتفاوض حول الحدود المائية بوساطة أميركية، تمهيداً لبدء الحكومة اللبنانية باستخراج الغاز من مياهها، والذي سيساهم في إنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية الراهنة.