"الرجل الذي لم يوقّع" في دمشق
ندوة فكرية وحفل توقيع كتاب "الرجل الذي لم يوقّع" على هامش معرض الكتاب الـ 31 في دمشق أمس السبت. ندوة أضاءت على أهمية السلسلة الوثائقية التي رسّخت دور الرئيس الراحل حافظ الأسد في قيادة سوريا ودورها المحوري في الصراع العربي الإسرائيلي.
على هامش معرض الكتاب الـ 31، أُقيمت أمس السبت ندوة فكرية وحفل توقيع كتاب "الرجل الذي لم يوقّع" في دمشق. الكتاب حمل اسم السلسلة الوثائقية التي عُرضت على قناة الميادين، وحضر التوقيع عددُ من الشخصيات السياسية والإعلامية، كما شارك في الحوار رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية غسان بن جدو، والمستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان.
شعبان وفي تعليقها على وثائقي "الرجل الذي لم يوقّع" وجّهت تحية لقناة الميادين شكرت فيها القناة وكادرها الإعلامي، وقالت "أشعر أن الميادين هي جبهة مقاومة، وهي باهتمامها بهذا التاريخ ونشره تقوم بدور هام لا غنى عنه، ولا يقل دورها عن دور من يحملون البندقية.
وعرض رئيس مجلس إدارة الميادين مراحل إنتاج السلسلة الوثائقية، وقال إن السلسلة استغرقت عاماً كاملاً عبر فريق عمل ضمّ 4 زملاء صحافيين. واعتبر بن جدو أن هذا العمل يأتي ضمن خطة واضحة لـ الميادين لإطلاع المشاهد العربي على دور شخصيات محورية في الصراع العربي الإسرائيلي. وأشار بن جدو إلى أن القناة تتهيئ لتوثيق كل الحقبة بعشرات الوثائقيات وليس بوثائقي واحد فقط، وأضاف: هذه مسؤوليتنا وأمانة في أعناقنا ليس من أجل الشعب السوري فقط وإنما من أجل التاريخ، من أجل الإنصاف والأجيال العربية.
نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أشار في مداخلته إلى الدور الرائد الذي لعبته الميادين في الفضاء الإعلامي العربي، ودفاعها عن سوريا في مواجهة الحرب عليها. وتناولت نقاشات الحضور أهمية الأعمال الوثائقية في الإضاءة على محطات بارزة في تاريخ المنطقة وإنصاف الأدوار المشرقة التي لعبتها شخصيات تاريخية في الأحداث الكبرى.
وأطلقت الميادين في مطلع العام 2018 السلسلة التوثيقية "الرجل الذي لم يوقّع" التي عرضت بأجزائها الـ 12، لتعيد سرد تاريخ سوريا والصراع العربي الإسرائيلي والمنطقة على مدى 40 عاماً. وبحث "الرجل الذي لم يوقّع" في كواليس تلك الحقبة التاريخية ودور الرئيس الراحل حافظ الأسد في مسار الصراع والمحادثات والمفاوضات لاستعادة الجولان المحتل مقابل السلام، وتطرق الوثائقي إلى العلاقات العربية – العربية والدبلوماسية الأميركية من كامب دايفيد، مروراً بالحرب في داخل لبنان وبداية المقاومة الوطنية وإنتهاء الحرب العراقية الإيرانية وغزو الكويت إلى مؤتمر مدريد وعملية السلام، انهيار الاتحاد السوفياتي واتفاقية أوسلو وتداعياتها على القضية الفلسطينية إلى يومه الأخير في 10 حزيران/يونيو من العام 2000.
الوثائقي روى الأحداث بالاستناد إلى شهود عاصروا الرئيس الراحل حافظ الأسد. الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الإعلامية والسياسية للرئاسة السورية التي حاورتها الإعلامية سعاد قاروط العشي في هذه السلسلة التوثيقية، روت ما اطلعت عليه من وثائق وسجلات وما شاهدته وشهدت عليه إلى جانب دبلوماسيين وسياسيين ومؤرخين مثال: ريتشارد مورفي، وليم كوانت، كريم بقرادوني، وفارس بويز، ايلان بابيه وألكسندر زوتوف وعباس زكي، طلال ناجي، وعبد الله الأشعل وحسين شيخ الإسلام وغيرهم من الشخصيات التي كان لهم دور واطلاع على تلك المرحلة.
استغرق إعداد الوثائقي 18 شهراً من الإعداد والإخراج والتنفيذ، وأضاء على شخصية مؤثرة واستثنائية في تاريخ سوريا والعالم العربي، شخصية الرئيس حافظ الأسد الذي وصفته واشنطن بـ "المفاوض الصعب والغامض". الرئيس السوري الذي كتب عنه الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون في مفكرته وقال: "لقد تجاوز الأسد ما توقعته منه، لقد كان، كما قال هنري كسينجر: مفاوضاً صعباً، ولكن لديه الكثير من السحر والغموض والقدرة الهائلة على التحمّل:. خلاصة القول، "هو رجل ذو معدن أصيل، وفي عمره هذا – 44 عاماً – استطاع أن يتفادى إطلاق أحدهم النار عليه أو التعرض لانقلاب، فسيكون قائداً ذا شأن في هذا الجزء من العالم".
وثائقي "الرجل الذي لم يوقّع" موجود بأجزاءه الـ 12 على موقع قناة الميادين.