"نيويورك تايمز": الرصيف الأميركي في غزة يفشل في تحقيق أهدافه.. وقد يتم تفكيكه مبكراً
"نيويورك تايمز" تتحدث عن فشل الرصيف الأميركي العائم قبالة ساحل قطاع غزة في تحقيق أهدافه، مشيرةً إلى احتمال أن يتم إنهاء عملياته قبل الموعد المقرر بسبب ذلك.
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ الرصيف الأميركي العائم، الذي زعمت الولايات المتحدة تشييده لأغراض إنسانية متمثلة بإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، يفشل في تحقيق مهمته، مشيرةً إلى إمكان أن يتم تفكيكه مبكراً.
وأوردت الصحيفة ترجيح منظمات الإغاثة أنّ الرصيف الموقّت، الذي تبلغ تكلفته 230 مليون دولار وبناه الجيش الأميركي خلال مهلة قصيرة، قد ينهي عملياته قبل أسابيع من الموعد المتوقّع منذ البداية.
وذكّرت الصحيفة بأنّ الرصيف ظلّ في الخدمة مدة 10 أيام فقط منذ أن تم ربطه بالخط الساحلي لقطاع غزة (بدأ بناؤه في 26 نيسان/أبريل بعدما أمر بايدن بذلك في آذار/مارس)، بينما كان يتم إصلاحه في بقية الوقت، بعد أن حطّمته الأمواج الهائجة.
ولفتت إلى أنّ المشروع يواجه صعوبات في تنفيذ مهماته منذ أن بدأت الشاحنات المحمّلة بالمساعدات بالتحرك عبره إلى الشاطئ في الـ17 من أيار/مايو الماضي، في وقت يعاني العديد من سكان قطاع غزة الجوع الشديد، من جراء حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال ضدّهم.
"فشل في تحقيق أهداف متواضعة"
وإذ أشارت الصحيفة إلى أنّ الرصيف كان مجرّد إجراء موقّت نفّذته الإدارة الأميركية، "مع الضغط على إسرائيل من أجل السماح بدخول مواد غذائية وإمدادات أخرى إلى القطاع عبر المعابر البرية"، فإنّها شددت على أنّ هذه المعابر أكثر فعاليةً بكثير من أجل تقديم الإغاثة.
وعلى الرغم من أهداف الرصيف "المتواضعة"، كما وصفتها "نيويورك تايمز"، فإنّه من المرجّح أن يفشل في تحقيقها، بحسب ما أكده مسؤولون عسكريون أميركيون، في حين أحبطت التحديات التي يواجهها المشروع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.
إضافةً إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي، الجمعة الماضي، أنّه سينقل الرصيف موقّتاً "من أجل حمايته من التعرّض للأضرار الناجمة عن ارتفاع أمواج البحر"، في خطوة وصفتها الصحيفة بـ"الضربة الأحدث لجهود الإغاثة".
"لم يوفّر إلا غطاءً إنسانياً للدعم الأميركي لإسرائيل"
في السياق نفسه، أكد المؤسس المشارك لمعهد "Security Policy Reform" الأميركي، ستيفن سيملر، أنّ الرصيف الأميركي "لا يعمل، على الأقل بالنسبة إلى الفلسطينيين.
وفي مقال كتبه في موقع "Responsible Statecraft"، التابع لمعهد "كوينسي" الأميركي، شدّد سيملر على أنّ الرصيف "لم ينجح إلا في توفير غطاء إنساني لسياسة الإدارة الأميركية في دعم القصف الإسرائيلي لغزة".
يُذكر أنّ جزءاً من الرصيف الأميركي البحري في غزة انهار، في الـ25 من أيار/مايو الماضي، وجرفته الأمواج في اتجاه أسدود المحتلة، لتقوم البحرية الإسرائيلية بإعادته وربطه إلى الساحل مجدداً.
وعلى الرغم من محاولات واشنطن التسويق للرصيف البحري عبر ادّعاء الحرص على تقديم المساعدات، طالت انتقادات كثيرة هذا الإجراء نظراً إلى الدور المحوري للولايات المتحدة في الحرب الإسرائيلية على غزة، وبسبب كونه غير كافٍ أصلاً لسدّ الاحتياجات المطلوبة، عدا عن أنّه لا يؤمّن بديلاً من المعابر البرية التي يمنع الاحتلال تدفّق المساعدات عبرها.