"فورين بوليسي": اليمين المتطرف في طريقه للاستيلاء على أوروبا
مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية تقول إنه من المتوقع للمرة الأولى منذ انتخاب البرلمان الأوروبي بشكل مباشر في عام 1979، أن يحظى الشعبويون بأغلبية قوية في الانتخابات القادمة.
ذكرت مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية، اليوم الأربعاء، أنّ اليمين المتطرف في طريقه للاستيلاء على أوروبا.
وبحسب المجلة الأميركية، فإن الانتخابات البرلمانية تقترب في الاتحاد الأوروبي، ويخطط الشعبويون لشن هجوم مباشر على المؤسسة.
وأضافت أنه مع استعداد 400 مليون أوروبي لانتخاب 720 برلمانياً من الاتحاد الأوروبي في حزيران/يونيو، تتوقع استطلاعات الرأي تحقيق مكاسب كبيرة للشعبويين اليمينيين.
ونتيجة لذلك، فمن المتوقع، وفقاً لـ"فورين بوليسي"، للمرة الأولى منذ انتخاب البرلمان الأوروبي بشكل مباشر في عام 1979، أن يحظى الشعبويون بأغلبية قوية في الانتخابات القادمة.
وأشار المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية مؤخراً إلى أن هذا سيمثل "منعطفاً حاداً إلى اليمين" بالنسبة إلى أوروبا. وبحسب المجلة الأميركية، فقد بدأت العواقب المترتبة على السياسات الأوروبية تظهر للعيان بالفعل.
ومن المتوقع مرة أخرى أن يحتل حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى يمين الوسط (EPP) وحزب الاشتراكيين والديمقراطيين (S&D) ذي الميول اليسارية المركزين الأول والثاني، على الرغم من أن كليهما قد يخسر عدداً قليلاً من المقاعد/ كما جاء في تقرير "فورين بوليسي".
وأضاف أن الجماعات اليمينية المتطرفة في الاتحاد الأوروبي، مثل حزب الهوية والديمقراطية، والمحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، سوف تعمل على تحسين رصيدها في الأساس على حساب الليبراليين والخضر.
ووفقاً للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، من المرجح أن يكون الشعبويون هم الأكثر حصولاً على الأصوات في تسع دول، بما في ذلك النمسا وهولندا وفرنسا والمجر وبولندا وإيطاليا.
ويبدو، وفقاً لـ "فورين بوليسي" أن المكائد السياسية جارية بالفعل بين بعض أحزاب المؤسسة لخلق تعاون مع هذه الكتلة القوية الجديدة.
ويقول الخبراء إنه إذا رحب حزب الشعب الأوروبي، أقوى حزب محافظ في الاتحاد الأوروبي، بالسياسيين اليمينيين المتطرفين في صفه أو اختار سياساتهم، كما تم اتهامه مؤخراً، فإن ميزان القوى في أوروبا سيتحول بشكل حاسم نحو اليمين واليسار، وفقاً للتقرير.
وأضافت المجلة أنه سيكون لهذا الأمر آثار كبيرة ليس فقط على الأجندة المشتركة للاتحاد الأوروبي، ولكنه قد يؤثر أيضاً في كيفية اتخاذ الدول الأعضاء قراراً بشأن السياسات الحاسمة.
ويقول الخبراء إن أي تحول من هذا القبيل ستكون له آثار كبيرة على الاتحاد الأوروبي ككل، بحسب المجلة، ما يفسد وعوده الأخيرة باتباع سياسة هجرة إنسانية وترسيخ سيادة القانون في الداخل التي تشجع الضوابط والتوازنات الديمقراطية.
وكانت وكالة "بلومبرغ" الأميركية،قد ذكرت العام الماضي، أن اليمين المتطرف يتقدم في أوروبا الضعيفة مرة أخرى.
وقالت "بلومبرغ" في تقريرها، إن الأحزاب الهامشية السابقة، تُعد الآن من المجموعات السياسية الثلاث الأولى، الأكثر شعبية في ما يقارب نصف الاتحاد الأوروبي.
ويكتسب المعطلون من اليمين المتطرف، بحسب التقرير ذاته، زخماً في جميع أنحاء أوروبا، مستفيدين من موجة الاستياء التي ولدت من جائحة كورونا وأزمة تكلفة المعيشة والخسائر الاقتصادية من الحرب في أوكرانيا.
ووفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن المجموعات عبارة عن مزيج من القوميين والأحزاب، ذات الجذور النازية الجديدة، المشككة في أوروبا والشعبوية على غرار دونالد ترامب.