"ذا كونفرزيشن": عكس الروسي.. الجيش الأوكراني يعاني نقصاً في القدرات البشرية
التقرير لفت إلى أنّ "الشائعات المستمرة بأن هناك تعبئة جديدة وشيكة في روسيا، هي جزئياً حملة تضليل أطلقتها كييف لزرع المعارضة في الأوساط الشعبية الروسية"، في مواجهة الحاجة المتزايدة لدى كييف لمزيد من القدرات البشرية لتعويض خسائرها.
تحدث تقرير في موقع "ذي كونفرزيشن" الأميركي، اليوم الجمعة، بعنوان "بوتين نحو المزيد من التعبئة.. كييف تعاني من نقص القوى العاملة"، عن كون أوكرانيا، وليس روسيا، هي التي تتعرض لضغوط أكبر حالياً من ناحية الحاجة إلى المزيد من القدرات البشرية في الحرب المشتعلة.
وأشار التقرير إلى أنه، وعلى الرغم من "الاحتياطيات الضخمة التي يستطيع الكرملين الاستعانة بها، فمن الواضح أنه لا يوجد توجه لإقرار جولة أخرى من الاستدعاءات، وخاصة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية المقبلة في أيار/مايو 2024".
كما لفت التقرير إلى أنه "مع ذلك، كانت هناك شائعات مستمرة بأن هناك تعبئة جديدة وشيكة في روسيا، وهذه جزئياً حملة تضليل أطلقتها كييف لزرع نوع من المعارضة في الأوساط الشعبية الروسية".
ومن الواضح، بحسب التقرير الأميركي، أنّ "نشر شائعات عن التعبئة الروسية الوشيكة يشكل جزءاً من الحرب النفسية التي تخوضها أوكرانيا، ولكن كلما زاد منسوبها دون حدوث أيّ شيء على أرض الواقع، كلما أصبحت أقل مصداقية".
في المقابل، يؤكد التقرير أنه "في الواقع، فإنّ أوكرانيا هي التي تتعرّض لضغوط تجنيد عدد كافٍ من القوات، في الوقت الذي يكافح فيه هجومها المضاد من أجل الحصول على الزخم".
ويضيف أنه "مع وجود جبهة مستقرّة وتجنيد ثابت، يبدو أن الكرملين لن يحتاج كثيراً إلى المضي قدماً، فيما يمكن أن يكون تعبئة لا تحظى بشعبية كبيرة".
وبحسب الموقع، تعمل روسيا على "تكثيف إنتاجها الحربي، ويمكن أن تدخل عام 2024 في حالة أفضل من حيث الأسلحة والذخيرة وخبرة القوات، وعليه، لماذا تلجأ إذن إلى التعبئة التي لا تحظى بشعبية، في حين أنها قادرة على الصمود في وجه أيّ شيء قد تواجهه أوكرانيا وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي؟".
اقرأ أيضاً: "سأطلق النار على نفسي".. جنود أوكرانيا يشكون الفساد وانعدام كفاءة الجيش
"هزيمة استراتيجية" لأوكرانيا والناتو
وتابع أنه "يمكن القول إنّ هذا الصيف شهد هزيمة استراتيجية لأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، في محاولتهما إنهاء الحرب بالوسائل العسكرية".
وأوضح أنه "للحصول على فرصة أخرى، سيتعين على أوكرانيا حشد المزيد من القوات والحصول على أسلحة أكثر تقدماً، وبكميات أكبر من أي وقت مضى، في وقت تعاني فيه من نقص في القدرات البشرية".
وتلجأ كييف إلى إجراءات صارمة بشكل متزايد لإيصال أعداد كافية إلى الجبهة، وقد قامت مؤخراً بتوسيع التعبئة لتشمل المجموعات المعفاة سابقاً، مثل المعاقين جزئياً، بحسب الموقع.
ويبيّن التقرير أنه "مما يثير القلق بالنسبة لحكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هي العواقب السياسية المحتملة لتقويض الدعم للمجهود الحربي، إذا تمّ إجبار أعداد كبيرة من الأشخاص الذين لا يريدون القتال على ارتداء الزي العسكري، إذ سيؤثر هذا أيضاً على معنويات أوكرانيا في ساحة المعركة".
ويضيف أنه "مع رفع روسيا إنفاقها إلى مستوىً غير مسبوق، فإنّ تسليح كييف للحصول على ميزة حاسمة أخرى، سوف يكلّف أكثر بكثير من 113 مليار دولار التي أنفقتها الولايات المتحدة وحدها بالفعل على الحرب حتى الآن".
ويستخلص التقرير الأميركي أنّ "أوكرانيا، التي تعتمد بشكل كامل على الدعم الخارجي مالياً وعسكرياً، سوف تجد صعوبة في الحفاظ على جهودها الحربية عند المستويات الحالية، وفي الوقت الحالي، فإنّ كييف، وليس موسكو، هي التي تتعرض لضغوط أكبر".