"دراما عالمية جديدة".. معهد أميركي: العصر الجديد يتشكّل في آسيا
معهد أميركي يتحدث عن "الحقبة الجديدة" التي سيشهدها العالم، وهي حقبة تؤدي آسيا "دوراً قيادياً" في تشكيلها.
تحدّث تقرير لمعهد "McKinsey Global Institute" الأميركي، بعنوان "آسيا على أعتاب حقبة جديدة"، أنّ القارة ستكون "المكان الذي تتشكّل فيه حقبة جديدة".
وبحسب التقرير، تضع مجموعةُ الاضطرابات التي يشهدها العالم اليوم، آسيا "في المركز"، ما يحفّز على ظهور عصر جديد ستؤدي فيه دوراً قيادياً.
ورأى التقرير أنّ الظروف اليوم "ليست فريدةً من نوعها"، إذ حدّد المعهد سابقاً فترات أخرى من الاضطرابات منذ عام 1945، وأدّى كل منها إلى بدايات حقب جديدة طويلة الأمد.
وهذه الحقبات، وفقاً للمعهد الأميركي، شهدت "استقراراً نسبياً" في أطر الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، إلا أنّ "التغيّر التحويلي" حدث في ظل هذا الاستقرار.
وأطلق المعهد على الحقبة الأخيرة، الممتدة من عام 1989 إلى عام 2019، تسميةَ "عصر الأسواق"، حيث برزت فيها اقتصادات المنطقة الآسيوية بصورة جماعية باعتبارها "الأغلبية الجديدة في العالم"، ممثِّلةً أكثر من نصف المجموع العالمي للمقاييس الرئيسية التي يستخدمها المعهد في قياس الاقتصاد العالمي.
وخلال هذا العصر، التحقت آسيا بـ"ركب الازدهار"، من خلال توسيع تجارتها مع العالم، والاستفادة من ميزة التكامل بين دولها. ووفقاً لما أورده التقرير، حققت القارة الاندماج الاقتصادي، من دون الحاجة إلى تحالف سياسي.
وفي السياق، أشار المعهد إلى بلدان آسيا بصورة جماعية، لأنّها "تشكّل نظاماً متكاملاً ومترابطاً، من خلال مصالحها التجارية المتبادلة".
وتبعاً لذلك، أصبحت آسيا اليوم لاعباً بارزاً في المجالات الخمسة التي تقوم عليها أبحاث المعهد الأميركي وهي: النظام العالمي، منصات التكنولوجي، القوى الديموغرافية، أنظمة الموارد والطاقة، والرأسمالية.
ورأى المعهد أيضاً أنّ الاقتصادات الآسيوية كانت "المستفيد الأكبر" من العالم المتحوِّل نحو العولمة، على مدى السنوات الـ30 الماضية، حيث بدأت مكانتها العالمية بالتنامي.
وبحسب "MGI"، يمنح موقع الأغلبية آسيا، الفرصةَ للتأثير وتشكيل عصر جديد، ليس لاقتصاداتها فقط، بل للعالم أجمع، موضحاً أنّ النمو الاقتصادي القوي الذي تشهده آسيا، بالإضافة إلى مكانتها باعتبارها مركز التصنيع والتجارة في العالم، يمنحها دوراً عالمياً بالغ الأهمية.
وأضاف التقرير أنّ آسيا تتبوّأ مركز الصدارة في هذه "الدراما العالمية الجديدة"، التي تتكشّف فصولها، مشيراً إلى الدور الذي تؤديه آسيا في أكبر 80 طريقاً تجارياً في العالم، بما يمثل أكثر من 50% من قيمة التجارة العالمية.
كذلك، لفت التقرير إلى ما تقوم به الصين، من "تنويع وبناء طرق جديدة واسعة النطاق" مع أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
كما أشار إلى ما تمثّله الهند وفيتنام الآسيوتان، اللتان تمتلكان اقتصادات سريعة النمو، من شراكة تجارية رئيسية في العالم.
ووفقاً له، من "الظواهر البارزة" الأخرى هي "مثلث التجارة الجديد بين الصين وآسيا الناشئة والولايات المتحدة".
وفي حين انخفضت حصة بكين من واردات واشنطن بنحو 6.0 نقطة مئوية بين عامي 2018 و2022، زادت حصة "آسيا الناشئة" وآسيا الحدودية والهند بنحو 4.4 نقطة مئوية.
كما نمت تجارة الدول الآسيوية مع الصين بسرعة، بحسب ما أورد المعهد. ونمت التجارة بين الصين وفيتنام بنسبة 16% سنوياً، وبين الصين وماليزيا بنسبة 13% في الفترة نفسها.