"الأورومتوسطي": "إسرائيل" تستهدف الفلسطينيين خلال انتظارهم استلام المساعدات

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يؤكّد تعمّد "جيش" الاحتلال استهداف الفسطينيين في أثناء انتظارهم استلام المساعدات، جنوبي مدينة غزة، وإيقاع شهداء وجرحى بينهم، في فصلٍ جديد من فصول الإبادة الجماعية المستمرة ضد سكان القطاع.

  • يحظر القانون الإنساني الدولي استخدام التجويع والتعطيش كوسيلة من وسائل الحرب
    يحظر القانون الإنساني الدولي استخدام التجويع والتعطيش وسيلةً من وسائل الحرب

أكّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ "الجيش" الإسرائيلي يواصل قتل الفلسطينيين في أثناء انتظارهم استلام المساعدات جنوبي مدينة غزة، في وقتٍ تتفشى المجاعة شمالي القطاع، مُشيراً إلى أنّ ذلك يؤكّد الإصرار على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد السكان المدنيين في القطاع.

وأوضح المرصد، في بيانٍ توثيقي نشره، أنّ "إسرائيل" استخدمت قذائف المدفعية لاستهداف مئات المدنيين الذين تجمعوا في طريق صلاح الدين، جنوبي شرقي مدينة غزة، في انتظار شاحنات للأمم المتحدة تحمل مساعدات محدودة، الأمر الذي أدى إلى عدد من الشهداء والجرحى.

وأشار إلى أن فرق المرصد الميدانية وثقت استمرار "الجيش" الإسرائيلي في إطلاق قذائف مدفعية وأعيرة نارية واستخدام طائرات مُسيّرة في الاستهداف والقتل لمئات المدنيين الذين يتجمعون على رغم الخطر الشديد، أملاً في استلام حصص محدودة من المساعدات.

ولفت المرصد إلى أن "الجيش" الإسرائيلي لا يكتفي باستخدام التجويع، كأسلوب من أساليب الحرب ضد الفلسطينيين منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بل يواصل قتلهم واستهدافهم في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات محدودة، بدأت تصل منذ نحو 10 أيام، في تكريس لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين.

وقال م. ف. (46 عاماً): "لدي 5 أبناء يتضورون جوعاً منذ أكثر من شهر، ولا يوجد لدينا أي كمية طحين. نتناول يومياً القليل من الأرز، وعندما سمعت وجود مساعدات من الطحين، مشيت 13 كلم، وفوجئت بإطلاق النار من الجيش الإسرائيلي. لقد أطلق في اتجاهنا قذائف، وكان هناك قتلى وجرحى. نجوت، لكنني لم أحصل على الطحين". 

وبيّن المرصد أن نحو 400 ألف فلسطيني ما زالوا في شمالي وادي غزة، يعيشون مجاعة حقيقية نتيجة الحصار الخانق، ومنع وصول أي مساعدات إلى المنطقة، منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي، حتى إن بعضهم اضطر إلى طحن أعلاف الحيوانات وخلطها بالذرة وعجنها وأكلها، وبعضهم اضطر إلى أكل أوراق الشجر.

وشدّد المرصد على أن المعطيات، التي وثّقها على الأرض، تؤكد استخدام "إسرائيل" التجويع أداةً من أدوات الحرب والضغط السياسي ضد المدنيين الفلسطينيين، وهو ما يندرج ضمن جريمة الإبادة الجماعية، ويتطلب تدابير عاجلة لتمكين الفلسطينيين من الحصول على الطعام والشراب من دون عوائق أو استهداف أو ترهيب.
 
وجدّد المرصد تحميل الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية المسؤولية عن القصور والعجز في إيصال المساعدات الإنسانية، بصورة لائقة وعلى نحو ملائم، لمئات آلاف السكان الذين يعانون جوعاً حقيقيًاً، للشهر الرابع على التوالي، ودان كذلك صمتها عن قتل المدنيين عند محاولتهم استلام المساعدات.
 
وأعاد المرصد الأورومتوسطي التذكير بأن القانون الإنساني الدولي يحظر، بصورة صارمة، استخدام التجويع والتعطيش وسيلةً من وسائل الحرب، ويعدّهما انتهاكاً جسيماً وعقاباً جماعياً محظوراً.

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أعلن، في بيانٍ، أمس الأحد، توثيقه قتل "جيش" الاحتلال الإسرائيلي 94 من أساتذة الجامعات الفلسطينية، إلى جانب مئات المعلمين، وآلاف الطلبة، في إطار جريمة الإبادة الجماعية الشاملة التي يشنّها على قطاع غزّة.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على قطاع غزة، في السابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى نحو 25,105، و62,681 مصاباً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، بينما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا يمكن الوصول إليهم.

اقرأ أيضاً: تقرير إسباني: 8 من كل 10 من شهداء غزة هم من النساء والأطفال

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك