"إسرائيل" نموذجاً.. "فورين أفيرز": واشنطن فاشلة في إدارة علاقتها مع حلفائها
مجلة "فورين أفيرز" الأميركية تؤكد فشل سياسة الولايات المتحدة تجاه "إسرائيل" منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، معتبرةً أن هذه العلاقة ليست سوى مثال على فشل في إدارة واشنطن لعلاقاتها مع حلفائها الذين يعتمدون عليها ولا يستمعون إلى نصائحها.
رأت مجلّة "فورين أفيرز" الأميركية أنّ التوترات بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، على مدى العام الماضي، ليست سوى مثال على مأزق مستمر في السياسة الخارجية الأميركية، وهو "كيفية إدارة الخلافات مع الأصدقاء والحلفاء".
وفي مقالٍ لريتشارد هاس، بعنوان "المشكلة مع الحلفاء"، أشارت المجلّة إلى أنه إذا كان النجاح يُعَرَّف بأنه إقناع "إسرائيل" بتبني المسار الذي تريده واشنطن، فإن السياسة الأميركية تجاه "اسرائيل" منذ الـ7 من أكتوبر لا بد أن يُحكَم عليها بالفشل.
ولفتت المجلّة إلى أنّ ""إسرائيل" تتلقى 3.8 مليار دولار سنويًا في شكل مساعدات عسكرية أميركية، وأن الولايات المتحدة كانت على مدار عقود الداعم الأكثر اعتمادية لـ"إسرائيل"، ورغم ذلك، فقد ظلت واشنطن، مترددة بشكل ملحوظ في مواجهة "إسرائيل" علناً بشأن غزة.
ولم تنفصل إدارة بايدن علناً عن "إسرائيل" إلا بعد أكثر من أربعة أشهر من رفض معظم نصائحها الخاصة، وحتى في ذلك الوقت، كانت تتصرف على الهامش، بحسب المجلّة.
أما التهديد بإيقاف شحن بعض الأنظمة العسكرية إذا شنت "إسرائيل" هجوماً واسع النطاق على مدينة رفح، بعد إيقاف تسليم بعض شحنات الأسلحة في وقتٍ سابق، فلم تتابعه واشنطن لأنها عدّت هجمات "إسرائيل" على رفح "أقل من شاملة".
وانطلاقاً من اثنتين من أكبر الأزمات التي تواجهها الولايات المتحدة في العالم اليوم، هما الحرب في أوكرانيا وفي غزة، رأت المجلّة أنّ السؤال هو "كيف نتعامل على أفضل وجه مع شريك يعتمد على واشنطن ولكنه يقاوم نصائحها في بعض الأحيان".
وفي كلتا الحالتين، خلصت المجلّة إلى أنّ إدارة بايدن استجابت بطريقة صامتة ومرتجلة، وغالباً من دون إظهار الكثير مما يمكن إظهاره.
واعتبرت المجلّة أنّ من عجيب المفارقات، أنّ الإدارة الأميركية الحالية، التي وضعت تحالفات الولايات المتحدة في صميم سياستها الخارجية، وجدت صعوبة بالغة في إدارة الاختلافات التي تنشأ في تلك العلاقات.
ورأت المجلّة أن من الإنصاف القول، إن المشكلة كانت موجودة قبل إدارة بايدن بفترة طويلة، وإنها متأصلة في التحالفات، سواء كانت بحكم القانون أو بحكم الأمر الواقع، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع النزاعات مع الأصدقاء، فإن تفكير واشنطن أقل تطوراً بكثير.
وأشارت إلى أنّ الشبكة المترامية الأطراف من التحالفات التي تمتلكها الولايات المتحدة، يفترض أن تمنحها ميزة كبيرة على الصين وروسيا، ولكن هذه الميزة غالباً ما تكون في الواقع أقل كثيراً مما ينبغي.
وفي ختام مقالته في "فورين أفيرز"، رأى ريتشارد هاس أن الولايات المتحدة يتعين عليها أن تكون مستعدة للعمل بشكل أكثر استقلالية، وأن تنتقد سياسات أصدقائها علناً إذا عدّتها غير حكيمة، وأن تروج لسياسات بديلة من جانبها. وإذا فعلت واشنطن ذلك، فستكون لديها فرصة أكبر لتحقيق ما قد يبدو مستحيلاً، وهو المواءمة بين الحفاظ على مصالحها وعلى علاقاتها في آنٍ واحد.
"إدارة #بايدن لا تتمتع بهذا النفوذ على "إسرائيل" كما يتوقع البعض"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 13, 2024
محرر شؤون الأمن القومي في صحيفة واشنطن تايمز دان بويلان في #المسائية pic.twitter.com/ixqLAoOWwq