"واشنطن بوست": الإسرائيليون سيواجهون في غزة "غابة جهنمية" من الألغام والأنفاق
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تنقل، في تقريرٍ لها، تحليلاتٍ لمسؤولين أميركيين سابقين ومتخصصين بالشأن العسكري، تفيد بأنّ الدخول البري الإسرائيلي المُحتمل لغزّة ستواجهه المقاومة التي تجهّزت له جيداً.
تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في تقريرٍ نشرته الاثنين، خطوة الدخول البري الإسرائيلي لقطاع غزّة، التي يتزايد الحديث عنها، مُشيرةً إلى أنّ الخبراء في حرب المدن يُحذّرون من أنّ "التضاريس التي سيدخلها الجيش الإسرائيلي مزعجة، وأنّ نهاية اللعبة غير مؤكّدة".
ونقلت الصحيفة، عن متخصّصين بالمجالات العسكرية، أنّ الجنود الإسرائيليين الذين يستعدون لهجومٍ بري على قطاع غزة، سيواجهون غابةً جهنمية من المباني والألغام والأنفاق المكتظة، في أثناء قتالهم المقاومة الفلسطينية، وهو "الوضع المحفوف بالمخاطر، والذي يمكن أن يسبب معاناةً إنسانية هائلة، ويجر دولاً أخرى إلى الحرب"، بحسب ما قال مسؤولون ومحللون أميركيون مُطّلعون على الأحداث.
"غزة ستكون مقبرة لغزاتها ورمال #غزة ستبتلع عدوها ودخولهم سيكون فرصة جديدة لمحاسبتهم على جرائهم"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 16, 2023
الناطق العسكري باسم كتائب القسام #أبو_عبيدة بالصوت والصورة #الميادين #طوفان_الأقصى #فلسطين pic.twitter.com/kzPUkmEmQv
وتضمّن تقرير الصحيفة تحليلاً للجنرال المتقاعد في مشاة البحرية الأميركية، كينيث فرانك ماكنزي جونيور، والذي شغل منصب رئيس القيادة المركزية الأميركية سابقاً، قال فيه إنّه يعتقد "أنّ المقاتلين الفلسطينيين سيعودون بقوة، وسيكون الأمر بمثابة حمام دمٍ للجميع"، مُتوقعاً أنّ يستمر القتال "على مدى فترةٍ زمنية أطول كثيراً"، مُشيراً إلى أنّ ذلك يحدث مع "تورط الإسرائيليين في حالةٍ من الفوضى، وعدم القدرة على التنبؤ بحرب المدن".
وقال الخبير في مكافحة الإرهاب، والأستاذ في جامعة "جورج تاون" الأميركية، بروس هوفمان، إنّ التحديات التي سيواجهها الجنود الإسرائيليون في غزّة ستكون "أكبر بصورة كبيرة مما واجهته القوات الأميركية في معركة الفلوجة، في أثناء حربها في العراق".
وذكّر هوفمان بتصريحات الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام، أبي عبيدة، والتي أكّد فيها أنّ المقاومة "قامت بالتحضير والتخطيط، طوال عدّة أعوام، لهجومها على إسرائيل"، مُشيراً إلى توقع المقاومة أن يرد "الجيش" الإسرائيلي بعمليةٍ برية، وأوضح أنّه "أصبح من الحكمة التقليدية أنّه لا يوجد حل عسكري لمواجهة المقاومة".
وصرّح المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع الأميركية، "البنتاغون"، ميك مولروي، بأنّ المقاومة الفلسطينية "أصبحت فعّالةً للغاية" في القتال في المناطق الحضرية، مُشيراً إلى أنّها "استعدت جيداً لدخول القوات الإسرائيلية"، على رغم تفوّق قوات "الجيش" الإسرائيلي وأسلحته ومعداته على تلك الموجودة لدى المقاومة في قطاع غزّة.
الاجتياح البري لغزة.. ما الذي ينتظر الجيش الإسرائيلي؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 12, 2023
تقرير: زهراء ديراني@ZDirani444#طوفان_الأقصى#فلسطين #غزة pic.twitter.com/Z4now4GV4d
وأشار مولروي إلى أنّه "من أجل تطهير المباني والأقبية وشبكة الأنفاق الواسعة، سيتعين على الإسرائيليين إنزال قوات المشاة الخاصة بهم، والقتال بصورة أساسية، وفق قاعدة جندي في مقابل جندي، ومن مبنى إلى مبنى، في المناطق المبنية".
وتوقّع المسؤول السابق في "البنتاغون" أن تدخل القوة الهجومية الرئيسة لـ"جيش" الاحتلال عبر معبر "إيرز" لشمالي قطاع غزّة، وهو المعبر الموجود في أقصى الطرف الشمالي مِن القطاع، وكانت المقاومة اقتحمته وقتلت وأسرت الموجودين فيها.
وقال مولروي، في تحليله، إنّ القوات، التي يُحتمل أن تتقدم، ستشمل دباباتٍ قتالية وناقلات جندٍ مُدرعة، مُضيفاً أنّ "الجيش" الإسرائيلي قد يحاول أيضاً التوغّل في قطاع غزّة من الشرق، الأمر الذي سيؤدي فعلياً إلى "تقسيم المنطقة إلى قسمين، بهدف الحد مِن قدرة المقاومة على نقل المقاتلين والمعدات".