"فورين بوليسي": ركائز واشنطن في الشرق الأوسط هشّة وغير مجدية

مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية تشير إلى أنّ حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط يحاولون رسم مساراتهم الخاصة، مُتجاهلين بشكلٍ صارخ المصالح الأساسية للولايات المتحدة.

  • ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برفقه الرئيس الأميركي جو بايدن (أرشيف)
    ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برفقه الرئيس الأميركي جو بايدن (أرشيف)

ذكرت مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية في تقريرٍ، اليوم الخميس، أنّ الولايات المتحدة الأميركية خسرت ركائزها الأربع في الشرق الأوسط والتي اعتمدت عليها طوال الأعوام الـ50 الماضية، وهي (السعودية، الاحتلال الإسرائيلي، تركيا، ومصر).

وقالت المجلة إنّ "واشنطن عملت مع واحدة أو أكثر من هذه الجهات لاحتواء الأزمات الدائمة التي تجتاح الشرق الأوسط، وحتى عندما أشعلت هذه الركائز الأزمات سواء السعودية في اليمن أو "إسرائيل" في لبنان أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو تركيا في العراق وسوريا بقي التنسيق بين الطرفين حاضراً".

ولفتت المجلة إلى أنّ زعماء السعودية والاحتلال الإسرائيلي وتركيا ومصر حاولوا رسم مساراتهم الخاصة، مُتجاهلين بشكلٍ صارخ المصالح الأساسية لواشنطن، وهم يعتقدون أنّ العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية الوثيقة مع روسيا، أو الصين، أو الهند، أو مع بعضها البعض - علناً أو سراً - ستوفّر لهم بدائل مناسبة عن الولايات المتحدة.

وشددت "فورين بوليسي" على أنّ الركائز الأربع التقليدية التي تقوم عليها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أصبحت الآن هشّة للغاية، بحيث لا يمكن الاعتماد عليها مطلقاً، معقبةً أنّ هذه الركائز توقفت في الغالب عن التعاون مع الولايات المتحدة بشأن أولوياتها الإقليمية.

وكذلك، تبدّدت العوامل التاريخية التي عززت العلاقات مع الولايات المتحدة، ومن المفارقات، وفق المجلة، أنّ "الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يتمتّع اليوم بعلاقاتٍ شخصية أكثر دفئاً مع زعماء "إسرائيل" والسعودية وتركيا مقارنةً بعلاقات هؤلاء القادة مع الرئيس الأميركي، جو بايدن".

وأوضحت المجلة أنّ الدور الذي أدّاه النفط في السابق تغيّر بشكلٍ كبير، فالولايات المتحدة لم تعد القوّة الخارجية الوحيدة التي لها مصلحة اقتصادية في الخليج. فقد أقامت القوى الآسيوية، مثل الصين والهند وغيرهما، أو أعادت تأسيس علاقات اقتصادية وتجارية مُعقدة مع منطقة الخليج. ومن الطبيعي أن يجلب النشاط الاقتصادي الآسيوي المتزايد مكانةً سياسية وعسكرية أكبر.

وعن موضوع تطبيع العلاقات بين السعودية و"إسرائيل"، وصفت المجلة هوس إدارة الرئيس بايدن الذي يتوسّط بين السعودية و"إسرائيل" لإضفاء الطابع الرسمي على تطبيعهما بـ"الأمر العبثي"، الذي لن يفيد الولايات المتحدة سياسياً أو استراتيجياً على المدى الطويل، وفق تعبيرها.

كذلك، ذكرت أنّ على الولايات المتحدة أن تعيد تقييم علاقاتها مع السعودية و"إسرائيل" وتركيا ومصر، "إذ عليها أن تحدّ من وجودها العسكري في المنطقة"، وهنا تتساءل المجلة عن جدوى وجود قواعد جوية أميركية كبيرة في الكويت وقطر والإمارات.

وأشارت إلى أنّ النوايا الحسنة في الشرق الأوسط تجاه الولايات المتحدة بدأت تتضاءل، متابعةً أنّ احتضان أميركا لـ"إسرائيل" أدّى إلى تعميق واتساع اغتراب العديد من العرب عن الولايات المتحدة، إذ تؤكد استطلاعات الرأي في جميع أنحاء المنطقة اليوم وجهات النظر السلبية للسياسات الأميركية في الشرق الأوسط وأميركا نفسها.

وشددت "فورين بوليسي" على أنّ نظام الحكم الديمقراطي في أميركا يتعرّض للتحدي والتآكل.

وقبل أيام، ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، أنّ بعض كبار حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يقتربون من مدار الصين وروسيا، ما يزيد من تعقيد الجغرافيا السياسية التي "انقلبت رأساً على عقب" بسبب حرب أوكرانيا.

اقرأ أيضاً: "واشنطن بوست": عصر الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط انتهى

اخترنا لك