"تغييرات خطرة للغاية".. رئيس حكومة فرنسا يحذّر من أثر فوز اليمين في دعم أوكرانيا
بالتوازي مع إقرار العقوبات الأوروبية الجديدة ضدّ روسيا، رئيس الحكومة الفرنسية يحذّر من أنّ جزءاً كبيراً من الدعم الذي تقدّمه باريس إلى كييف سيتوقّف، في حال فوز حزب التجمّع الوطني في الانتخابات البرلمانية المبكرة المرتقبة.
أفاد مصدر أوروبي مطّلع، اليوم الخميس، بأنّ حزمة العقوبات الجديدة التي أقرّها الاتحاد الأوروبي ضدّ روسيا ستدخل حيّز التنفيذ في الـ24 من حزيران/يونيو الحالي.
وأشار المصدر لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية، إلى أنّ مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي سيوافق على الحزمة الـ14 من العقوبات ضدّ موسكو خلال اجتماعه بعد 4 أيام، ليُنشر القرار بعد ذلك في الجريدة الرسمية للاتحاد، في اليوم نفسه.
وبالتوازي مع إقرار العقوبات الأوروبية الجديدة ضدّ روسيا، حذّر رئيس الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال، من أنّ جزءاً كبيراً من الدعم الذي تقدّمه باريس إلى كييف سيتوقّف، في حال فوز حزب التجمّع الوطني، الذي ينتمي إلى أقصى اليمين، في الانتخابات البرلمانية المبكرة.
وأكد أتال، خلال مؤتمر صحافي، أنّ "تغييراتٍ خطرةً للغاية" ستحصل في حال فوز "التجمّع الوطني"، الذي تتزعّمه مارين لوبان، المنافسة الأبرز للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
في المقابل، دعا رئيس حزب "التجمّع الوطني"، جوردان بارديلا، أنصاره إلى منح حزبه وحلفائه فوزاً ساحقاً في الانتخابات المبكرة من أجل تمكينه من الحكم.
وفي تصريحات سابقة، قال بارديلا: "من يصدّق أنّنا سنكون قادرين على تغيير الحياة اليومية للشعب الفرنسي بالتعايش مع الأغلبية النسبية؟ لا أحد. أقول للشعب الفرنسي: لتجربة حكمنا، نحتاج إلى أغلبية مطلقة".
وجاءت هذه التصريحات قُبيل بدء الانتخابات النيابية المبكرة المرتقبة في فرنسا، والتي تأتي بعد حلّ ماكرون الجمعية الوطنية، في الـ9 من هذا الشهر، على خلفية النتيجة "التاريخية" التي حقّقها حزب لوبان في انتخابات البرلمان الأوروبي، والتي شهدت تقدّماً لأحزاب أقصى اليمين.
وستجري الدورة الأولى للانتخابات النيابية المبكرة في فرنسا في الـ30 من حزيران/يونيو الحالي، أما الثانية ففي الـ7 من تموز/يوليو المقبل. وبرّر ماكرون خطوته هذه بأنّه "قرّر أن يعطي الفرنسيين مستقبلهم البرلماني مرةً أخرى عن طريق التصويت".
أوكرانيا.. الخاسر الأكبر إلى جانب ماكرون
وأثارت النتائج المحتملة للانتخابات المرتقبة في فرنسا مخاوف بشأن دعم باريس لكييف، مع ترجيح خسارة ماكرون، الذي يُعدُّ أحد أقوى المؤيدين الأوروبيين لأوكرانيا.
وعلى الرغم من أنّ الانتخابات الوشيكة، مهما كانت نتائجها، لن تؤثّر بالضرورة في السياسات الخارجية الفرنسية الحالية، لأنّها من صلاحيات الرئيس، فإنّ التعقيد الهائل وخطورة سياسات الحرب التي يروّج لها الأخير وتداعياتها من المفترض "أن تتطلّب اهتمامه الكامل".
وبدلاً من أن يولي ماكرون كلّ اهتمامه لهذه السياسات، من المرجّح أن يتشتّت انتباهه بسبب الانتخابات التي دعا إليها، بحسب موقع "Responsible Statecraft"، الذي أوضح أنّ أوكرانيا هي الخاسر الأكبر الآخر في انتخابات البرلمان الأوروبي في فرنسا.
وحتى لو حظيت أوكرانيا بدعم مستقرّ في الوقت الحالي في ظلّ رئاسة ماكرون، فإنّ المدة التي قد تستمرّ فيها هذه الحالة، وما إذا كانت ستمتدّ إلى مرحلة ما بعد الحرب تظلّ "غير مؤكدة"، ولا سيما في ضوء إحجام لوبان في الماضي عن دعم كييف، وفقاً لما ذكره الموقع.
إلى جانب ذلك، من الآثار الأخرى طويلة الأمد للانتخابات الأوروبية بالنسبة لأوكرانيا هي حالة "عدم اليقين المتزايدة التي سيجلبها صعود لوبان لتطلّعات أوكرانيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي"، كما أضاف الموقع.