يسار فرنسي منقسم على نفسه أمام تحدي الإنتخابات الرئاسية
التنافس الإنتخابي بين أطراف اليسار وتوزع الكتلة الإنتخابية بين المرشحين الذي سيصل عددهم إلى 7 أو أكثر، سيقدّم فرصة ذهبية إما لليمين المتطرف أو لليمين التقليدي للنفاذ إلى الدورة الثانية من الإنتخابات.
بشعارات تدغدغ الشريحة الأوسع من الفرنسيين لناحية العدالة وتوزيع الثروة، أطلقت مرشحة الحزب الإشتراكي للإنتخابات الرئاسية، آن هيدالغو، حملة إنتخابية إنطلاقاً من مدينة ليل في الشمال.
بكلمات تحذيرية من نتائج التفاوت الإجتماعي وإنعكاسها عل تراجع الجمهورية، إختارت هيدالغو مخاطبة قاعدتها الإنتخابية الإشتراكية التي تتنازعها تيارات عديدة وعواطف متناقضة، سيما في وجود مرشحين يساريين يحاولون إستقطاب شرائح اليسار الفرنسي.
هيدالغو التي تحمل أرثاً ثقيلاً بسبب تراجع الحزب الإشتراكي وهزيمته المدوية أمام إيمانويل ماكرون واليمين المتطرف قبل خمس سنوات، تعتقد أن فرنسا كجمهورية "تتفكك عندما لا يعود بإمكانها أن تعد بمستقبل أفضل لأطفالها، في مواجهة تغير المناخ الناجم عن عمل الإنسان، و لا تقدم سوى التقاعس عن العمل أو الازدراء. الأزمة البيئية هنا، نحن هناك ، ولا شيء يتم القيام به".
ترشح هيدالغو، وهي رئيسة بلدية باريس، في موازاة مرشحين أخَرين من اليسار، يفتح الباب أمام مزيد من التشرذم والضعف لليسار الفرنسي، إلى درجة أن مستشارة رئيس حزب البيئة، ساندرين روسو، ناشدت هيدالغو وضع يدها في يد حزبها والتعاون في المشروع البيئي الإجتماعي لخوض معركة الرئاسة.
لكن الحزب الإشتراكي عموماً، الذي تضعه الإستطلاعات العامة خلف حزب البيئة، لا يصغي لمثل هذه الدعوات ويريد من اطراف اليسار أن تنظم إليه ودعم هيدالغو في الإنتخابات المقبلة.
وأظهرت إستطلاعات رأي في أوساط البيئة اليسارية، أن 66% يأملون خوض الإنتخابات الرئاسية بمرشح مشترك وتقديم تنازلات من جميع الأطراف، حيث تبين التقارير أن إتحاد اليسار ممكن أن ينتزع من 25 إل 29% من أصوات مجموع الناخبين.
إستطلاعات الرأي تقدّم زعيم فرنسا غير الخاضعة جان لوك ميلونشون كمرشح يحظى بأوسع نسبة تأييد في البيئة اليسارية كمنافس صاحب مشروع جذري يلبّي تطلعات اليسار، بينما تتقارب نسب تأييد هيدالغو والبيئي يانيك جادو بين ناخبي اليسار. مرشحو الحزب الشيوعي واليسار الأقص كمناهضي الرأسمالية والقوة العمالية تتفاوت نسبة تأييدهم بين 4 و 1%.
التنافس الإنتخابي بين أطراف اليسار وتوزع الكتلة الإنتخابية بين المرشحين الذي سيصل عددهم إلى 7 أو أكثر، سيقدّم فرصة ذهبية إما لليمين المتطرف أو لليمين التقليدي للنفاذ إلى الدورة الثانية من الإنتخابات في مواجهة ماكرون عل الأرجح وخسارة إمكانية عودة اليسار كلاعب أساسي في فرنسا.