"وول ستريت جورنال": خلاف أميركي - أوكراني حول استراتيجية الهجوم المضاد
"الجانبان الأميركي والأوكراني لا يزالان على خلاف بشأن كيفية قلب الطاولة على الروس في الوقت المحدود المتاح لهم قبل حلول فصل الشتاء"، تؤكد صحيفة أميركية.
تحدث تقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الخميس، عن "نقاش حاد" انخرط فيه المسؤولون الأميركيون والأوكرانيون، وراء الكواليس، استمرّ أسابيع، بشأن استراتيجية وتكتيكات إحياء هجوم كييف المضاد، والذي يمضي بوتيرة بطيئة جداً.
ويشير التقرير إلى أنّ المسؤولين العسكريين الأميركيين يحثون الأوكرانيين على العودة إلى التدريب المشترك على الأسلحة، الذي تلقوه في قواعد الحلفاء في أوروبا، من خلال تركيز قواتهم لمحاولة اختراق الدفاعات الروسية، والدفع بها نحو بحر آزوف.
وقد أجرت كييف بعض التعديلات في الأسابيع الأخيرة على تكتيكاتها الهجومية، لكن الجانبين "لا يزالان على خلاف حول كيفية قلب الطاولة على الروس في الوقت المحدود المتاح لهم قبل حلول فصل الشتاء"، تضيف الصحيفة.
ومع ذلك، لا تزال هناك انقسامات عميقة حول استراتيجية الولايات المتحدة.
فعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، حثّت القوات الأوكرانية على حشد قواتها والتركيز في منطقة شمال توكماك في الجنوب، لاختراق الخط الأول من الدفاعات الروسية، والذي يُعرف عموماً بأنه "الخط الأصعب".
اقرأ أيضاً: تقرير: بعد فشل هجوم أوكرانيا.. مسؤولون غربيون "نادمون" على تضييع فرصة التفاوض مع روسيا
"أنت لا تفهم طبيعة هذا الصراع"
وكشف التقرير أنّ الجنرال فاليري زالوجني، قائد القوات المسلحة الأوكرانية، ردّ في أحد التفاعلات على أحد المسؤولين الأميركيين، حسبما روى مسؤول أميركي، قائلاً: "أنت لا تفهم طبيعة هذا الصراع".
وأضاف في ردّه أنّ "هذه ليست عملية مكافحة تمرد.. هذا كورسك"، في إشارة إلى المعركة الكبرى في الحرب العالمية الثانية بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي.
ومن جهة أخرى، تستند الرواية الأميركية إلى حسابات مفادها أن زيادة المعدات التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا كافية لهذا الهجوم، ومن غير المرجح أن تتكرر في أي وقت بالقرب من نفس المستوى.
إذ قال مسؤول أميركي سابق خلال الاجتماعات مع الأوكرانيين: "لقد بنينا هذا الجبل الفولاذي للهجوم المضاد. لا يمكننا فعل ذلك مرة أخرى"، تؤكد الصحيفة.
وفي حين أن هناك وجهات نظر مختلفة داخل الحكومة الأميركية، قال أحد المسؤولين إنّ واشنطن "نقلت إحباطاً خطيراً" من استراتيجية أوكرانيا، وخاصة تركيز الرئيس فولوديمير زيلينسكي على باخموت، والذي يراه بعض الضباط الأوكرانيين مفيداً لبناء الروح المعنوية وإنشاء منطقة عازلة في الشرق.
ضرورة الحدّ من الخسائر الأوكرانية
ويقول الأوكرانيون إنّ "الحدّ الأدنى من الخسائر البشرية ضروري للحفاظ على إمكاناتهم القتالية على المدى الطويل"، لكنّ مسؤولين أميركيين يقولون إنّ "هجمات الوحدات الصغيرة الأوكرانية على جبهات ضيقة تبطئ الهجوم، وتمنح الروس فرصة أكبر للردّ، بما في ذلك عبر الألغام التي يتمّ نشرها من خلال الضربات المدفعية والوحدات المسلحة بالقذائف الصاروخية".
وفي حين يحذر مسؤولون غربيون من تبديد جهودهم، قام الأوكرانيون بتعديل في استراتيجيتهم، واتخذوا موقفاً دفاعياً في الجزء الشرقي من زاباروجيا، ما مكّنهم من الحفاظ على قواتهم للهجوم الرئيسي في أماكن أخرى، والحدّ من إنفاقهم على المدفعية.
لكن واشنطن ترى أنّ الأوكرانيين ما زالوا منتشرين بشكل ضعيف للغاية، بحيث لا يمكنهم التقدّم جنوباً مع انتشار ألوية عديدة في الشرق، وما زالوا لا يجمعون بين استخدام المدفعية والوحدات الآلية وجهود إزالة الألغام.
وبحسب تقرير "وول ستريت جورنال"، أثار الوضع الحالي مخاوف من أن معركة أوكرانيا ضدّ روسيا قد تدخل في طريق مسدود.