"وول ستريت جورنال": أبو ظبي تهدّد بإلغاء صفقة "أف - 35"مع واشنطن
بعد مرور أشهر على صفقة طائرات "أف - 35"، التابعة لشركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، الإعلام الأميركي يتحدث عن تهديدات أرسلتها الإمارات إلى واشنطن بشأن إلغاء الصفقة التي تبلغ قيمتها 23 مليار دولار.
ذكرت وسائل إعلام أميركية، اليوم الثلاثاء، أنّ الإمارات أرسلت تهديداً إلى الولايات المتحدة، محذّرة من الانسحاب من صفقة طائرات "أف - 35"، وطائرات مسيّرة، بقيمة 23 مليار دولار.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنّ "الإمارات هددت أيضاً بالانسحاب من صفقة طائرات مسيّرة من طراز ريبر وذخائر متطورة أخرى".
وبحسب المسؤولين، فإنّ "الإمارات أبلغت إلى واشنطن أيضاً عزمها إنهاء الصفقة، لأن المتطلبات الأمنية التي وضعتها لحماية الأسلحة العالية التقنية من التجسس الصيني مرهقة للغاية".
ورجّحت "وول ستريت جورنال" أن يكون التهديد الإماراتي "خطوةً تفاوضية عشية زيارة مقرَّرة، غداً الأربعاء، لوفد عسكري إماراتي للبنتاغون لمدة يومين من أجل إجراء محادثات"، بحيث "كشف المسؤولون الأميركيون أنّ الرسالة كتبها مسؤول صغير نسبياً في الحكومة الإماراتية، الأمر الذي يشير إلى أنها كانت تكتيكاً تفاوضياً قبل الاجتماع"، وفق الصحيفة.
في المقابل، أشار مسؤولون آخرون إلى أنّه "على الرغم من أنّ لدى الولايات المتحدة مخاوف أمنية مشروعة، فإنه كان هناك حرص على إنقاذ الصفقة".
وبحسب الصحيفة نفسها، فإنّ "المسؤولين الأميركيين أقرّوا باستلام الرسالة والمخاوف الإماراتية. ومع ذلك، ازداد قلقهم بشأن نفوذ الصين داخل الإمارات. لذلك، حددت واشنطن الشروط التي من شأنها أن تضمن أن الجيل الخامس من المقاتلات النفاثة والطائرات من دون طيار المتقدمة لن تكون عُرضة للتجسس الصيني".
وأكد المسؤولون الأميركيون أنّ "لدى واشنطن بعض الأسئلة، وهو أمر طبيعي بالنسبة إلى صفقات الأسلحة الكبيرة"، وأعربوا عن "أملهم في تجاوز الاختلافات من خلال الحوار العسكري المشترك"، وفق الصحيفة.
يُذكَر أنّ "صفقة بيع 50 طائرة من طراز "أف - 35"، من صنع شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، والتي أخطر البيت الأبيض الكونغرس بنيته بيعها للإمارات في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر 2020، تباطأت وسط مخاوف في واشنطن من علاقة أبو ظبي بالصين، بما في ذلك استخدام تكنولوجيا الجيل الخامس من شركة "هواوي" الصينية في الإمارات.
وكانت "إسرائيل" رافضة في البداية اتفاق البيع المرتقب، لكنها تخلت عن معارضتها له بعد حصولها على ما قالت إنه ضمانات أميركية بأن "إسرائيل" ستحتفظ بتفوقها العسكري.
وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قال مسؤول أميركي إنّ الولايات المتحدة تنوي السير قُدُماً في الصفقة، لكن لا بدّ من تفاهم واضح على "الالتزامات الإماراتية".
وكانت إدراة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وافقت على بيع طائرات "أف - 35" الأميركية للإمارات، بعد أن قامت الإمارات بتطبيع علاقاتها بـ"إسرائيل" في 15 أيلول/سبتمبر 2020. وقالت إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن إنها ستَمضي قُدُماً في تنفيذ الصفقة التي أبرمها ترامب، والتي كان جمدها فور تسلُّمه منصبه رئيساً للولايات المتحدة.
ووقعت الإمارات مع الولايات المتحدة اتفاق شراء 50 طائرة "أف - 35"، قبل لحظات من تنصيب بايدن رئيساً لأميركا.