وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي: يجب الاستعداد للحرب في كل الساحات في آنٍ واحد
وزير الأمن في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، يؤكّد "نهاية حقبة المواجهات المحدودة"، ويشير إلى "وجوب الاستعداد للحرب في كل القطاعات، في آنٍ واحد".
-
وزير الأمن في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت
قال وزير الأمن في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم الخميس، إنّه "يجب الاستعداد للحرب في كل القطاعات في آنٍ واحد".
وأوضح غالانت، بحسب الإعلام الإسرائيلي، أنّ على جيش الاحتلال الاستعداد لـ"حرب متعددة الساحات، يكون فيها تهديد أمني حقيقي ممكناً في جميع القطاعات، وفي الوقت نفسه".
وأضاف أنّ "هذه نهاية حقبة المواجهات المحدودة"، قائلاً إنّ "العمل كان، طوال أعوام، على افتراض إمكان قيام مواجهات محدودة، لكن هذه ظاهرة آخذة في الاختفاء. اليوم، هناك ظاهرة بارزة، وهي اندماج الساحات".
وكان الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، "أمان"، أهارون زئيفي فركاش، حذّر من خوض حرب متعددة الجبهات بعد بدء التصعيد العسكري قبل أسبوعين.
وحذّر من أنّ الولايات المتحدة الأميركية قد لا تزود "إسرائيل" بالسلاح في أي حربٍ مقبلة، بحسب ما قاله في بودكاست نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس".
وجاءت تصريحاته في إشارة إلى عمليات الإطلاق الصاروخية الأخيرة من غزة وجنوبي لبنان وسوريا، والتي حدثت جميعها خلال أيام قليلة، رداً على استمرار العدوان الإسرائيلي على المصلين الفلسطينيين، وتجدد الاقتحامات للمسجد الأقصى.
وقال زئيفي فركاش، بحسب معلومات استخبارية، إنّ "إيران وحزب الله والفلسطينيين يؤسسون محوراً هائلاً متعدد الجبهات في المنطقة"، مؤكداً أنّ السياسيين الإسرائيليين، بمن فيهم الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء، "غافلون عن هذه المعلومات".
وأضاف أن "هذه واحدة من المرات القليلة التي نطلب فيها من المستوى السياسي الحذر من حرب كبيرة محتملة". وربط هذا التحذير بالأزمة السياسية الداخلية الجارية في "إسرائيل" نتيجةً لأزمة التعديلات القضائية المستمرة.
وقبل أيام، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تقديرات في المؤسستين الأمنية والعسكرية الإسرائيليتين، تفيد بأنّ التصعيد المقبل في قطاع غزة سيؤدي إلى تصعيدٍ في الشمال.
وقالت "أخبار إسرائيل"، عبر قناتها في موقع "تيلغرام"، إنّ "حماس راكمت قوةً كافيةً في الشمال من أجل أن تُطلق عشرات القذائف الصاروخية من لبنان نحو الجليل، ومئات القذائف الصاروخية من غزة نحو الجنوب والوسط".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت، الخميس الماضي، عشية إحياء يوم القدس العالمي، عن مخاوف الاحتلال والإحباط من الأحداث التي قد تجري، مؤكدةً نشر الاحتلال بطاريات القبة الحديدية لديه، واستدعاء الجنود خشية إطلاق صواريخ من سوريا أو من لبنان.
وفي السياق، قال اللواء الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك، في مقال له في صحيفة "معاريف"، إنّ "إسرائيل" مع ولاية رئيس الأركان ووزير الأمن السابق بيني غانتس، شهدت تهديداً متعاظماً وصل إلى أبعاد لم تعرفها مسبقاً.
ويعود ذلك، وفق المقال، بسبب مئات آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية الموجودة حول "إسرائيل"، وعشرات الآلاف من مقاتلي العدو المجهّزين بأسلحة ضد الدروع ومدفعية، وقوات حليفة لإيران "تراكم قوة كبيرة في سوريا واليمن والعراق".
وأكد بريك أنّ "الجاهزية العملياتية للجيش وللجبهة الداخلية للحرب المقبلة تعاني ضعفاً مستمراً، وجيش البر في الاحتياط لم يتدرب وخسر كفاءته"، مشيراً إلى أنّ رئيس الأركان السابق، أفيف كوخافي، "قلّص عديد جيش الاحتياط، وغابت أنشطة التدريب خلال ولايته"، الأمر الذي أدّى إلى "عملية انحلال وعدم قدرة أداء وظيفي ملائم للجيش في الحرب المقبلة، متعددة الساحات".
وأضاف: "نسي غانتس أنه ليس بالشعارات يتنصرون في الحروب"، مضيفاً: "قد نواجه حرباً إقليمية، يُطلق فيها نحو الأراضي الإسرائيلية نحو 3500 صاروخ وقذيفة صاروخية وطائرات مسيّرة في كل يوم، في الجبهة الداخلية، وستسبب تدمير مئات المواقع يومياً، مع خسائر قاسية ودمار رهيب".
وأشار إلى أنّ "إطلاق الصواريخ، والقذائف الصاروخية، والطائرات المسيّرة من جانب العدو، سيستمر طوال أيام الحرب، بينما مخازن إسرائيل محدودة، وستصمد فترة قصيرة. وبدلاً من إعداد الجيش لحرب، انهمك السياسيون بالصورة، وليس بالجوهر".
وفي ختام المقال، أكّد أنّ "ردّاً شديداً وغير محسوب من إسرائيل يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حربٍ إقليمية شاملة"، علماً بأنّ جيش الاحتلال والجبهة الداخلية "لم يُعِدّا نفسيهما لها".