واشنطن ترفض ادعاء نتنياهو بأن التهديدات الأميركية أجبرته على قبول الاتفاق مع لبنان

مسؤولون أميركيون يرفضون الاتهامات الإسرائيلية لإدارة بايدن بأنها هدّدت باتخاذ إجراءات قاسية إذا لم تقبل "إسرائيل" اتفاق وقف إطلاق النار، ويقولون إنه لم يكن هناك تهديد، بل مجرد محاولة وساطة نجحت في سد الفجوات بين الطرفين ودفعهما إلى اتفاق.

0:00
  • مسؤولون أميركيون ينفون الادعاءات الإسرائيلية بأن واشنطن هددت
    مسؤولون أميركيون ينفون الادعاءات الإسرائيلية بأن واشنطن هدّدت "إسرائيل" لوقف إطلاق النار

أقرّت صحيفة "هآرتس" أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وواشنطن قدّما روايات متناقضة خلال اليوم الأخير حول شدة الضغوط الأميركية التي أدت إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحزب الله يوم الثلاثاء.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن إدارة بايدن هدّدت باتخاذ إجراءات قاسية إذا لم تقبل "إسرائيل" اتفاق وقف إطلاق النار، ولكنّ المسؤولين الأميركيين رفضوا هذا الاتهام، وقالوا إنه لم يكن هناك تهديد، بل مجرّد محاولة وساطة نجحت في سد الفجوات بين الطرفين ودفعهما إلى اتفاق، بحسب الصحيفة.

وأشارت إلى أن مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدّموا في اليوم الأخير إحاطات للصحافيين بهدف زيادة الدعم الشعبي لوقف إطلاق النار. وخلال هذه الإحاطات، زعموا أن هناك تهديدين واضحين أطلقتهما الولايات المتحدة.

أولاً، قال مساعدو نتنياهو إن "إسرائيل" مهدّدة بحظر الأسلحة الأميركية إذا استمر القتال في لبنان، ولكن إدارة بايدن نفت ذلك بشدة.

وثانياً، قالوا إنه إذا لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق في الشمال، فإن واشنطن كانت لترفض استخدام حقّ النقض ضدّ قرارات مجلس الأمن، وهذا أيضاً ما نفاه الأميركيون.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ مسؤولين أميركيين قدّموا عصر أمس الثلاثاء إحاطة للصحافيين الإسرائيليين لنفي هذين الادعاءين. وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية إنه لم يكن هناك في أي مرحلة تهديد أميركي بالامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن لمصلحة "إسرائيل" في سياق المفاوضات بشأن اتفاق في الشمال.

وأضافت: "ترى الإدارة الأميركية أن المزاعم الإسرائيلية هي محاولة من جانب نتنياهو لتخفيف حدة الانتقادات الموجّهة إلى الصفقة من جانب اليمين الإسرائيلي من خلال خلق انطباع زائف بأن الاتفاق كان إملاء أميركياً فرض عليه. وفي الواقع، قال مسؤولون أميركيون إن نتنياهو كان شريكاً كاملاً في صياغة الاتفاق، من دون الحاجة إلى أي تهديدات أميركية".

ووفقاً للصحيفة، يعتقد مسؤولون في الإدارة أن أحد الاعتبارات التي أثّرت في نتنياهو كانت رغبته في تهدئة جبهة واحدة على الأقل في الحرب قبل تولّي ترامب منصبه. وقد قالوا إن الرغبة في الحفاظ على علاقات جيدة مع ترامب كان لها تأثير أكبر فيه من أي تهديد من جانب بايدن.

ورأت أن الحقيقة تكمن في مكان ما بين هذه القصص المتناقضة؛ فأميركا لم تهدد صراحة قط بوقف شحنات الأسلحة بشكل كامل أو التوقّف عن الدفاع عن "إسرائيل" في المحافل الدولية إذا لم تقبل الاتفاق..

أما بالنسبة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فحتى من دون تهديد من الإدارة الأميركية، تدرك "إسرائيل" أن بايدن قد يأمر ممثّله هناك في أي لحظة بعدم استخدام حق النقض، وفقاً للصحيفة. وقد أثّر هذا الاحتمال وسيستمر في التأثير في حسابات نتنياهو في الشهرين المتبقيّين حتى انتهاء ولاية بايدن.

ورجحت أن يؤدي بقاء بايدن في البيت الأبيض حتى تنصيب ترامب إلى توترات وصراعات إضافية بين الحكومتين الإسرائيلية والأميركية، وخصوصاً في ما يتعلق بغزة. وترغب إدارة بايدن في الاستفادة من إنجازها الدبلوماسي في لبنان للدفع نحو وقف إطلاق النار الفوري في غزة أيضاً، ولكن على النقيض من اتفاق لبنان، الذي لم يشكّل في أي وقت تهديداً لاستقرار الائتلاف الحاكم الذي يرأسه نتنياهو، فإن الاتفاق الذي ينهي الحرب في غزة قد يؤدي إلى انسحاب الوزيرين اليمينيين المتطرفين بن غفير وسموتريتش.

وتابعت: "قال مسؤول أميركي كبير إن هذا الخوف يؤثّر في قرارات نتنياهو أكثر من أيّ تهديد من واشنطن، وهو ما أعاق التوصّل إلى اتفاق بشأن تحرير الرهائن وإنهاء الحرب. وهذه القضية، أكثر من الحرب في لبنان، قد تدفع الإدارة إلى اتخاذ خطوات أخرى ضد إسرائيل قبل انتهاء ولاية بايدن".

اقرأ أيضاً: "هآرتس": وقف إطلاق النار في لبنان يجب أن يدفع لإيقاف الحرب في غزة

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك