"واشنطن بوست": النخب الأوروبية لن تتمكن من تجاوز العاصفة الشعبوية

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقول إن الدعم الغربي لأوكرانيا لم يحقق الاستقرار السياسي في القارة، وتشير إلى أن الأحداث الأخيرة في فرنسا وهولندا تظهر أن الواقع مختلف تماماً.

  • "واشنطن بوست":  في فرنسا غضب المتظاهرين النقابيين وغيرهم من إصلاحات معاشات التقاعد

تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم الجمعة، عن الاحتجاجات المشتعلة في بعض الدول الأوروبية، قائلةً إن الغرب يمر بعصر شعبوي شبيه بالعصر الديمقراطي الاجتماعي الذي حدد القرن العشرين.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الإجماع الأوروبي حول موضوع دعم أوكرانيا والشعور بالاستقرار السياسي في القارة خاطئ، لافتةً إلى أن الأحداث الأخيرة في فرنسا وهولندا تظهر أن الواقع مختلف تماماً.

وأضافت أن الاحتجاجات الشعبوية هزت كلا البلدين في الأشهر الأخيرة، مشيرةً إلى أن النخب الغربية افترضت أنها "يمكنها تجاوز هذه العاصفة الشعبوية". إلا أن الوضع الراهن، بحسب الصحيفة، "سيتطلب التكيف أكثر بكثير من الصبر، سيتطلب تغيير حقيقي وجوهري".

ووفقاً للتقرير، في فرنسا غضب المتظاهرين النقابيين وغيرهم من إصلاحات معاشات التقاعد التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفي هولندا، احتج المزارعون على قوانين المناخ الجديدة التي أصدرتها الحكومة، والتي من شأنها أن تقلل بشكل كبير من تربية الماشية وتجبر العديد منهم على التوقف عن العمل.

وقالت الصحيفة إن الجمهوريين المحافظين سيتعرضون على وجه الخصوص لـ"ضغوط شديدة" لمواصلة دعم حكومة ماكرون، حيث يواصل ناخبوهم الانجراف نحو حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان.

وتعاني فرنسا وهولندا من نفس المشكلة، ووفقاً للتقرير، فإن "قاعدة ناخبين حضرية مريحة تبدو غير مستعدة للتنازل".

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن دعم ماكرون يأتي أيضاً من مناطق مزدهرة في فرنسا، مشيرةً إلى أن هامشه الكبير على زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان العام الماضي جاء إلى حد كبير من مناطق حضرية مثل إيل دو فرانس في باريس، والمشرعون الذين يدعمون حكومته يأتون بشكل غير متناسب من تلك المناطق.

تماماً مثل الهولنديين، بحسب التقرير، لم يُظهر ماكرون ولا أشد مؤيديه أي اهتمام بالمساومة لتهدئة المعارضة.

وأضافت الصحيفة في تقريرها أن هذا التعنت يعزز المشاعر الشعبوية في جميع أنحاء القارة، موضحةً أن الناس الغاضبين من الوضع الراهن يتجهون إلى الأحزاب المتطرفة عندما يرون أنه لا توجد فرصة لإصلاح جدي من الداخل. وهذا بدوره يشجع قادة تلك الأحزاب على "تكثيف انتقاداتهم" للحفاظ على دعمهم.

وبحسب الصحيفة فإن الدول الأوروبية الأخرى تظهر علامات مماثلة من التوتر، مثلاً تجري كل من فنلندا وبلغاريا الانتخابات في 2 نيسان/أبريل، ويمكن أن تحتل الأحزاب الشعبوية المركز الأول في كلا المكانين.

ووفقاً لما جاء في التقرير، يتصدر حزب الحرية اليميني المتطرف الآن استطلاعات الرأي في النمسا.

وفي البرتغال، حقق حزب "تشيجا" الشعبوي اليميني المتطرف "كفى" استطلاعات الرأي الآن عند مستوى قياسي بلغ 14%، بينما خسر الاشتراكيون الحاليون الأرض. حتى ألمانيا، "المستقرة"، بحسب الصحيفة، شهدت ارتفاعاً في الدعم لحزبها اليميني المتطرف، "البديل من أجل ألمانيا"، في الأشهر الأخيرة.

اقرأ أيضاً: فرنسا: هل يفضي العنف إلى مأساة؟

اخترنا لك