"واشنطن بوست": اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أثبت فشله
صحيفة "واشنطن بوست" تقول إن على "بريطانيا التفكير في مقترح العضوية النصفية في الاتحاد الأوروبي"، في ظل الوضع الاقتصادي الذي تعانيه المملكة المتحدة، نتيجة "البريكست".
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إنّ "رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، استنكر التقارير التي تشير إلى أن بريطانيا مهتمة بإنشاء اتفاق شبيه بالنموذج السويسري مع الاتحاد الأوروبي، لأن هذا النوع من الاتفاقيات كان سيعيد بريطانيا إلى السوق الموحَّدة مع الاتحاد".
وأضافت أن "أنصار البريكست يرفضون الفكرة، ويطالبون سوناك، الذي يشكّكون في رأيه بشأن البريكست، بتقديم الطمأنينة".
وقالت الصحيفة إنّ اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "أثبت فشله، ويجب أن يكون الحد من الضرر الناجم عن هذا الخطأ التاريخي في رأس أولويات سوناك وحكومته".
ويعاني الاقتصاد البريطاني مشاكل أسوأ من معظم دول الاتحاد الأوروبي، في ظل ارتفاع التضخم، والركود الذي يَلُوح في الأفق، والخدمات العامة المرهقة، والضرائب المتزايدة، ونمو الإنتاجية السيئ.
اقرأ ايضاً: بريطانيا تدخل في حالة ركود اقتصادي والحكومة تلجأ إلى زيادة الضرائب
وأشارت الصحيفة إلى أن "لدى بريطانيا الآن اتفاقية تجارة حرة مجردة مع الاتحاد الأوروبي، لكن الضوابط الحدودية لا تزال مطلوبة، ما بقيت المملكة المتحدة خارج السوق الموحَّدة".
وتابعت أن "هذا الأمر يهدّد اتفاقية الجمعة العظيمة التي جلبت السلام إلى أيرلندا الشمالية، وهي واحد من الاختبارات الفورية للحكومة، بينما تجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة إلى الشركات الكبيرة والصغيرة، التي اعتادت التجارة مع أوروبا وفق السهولة نفسها للتجارة داخل المملكة المتحدة".
ورأت الصحيفة أن "بريطانيا تعتقد أنّها ستصحح خطأها، وتقدم طلب الانضمام مرة أخرى، لكن لن يكون هذا ممكناً لأعوام"، مشكّكة في إمكان حدوث مثل هذا الأمر.
وقالت "واشنطن بوست" إنّه "حتى لو استطاعت المملكة المتحدة أن تعيد التفكير في الانضمام، فإن عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي سترفض، على اعتبار أن البريطانيين يمثلون مشكلة كبيرة للغاية".
وأكدت "واشنطن بوست" أن "على بريطانيا التفكير في مقترح العضوية النصفية في الاتحاد الأوروبي، فهذا الأمر سيكون عبارة عن شراكة اقتصادية أوثق وأكثر أمناً من الخراب الحالي الذي تواجهه بريطانيا بعد البريكست".
ونفت الحكومة البريطانية، الأحد الماضي، تقريراً صحافياً يفيد بأنّ لندن تسعى لتوثيق العلاقات ببروكسل، بعد ثلاثة أعوام من مغادرتها الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاق بريكست.
وفي وقت سابق، أعلن سوناك أن بلاده لن "تضحّي بالجودة من أجل السرعة في اتفاقات التجارة الحرة، بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي"، متطلعاً إلى إبرام اتفاقين مع الهند والولايات المتحدة.