"واشنطن بوست" تكشف تفاصيل عن مسرب الوثائق السرية.. ماذا جاء فيها؟

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تكشف تفاصيل جديدة عن مسرب الوثائق السرية، وتقول إن المعلومات عن المسرّب مصدرها زملاء له في مجموعة دردشة على الإنترنت.

  • اعتمدت "واشنطن بوست" على مقابلات مع عضوين في مجموعة الدردشة

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الشخص الذي سرب وثائق سرية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وأدّت إلى تحقيق يتعلق بالأمن القومي، هو شاب في العشرينيات من العمر مولع بالأسلحة النارية، وكان يعمل في قاعدة عسكرية، وحصل على تلك الوثائق خلال فترة عمله داخل القاعدة.

وقالت الصحيفة إن المعلومات عن المسرّب، مصدرها زملاء له في مجموعة دردشة على الإنترنت.

كما ذكرت في تقرير حصري نشرته، أمس الأربعاء، إن الشخص نشر معلومات سرية في مجموعة على منصة المراسلة الفورية "ديسكورد" التي تستقطب المولعين بالألعاب الإلكترونية، وتضم المجموعة قرابة 20 رجلاً، وقد انضم هؤلاء إلى مجموعة الدردشة التي أنشئت في العام 2020.

واعتمدت "واشنطن بوست" في تقريرها، الذي لم يذكر اسم المسرّب، على مقابلات مع عضوين في مجموعة الدردشة.

وقد نشر الشاب الوثائق السرية في مجموعة الدردشة في العام 2022، وقال إنها "عبارة عن نصوص من وثائق استخباراتية سرية، أحضرها إلى المنزل من مقر عمله داخل قاعدة عسكرية"، والتي رفض الكشف عن اسمها بحسب الصحيفة.

وأضاف المسرّب أنه قضى على الأقل جزءاً من يومه، داخل منشأة عسكرية سرية تحظر على العاملين فيها استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى، والتي يمكن استخدامها لتوثيق المعلومات السرية الموجودة على شبكات الحاسوب الحكومية.

من جهتها، أعلنت منصة "ديسكورد" في بيان، أمس الأربعاء، إنها تتعاون مع سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة بشأن التسريبات عبر منصتها.

بدورها، فتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقاً جنائياً رسمياً، الأسبوع الماضي، بعد أن أحالت وزارة الدفاع الأمر إليها، وتحقق وكالة الأمن القومي ووزارة العدل في التسريب، لتقييم الأضرار التي لحقت بالأمن القومي وبالعلاقات مع حلفاء ودول أخرى، مثل أوكرانيا.

وبحسب الصحيفة الأميركية، يبدو أنه أخطر تسريب لأسرار الولايات المتحدة منذ سنوات، إذ نُشرت صور لمستندات حساسة على "ديسكورد" ومنصات أخرى، مثل "فورتشان" و"تليغرام" و"تويتر".

وتتضمن وثائق البنتاغون المسربة تفاصيل بشأن آراء وتقييمات واشنطن للحرب في أوكرانيا، كما تحوي بعض الوثائق المسربة تفاصيل خطط وضعتها وكالة استخبارات الدفاع الأميركية للتعامل مع الطوارئ بعد عام من الحرب في أوكرانيا التي اندلعت في شباط/فبراير 2022.

ويوم أمس، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أنّ بلاده ستواصل التحقيق في تسريب وثائق أميركية سريّة تتضمن عمليات تقييم وتقارير استخبارية سرية بشأن أوكرانيا وروسيا حتى تعرف مصدره.

اقرأ أيضاً: موقع أميركي: تسريب البنتاغون تورط خطر للولايات المتحدة و"الناتو" في أوكرانيا

وتتضمّن الوثائق بعض المعلومات الشديدة الحساسية التي تتعلق بقدرات الجيش الأوكراني وأوجه القصور فيه. وتشير إحدى الوثائق إلى العدد المحدود من القوات الخاصة الغربية الموجود في البلاد، إضافةً إلى تفاصيل تتعلق بجهاز "الموساد" الإسرائيلي، وتكشف دوره في الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو.

وفتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقاً جنائياً في إفشاء الوثائق. ويقول بعض خبراء الأمن القومي ومسؤولون أميركيون إنهم يشتبهون في احتمال أن يكون مصدر التسريب أميركياً، نظراً إلى اتساع نطاق الموضوعات التي تتضمنها الوثائق.

وفي الوقت نفسه، لا يستبعد مسؤولون أميركيون احتمال أن تكون "عناصر مؤيّدة لروسيا" وراء التسريب الذي شمل ما يزيد على 700 ألف وثيقة ومقطع فيديو وبرقية دبلوماسية.

وأكّد مصدر مقرّب إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لشبكة "سي أن أن" الأميركية أنّ أوكرانيا اضطرت إلى تغيير بعض خططها العسكرية بعد تسريب الوثائق.

وكشفت إحدى الوثائق المسرّبة أنّ الولايات المتحدة كانت تتجسّس على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فيما وصف مصدر مقرّب إلى زيلينسكي الأمر بأنه "ليس مفاجئاً"، لكنه أكّد أنّ "المسؤولين الأوكرانيين محبطون للغاية بشأن التسريب".

اخترنا لك